رواية "اختراق القاعدة" للقصر تفتح الأبواب على الاحتمالات كافة آخر تحديث:الاثنين ,13/06/2011
صنعاء عادل الصلوي:
1/1
قلل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم من أهمية الاتهامات التي وجهها قائد المنطقة الشمالية والغربية المنشق عن الجيش اللواء علي محسن الأحمر لنجلي الشقيق الأكبر للرئيس علي عبدالله صالح اللذين يشغلان منصبي قائد الحرس الرئاسي ووكيل جهاز الأمن القومي، بالارتباط بعلاقات مشبوهة بتنظيم “القاعدة”، وأن أحد المطلوبين البارزين من التنظيم ظهر في مناسبات عدة كأحد أفراد الحراسة الثابتة والمقربة من الرئيس صالح .
ووصف رئيس الدائرة الإعلامية للحزب الحاكم طارق الشامي اتهامات اللواء الأحمر لنجلي شقيق الرئيس بأنها “غير ذات أهمية ولا يعول عليها كونها صادرة عن شخصية طالما ارتبط اسمها بالتنظيمات الجهادية والأصولية ومنها تنظيم القاعدة، وتكرر إدراجها في قوائم سوداء فيدرالية كإحدى الشخصيات المتورطة بدعم تنظيم القاعدة” .
توقيت إطلاق اللواء علي محسن اتهاماته النارية الموجهة لنجلي الشقيق الأكبر للرئيس صالح بالتورط في علاقات مشبوهة مع تنظيم القاعدة، بالترافق مع إشارته إلى توظيف أحد المطلوبين من القاعدة ضمن الحرس الرئاسي الثابت والمرافق للرئيس، مثّل في تقييم العديد من المراقبين المحليين محاولة استباقية من القائد العسكري المنشق لدحض الشبهات التي اتجهت مؤخرا إلى ترجيح احتمالات تورطه وعناصر مدربة من قوات اللواء الأول مدرع بالتدبير والتنفيذ للهجوم، كون هذا التوقيت تزامن مع الكشف عن نتائج أولية توصل إليها فريق التحقيق اليمني - الأمريكي المكلف بالتحقيق في ملابسات استهداف الرئيس، تورط عناصر عسكرية، وليست قبلية، متمرسة بتنفيذ عملية استهداف الرئيس صالح استناداً إلى قرائن من قبيل دقة التنفيذ ونمط الأسلوب الاحترافي الذي رافق عملية الاستهداف .
الاتهامات ذاتها التي فجرها اللواء محسن استهدفت في الغالب ما هو أبعد من مجرد إعادة لفت الانتباه مجدداً إلى “الرواية” الأقل تداولاً في الأوساط المختلفة حيال تحديد هوية الجهة المتورطة في تدبير وتنفيذ محاولة استهداف هرم السلطة القائمة، والتي تضع تنظيم القاعدة في الصدارة إلى التشكيك - صراحة - في احتمالات استخدام الأخيرة فقط كأداة للقتل والاغتيال من قبل مقربين من الرئيس الجريح، اضطلعوا بدور محوري في تسهيل اختراق القاعدة لمنظومة الأمن الرئاسي كجزء من مخطط تم التدبير له منذ وقت مبكر وسابق لتوقيت عملية استهداف الرئيس .
واعتبر الباحث اليمني المتخصص في دراسة تاريخ الجماعات الأصولية الدكتور نجيب محمد ناصر الشرعبي في تصريح ل “الخليج” أن “اتهامات اللواء علي محسن الأخيرة لنجلي الشقيق الأكبر للرئيس ليست جديدة من حيث إشارتها إلى وجود صلات وارتباطات بين تنظيم القاعدة وشخصيات قيادية نافذة في مؤسسة الأمن والرئاسة، كون مثل هذه الاتهامات سبق أن أثيرت بشكل متكرر خلال الفترات الماضية بدءاً من الحديث عن اضطلاع جهاز الأمن القومي بالتعامل مع ملف القاعدة ومبادرته بإجراء مفاوضات واتصالات مباشرة وعبر وسطاء مع قيادات بارزة في التنظيم باليمن، وانتهاء باتهام الرئيس علي صالح ذاته باستخدام القاعدة كورقة لابتزاز الغرب وبأنه يقف وراء صناعة ما وصف ب”وهم خطر القاعدة في اليمن”، إلى جانب إسهام قيادات بارزة من القاعدة من أبرزها زعيم التنظيم السابق والراحل في اليمن “علي سنان الحارثي المكنى بأبي علي الحارثي، الذي اغتيل بصاروخ أمريكي في صحراء مأرب عام 2002 في دعم الحملة الانتخابية للرئيس صالح عام 2006” .
