هادي يهدّد بالاستقالة إذا استمرت سياسة «ليّ الذراع»
صالح لن يعود.. ولقاء في أوروبا لتشكيل حكومة توافقية
طفل يمني يؤدي الصلاة خلال تجمع المعارضو في ساحة الحرية وسط صنعاء (ا ف ب)
صنعاء - نبيل سيف الكميم و«أ. ف. ب»
أعلن مصدر سعودي امس ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي يتلقى علاجا في احد مستشفيات الرياض، اثر اصابته بانفجار لن يعود الى بلده، في حين كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاء بين المعارضة والسلطة، بحثا عن حل توافقي يتضمن تشكيل حكومة توافقية. وقال المصدر - طالبا عدم ذكر اسمه - ان «الرئيس صالح لن يعود الى اليمن». واضاف «لم يتم تحديد مكان اقامته حتى الآن»، ملمحا الى احتمال مغادرته السعودية.
لكن مسؤولا يمنيا نفى عدم عودة الرئيس، وقال نائب وزير الاعلام عبدو الجندي ان «الرئيس صالح سيعود الى اليمن خلال الايام المقبلة» من دون مزيد من التوضيحات.
هذا، وتلقى الرئيس صالح اتصالا هاتفيا من الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، اطمأن خلاله على صحته. كما تعهّد صالح بالعمل على تجاوز الأزمة التي تشهدها بلاده، معيدا التأكيد على أنه لا ينوي التخلي عن منصبه، وذلك خلال اتصال هاتفي مع ملك البحرين.
سيسبب فتنة
في المقابل، قال الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد ان عودة الرئيس للبلاد ستتسبب في فتنة. وأوضح أن محاولة الاغتيال لا يزال يكتنفها الغموض، وأن هناك تسريبات تفيد بأنها ربما عكست محاولة الاغتيال صراع الأجنحة حول الرئيس، وفق تعبيره.
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للجنة الحوار الوطني المعارضة حميد الأحمر نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تسليم السلطة «مراعاة لمشاعر الشعب اليمني الثائر».
جمعة الشرعية
وطالب الثوار اليمنيون امس في «جمعة الشرعية الثورية» بحل المجالس النيابية، وتشكيل مجلس انتقالي للحكم يدير البلاد، على أن تترأسه شخصية وطنية، وألا تزيد فترة عمل المجلس على 6 أشهر، تجري بعدها انتخابات رئاسية في البلاد. وشارك عشرات الآلاف في الصلاة في ساحة التغيير في صنعاء وميدان الحرية في إب والبيضاء والحديدة وغيرها. وللمرة الاولى منذ 29 مايو الماضي، أدى عشرات الالاف الصلاة في ساحة الحرية في تعز. وهتف المتظاهرون في المدن اليمنية «يا ملك عبدالله خذ علي عبدالله» و«الشعب أسقط النظام» و«الشعب يريد مجلسا انتقاليا». وكانت اشتباكات بين قوات موالية لصالح وقوات المعارضة اندلعت فجر امس في تعز استخدمت فيها اسلحة ثقيلة.
في وقت افاد شهود عيان بان اعداد انصار الرئيس اليمني كانت اقل من السابق خلال صلاة الجمعة في ميدان السبعين، بحيث اقتصر الحضور على داخل المسجد وليس خارجه، كما كان يحدث سابقا.
لقاءات في أوروبا
في غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية ان لقاءً جرى في اوروبا بين ياسين سعيد النعمان رئيس اللقاء المشترك المعارض وعبدالكريم الارياني مستشار الرئيس علي عبدالله صالح للشؤون السياسية، لبحث صيغة سياسية تؤدي الى اخراج البلد من ازمته، حيث ناقشا صيغة حل توفيقي قوامه «تشكيل حكومة توافق وطني تتولى اتخاذ الخطوات اللازمة» في سبيل تحقيق ذلك.
هادي يهدد بالاستقالة
وفي هذا السياق، يواجه نائب الرئيس الفريق عبدربه منصور هادي ضغوطا داخليا وخارجيا لتحقيق مطالب المتظاهرين بتأسيس مجلس انتقالي. وقد التقى وفد من «شباب الثورة» منصور هادي. ونقل عنه قوله انه «سيسعى الى ما اسماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الاوضاع الامنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز اسبوعين كحدّ اقصى».
وفي الوقت نفسه، نقل شباب الثورة عن منصور هادي تهديده بالاستقالة إذا ما استمرت أطراف - لم يسمها - في التهديد وفي «سياسة ليّ الذراع»، وأكد - وفق الوفد - أنه سيكشف عن المتسبب في ذلك في مؤتمر صحفي علني وانه سيغادر العاصمة إلى عدن.
واعتبرت الولايات المتحدة ان اللقاء امر «مشجع»، لكون نائب الرئيس قد بدأ يمد اليد للمعارضة وبدأ حواراً معها.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=18062011