مسيرة مليونية في صنعاء ضد عودة الرئيس اليمني
40% من جسم صالح محروق.. وإصابة إحدى رئتيه
طفلة ترفع شارات النصر وكُتب على جبينها حرية بالوان العلم اليمني خلال الاحتفالات في صنعاء (رويترز)
خرجت مسيرة مليونية امس في صنعاء تحت عنوان «مسيرة الحسم» أمام منزل نائب الرئيس اليمني.
وطالب المتظاهرون نائب الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل مجلس انتقالي والبدء بترتيبات ما بعد مغادرة صالح البلاد، مؤكدين رفضهم اي حكم عسكري، وانهم سيستمرون في التصعيد حتى تتحقق مطالبهم.
يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر أميركية مسؤولة عن أن 40 في المائة من جسم الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح تعرّض لحروق، فضلاً عن انهيار أحد رئتيه جراء إصابات لحقت به إثر هجوم استهدف المسجد الرئاسي الجمعة، ويعتقد دبلوماسيون غربيون أن قنبلة تسببت فيه وليس هجوماً من الخارج. وأضاف مصدر دبلوماسي عربي مطلع على الحالة الصحية لصالح ان إحدى الشظايا تسببت في جرح عمقه سبعة سنتيمترات.
وقالت مصادر ان الرئيس صالح اتصل بنائبه وابلغه انه بخير وانه سوف يعود في غضون ايام. فيما عقب مسؤول غربي قال إنه لم يتلق آخر مستجدات الحالة الصحية للرئيس اليمني قائلاً «لم يتضح بعد إذا ما كان سوف يعود الى اليمن ومتى.. إنه تحت ضغوط سياسة كبيرة».
وذكر بأن هادي، «ليس لاعباً على المدى الأبعد.. بل يسيّر أعمال النظام رغم أنه قد يكون مرشحاً في أي انتخابات مستقبلية في فترة ما بعد صالح». وأفاد بأن الجيش اليمني يقف خلف الحكومة اليمنية بيد أنه رفض التكهن باستمراره على موقفه هذا»، وذلك مع تزايد المخاوف من قيام قائد الحرس الجمهوري احمد صالح، نجل الرئيس، بتطبيق حكم عسكري في البلاد بمعاونة اقاربه الذين يتولون مناصب قيادية في المؤسسات الامنية.
وكان هادي استقبل سفراء اميركا والاتحاد الاوروبي، الذين التقوا - ايضاً - المعارضة للبحث في ايجاد مخرج وتأمين لقاء المعارضة مع الرئيس صالح في السعودية، بيد ان مصادر اكدت رفض اللقاء المشترك ذلك مع الاستعداد التام لمحاورة نائب الرئيس.
اللاعب الأميركي
إلى ذلك، قالت مصادر سياسية يمنية مستقلة إن اللاعب الرئيسي داخل اليمن في ظل غياب صالح هو سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فايرستاين، الذي يجري لقاءات مكثفة ومشاورات مع جميع الأطراف السياسية بهدف إعادة الفرقاء إلى طاولة الحوار وإيجاد مخرج لحل الأزمة اليمنية. وأوضح نائب برلماني مستقل أن الولايات المتحدة وعبر سفيرها بصنعاء تضغط على الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لتهدئة الوضع المتأزم ووضع صيغة مناسبة لترتيبات المرحلة الانتقالية وسط أنباء متداولة عن مساعٍ خليجية وأميركية لإقناع الرئيس بالتنحي.
وأكد النائب - الذي فضل عدم الكشف عن اسمه - أن لقاء السفير الأميركي بنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، تبعه لقاء مع قيادات المعارضة والحزب الحاكم من اجل منع أي عمليات تخريبية وتأمين الطرقات وسحب أي تواجد مسلح غير شرعي من المدن. ولفت الى أن ما رشح من معلومات تفيد بأن لقاءات غير معلنة جرت بين فايرستاين وقيادات عسكرية انشقت عن النظام، وفي مقدمتها اللواء علي محسن الأحمر.
وقالت مصادر مطلعة إن هذه المساعي والتحركات التي يقوم بها سفير الولايات المتحدة مهمة جدا للترتيب لنقل السلطة دستوريا لنائب الرئيس وضد القفز من قبل أي طرف على السلطة.
واشنطن تضغط
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد دعت إلى «انتقال فوري» للسلطة في اليمن سوف يكون في مصلحة الشعب». وتزامنت تصريحات كلينتون مع دعوة مماثلة من قبل مارك تونر المتحدث باسم الخارجية، الذي قال «نعتقد أن الوقت قد حان الآن لبدء الانتقال السلمي نحو عملية ديموقراطية». أما جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، فقد أعرب عن اعتقاده بأن «انتقالا فوريا للسلطة سوف يكون في مصلحة اليمنيين، وفي مصلحة الحفاظ على الاستقرار». واثنى كارني على موقف السعودية ودول الخليج من الازمة اليمنية وقال انها كانت مفيدة في التعامل مع الوضع.
الاتحاد الأوروبي
من جانبها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الرئيس صالح إلى التصرف وفق ما تمليه عليه مصلحة شعبه وبما يتيح لبلده التقدم، معربة عن املها في أن يوقع على اتفاق نقل السلطة وفق المبادرة الخليجية.
سيطرة على تعز
في إطار امني، افادت انباء واردة من مدينة تعز بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح ومسلحين، قتل جراءها اربعة مدنيين - على الاقل - ضمنهم ثلاثة اطفال. وقال الجيش انه تم استدعاء ثلاث وحدات لاعادة السيطرة على المدينة. وقال الشيخ حمود المخلافي شيخ مشايخ تعز ان مسلحين تابعين للمعارضة واللقاء المشترك سيطروا على المدينة بشكل فعلي، مشيراً إلى ان مهمة المسلحين هي حماية شباب الثورة في ساحة الحرية، مؤكداً ان الثورة ستبقى في اطارها السلمي حتى النهاية.
في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية القوات المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الاحمر بالاستعداد لمهاجمة منشآت حكومية في صنعاء وتعز.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=08062011