واستطرد الشرعبي بالقول: “في اعتقادي أراد اللواء علي محسن بشكل أساسي من خلال إطلاق اتهاماته الأخيرة لأقارب الرئيس بالارتباط بصلات بتنظيم القاعدة تعزيز الاتهامات الرسمية التي وجهت أصابع الاتهام للتنظيم بتنفيذ محاولة اغتيال الرئيس صالح والتشكيك في أن عملية الاستهداف تمت عبر مخطط تمهيدي تمثل في اختراق قوات الحرس الرئاسي المكلفة بحماية الرئيس عبر زرع عناصر للقاعدة ضمن هذه القوات، وهو ما أشار إليه اللواء محسن صراحة بكشفه عن وجود أحد المطلوبين البارزين من القاعدة ضمن حراسة الرئيس صالح . وأنه ظهر إلى جواره في مناسبات وفعاليات رئاسية عدة” .
وأضاف: “بمعني أكثر وضوحاً اللواء محسن استهدف ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال نفي التهمة عن شخصه وقواته بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس كونه أبرز الشخصيات المناوئة له ولأن أسلوب عملية الاستهداف يوحي بوجود عناصر منفذة على قدر عال من الاحتراف والتدريب إلى جانب النيل من خصوم بارزين كأنجال شقيق الرئيس الأكبر الذين يسيطرون على مفاصل أقوى الأجهزة الأمنية في البلاد” .
سيناريو استهداف الرئيس صالح وفقاً لرواية اللواء محسن التي تضمنها السياق المثير لاتهاماته الأخيرة وإن بدا متسقاً مع ما تداوله بعض الأوساط المقربة من الرئيس صالح ونشره العديد من الصحف والمواقع الإخبارية اليمنية بعيد اندلاع شرارة الثورة الشبابية القائمة منتصف فبراير المنصرم من تسريبات حول تصاعد حدة الخلافات الطارئة في علاقة الرئيس صالح مع قيادات شابة من عائلته وتحديداً أنجال شقيقه الأكبر الثلاثة، والتي وصلت مؤخراً إلى حد مبادرة الرئيس بطرد النجل الأكبر لشقيقه الراحل العميد يحيى محمد عبدالله صالح رئيس أركان حرب قوات الأمن المركزي من مكتبه الرئاسي بمجمع دار الرئاسة إثر مشادة كلامية نشبت بينهما على خلفية اعتراض الأخير على إقحام صالح قوات الأمن المركزي في مهام قمع المتظاهرين والمعتصمين المطالبين بإسقاط النظام الحاكم والتي تندرج ضمن مهام قوات مكافحة الشغب التي أنشأت حديثاً .
ورأى أن “الارتكان إلى مثل هذا الاتساق الموضوعي لا يتقاطع مع اتجاهات الاتهامات المضادة الموجهة من قبل حزب المؤتمر الشعبي الحاكم لشخص اللواء محسن ذاته بالارتباط المزمن بصلات وثيقة بالعديد من الجماعات الجهادية والتنظيمات الأصولية ومنها تنظيم القاعدة، والتي دفعت الولايات المتحدة عام 2001 إلى إدراجه ضمن قائمة سوداء تضمنت عشرين مطلوباً لاتهامات تتعلق بتقديم الدعم المادي واللوجستي للتنظيم في اليمن، الأمر الذي يعيد “خلط الأوراق” مجدداً ويجعل من ملابسات استهداف الرئيس المبهمة في عقر قصره الرئاسي وحقيقة الجهة التي تقف وراء عملية التدبير والتنفيذ “أحجية” تفتح نتائج فك طلاسمها على الاحتمالات كافة .
http://www.alkhaleej.ae/portal/326a5...196e63279.aspx