تعزيزات لمسلحي أبين وتمرد بعدن
قوات الحرس الجمهوري تحيط بمبنى البنك المركزي في بلدة كريتر بعدن (الجزيرة نت-أرشيف)
سمير حسن-عدن
لا يزال الوضع في جنوب اليمن مضطربا وسط أنباء عن اشتباكات بين الجيش ومسلحين أسفرت عن وقوع عدد من الضحايا، وتمرد لواء في المنطقة العسكرية الجنوبية.
فقد شهدت مدينة جعار والمناطق المجاورة لها في محافظة أبين الأربعاء هدوءا نسبيا في حدة المواجهات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة، وسط حديث عن وصول تعزيزات للمسلحين بجعار وتراجع الجيش في مناطق الاشتباكات.
وقال شهود عيان إن عشرات المسلحين شوهدوا بأسلحتهم أمس على متن 12 سيارة في مدينة جعار قادمين من محافظة شبوة لمساندة المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم مسمى "أنصار الشريعة" ويسيطرون على محافظة أبين منذ منتصف الشهر الماضي.
وتقع مدينة شبوة -التي تعد معقلاً لأنور العولقي أحد أبرز قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب- إلى الشمال الشرقي من مدينة أبين وتبعد حوالي 350 كيلومترا حيث ترتبط بجزء من أبين عبر طريق المحفد.
جانب من آثار القصف الذي شمل منازل مواطنين في مدينة زنجبار بأبين (الجزيرة نت)
مناوشات جعار
وذكر أحد سكان جعار أن مناوشات محدودة شهدتها المدينة أمس الأربعاء بين المسلحين وأفراد اللواء 25 المحاصر من قبل الجماعات المسلحة منذ أكثر من شهر.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن وحدات الجيش المرابطة في منطقة دوفس انسحبت أمس الأول من المنطقة نحو مشارف مدينة عدن في خطوة مفاجئة بعد أن حققت خلال اليومين الماضيين تقدما على الأرض وتمكنت من استعادة أجزاء من منطقة دوفس التي خضعت بالكامل لسيطرة الجماعات المسلحة بزنجبار.
وبحسب مصدر أمني -طلب عدم الكشف عن اسمه- جوبه تقدم الجيش بمقاومة شرسة من قبل المسلحين الذين نصبوا كمائن له بين الأشجار مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى والقتلى وخسائر فادحة في الآليات العسكرية.
انسحاب تكتيكي
وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن انسحاب الجيش إلى الخلف كان تكتيكيا للبقاء في أرض مفتوحة وتفادي وقوع خسائر في صفوف الجيش وتفادي ضربات المسلحين في الأماكن المغلقة.
وأوضح أن الطيران الحربي كثف هجماته على المناطق التي يتحصن فيها المسلحون بين الأشجار وألحق بهم خسائر كبيرة، مشيراً إلى أن الجيش يضع حزاما أمنيا على مدينة عدن لمنع تسلل المسلحين إليها.
وكانت مدينة عدن شهدت مساء الأربعاء إطلاق نار كثيفا من قبل مسلحين مجهولين في محيط البنك المركزي بكريتر وعدد من شوارع ضاحية بلدة المعلا وخورمكسر تزامن مع انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي وانسحاب عدد من الوحدات الأمنية من شوارع المدينة.
وأسفرت الاشتباكات المسلحة بين الجانبين في المنطقة الاثنين الماضي عن 22 قتيلا منهم 5 جنود و17 مسلحا، في حين أصيب العشرات من الطرفين، كما تسببت الاشتباكات منذ اندلاعها الشهر الماضي في نزوح الآلاف من أبناء المدينة.
من مسيرة ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع (الجزيرة نت)
تمرد عسكري
من جانب آخر رفض قائد اللواء 39 مشاة وعشرات الجنود بمعسكر بدر -أحد أهم معسكرات الجيش في مدينة عدن- الانصياع لتوجيهات قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة بخصوص مشاركة اللواء في المواجهات التي تشهدها محافظة أبين بين قوات الجيش وعناصر مسلحة من "أنصار الشريعة".
وذكرت مصادر عسكرية أن حراس بوابة اللواء منعوا الأربعاء دخول قائد المنطقة الجنوبية مهدي مقولة بعد نشوب خلافات بينه وبين قائد اللواء 39 مشاة حسين الجرباني بشأن إرسال كتائب من اللواء لمساندة القوات المرابطة بالقرب من مصنع الحديد في مدينة زنجبار.
وقالت المصادر إن جنود اللواء 39 أعلنوا تمردهم على القيادة العسكرية الجنوبية وأحرقوا الإطارات في ساحة المعسكر وأعلنوا تضامنهم مع قائد اللواء الجرباني.
ويعد اللواء 130 المدرع -الذي يقوده اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية التي تضم مدن عدن وأبين ولحج- اللواء الوحيد المتبقي في الجيش اليمني الذي أعلن تأييده للرئيس علي عبد الله صالح بعد إعلان بقية الألوية تأييدها لثورة الشباب.
ومن لحج أفاد مراسل الجزيرة نت ياسر حسن بأن ضاحية قعطبة بمحافظة الضالع جنوبي اليمن شهدت الأربعاء مسيرة حاشدة ومهرجانا خطابيا للمطالبة بالحسم الثوري وسرعة تشكيل مجلس انتقالي.
كما أدان المشاركون انقطاع الكهرباء عن محافظة الضالع بشكل شبه مستمر منذ أكثر من شهر والأزمة الخانقة في المشتقات النفطية، وحملوا القائم بأعمال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي المسؤولية عن تلك الأزمة، كما ألقيت كلمات حذرت من التدخل في ثورة الشباب ومحاولة محاربتها.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/E...oogleStatID=20