اليمنيون يتعشمون بـ «عصر ما بعد صالح».. وضغط غربي لعدم عودته
الفرقة الأولى - مدرع تحبط هجوماً على الرئيس المؤقت
إب وباقي محافظات الجنوب اليمني احتفلت بمغادرة صالح تحت شعار {تبقى الوحدة ويرحل السفاح} (ا ف ب)
احتفل اليمنيون حتى صباح امس بما يأمل كثيرون أن يكون عصرا جديدا يغيب عنه الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتعافى الآن في السعودية بعد عملية جراحية أجريت له لاستخراج شظايا من صدره، حيث قال مصدر سعودي ان صالح قد يعود إلى صنعاء بعد اسبوعين من التأهيل الطبي وعمليات تجميل، لكن مستقبل اليمن لايزال غامضا وسط انقسام البلاد بسبب الخصومات المعقدة بين شيوخ القبائل وقادة الجيش والساسة.
وفي تطور لافت، احبطت قوات الجيش المنشق التابعة للفرقة الاولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الاحمر فجر امس محاولتين للهجوم على منزل نائب الرئيس والرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي بعد اقل من 24 ساعة على توليه مهام الرئاسة. وقالت مصادر امنية ان قوات الفرقة الاولى مدرع اطلقت النار على مجاميع قبلية حاولت الاعتداء مرتين على مكان اقامة هادي ما ادى إلى اصابة واعتقال عدد منهم. وعلى الاثر عززت الفرقة حمايتها لمنزل الرئيس المؤقت واغلقت الشوارع المؤدية اليه. وادت المواجهات إلى مقتل 3 بينهم جندي.
وكان هادي اجتمع مع الحكومة وقادة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وطلب منهم عدم القيام بأمور تشوش على أدائه صلاحيات الرئاسة، مؤكداً ان الرئيس صالح سيعود قريباً. وكان هادي اعلن عن هدنة لوقف النار واعادة الامن بعد التشاور مع اللواء محسن الاحمر.
المعارضة تساند هادي
من جانبه، قال ائتلاف المعارضة امس إنه يساند نقل السلطة إلى نائب الرئيس. وقال سلطان العتواني الشخصية البارزة في ائتلاف اللقاء المشترك إن المعارضة تساند النقل الكامل للسلطة إلى نائب الرئيس، مضيفا أنه في حالة فشل ذلك فان المعارضة لديها خيارات بديلة. من جهتهم، طالب شباب «الثورة الشعبية» بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي يضم كل القوى الوطنية لادارة شؤون البلاد وتشكيل حكومة كفاءات لادارة المرحلة الانتقالية. كما دعوا الى «تشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكل القوى الوطنية والعمل على صياغة دستور جديد يلبي تطلعات الشعب للحرية والكرامة والعيش الكريم».
واكد الشباب انهم يحتفلون «بانجاز أول اهداف ثورتهم وهو اقصاء صالح عن الحكم». الا انهم اكدوا على بدء «مرحلة جديدة من النضال السلمي» لذا تعهدوا بمواصلة اعتصاماتهم «حتى تتحقق كل أهداف الثورة ومطالبها».
وفي عدن احتفلت ثاني اكبر مدينة يمنية برحيل صالح، وهتف المتظاهرون : «لا شمال ولا جنوب وحدتنا وحدة قلوب».
الزياني يدعو للتهدئة
من جهته، دعا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف الزياني الأطراف المعنية في اليمن إلى التهدئة وضبط النفس ونبذ العنف والحيلولة دون تدهور الأوضاع في بلادهم، وذلك حفاظا على مصالح الشعب اليمني ومكتسباته، مشيراً إلى أن المبادرة الخليجية لا تزال تمثل الحل الأنسب ويمكن تفعيلها ومتابعه تنفيذها إذا أعلنت جميع الأطراف الموافقة عليها.
ضغوط أميركية وبريطانية
إلى ذلك، كشفت صحيفة الغارديان أن بريطانيا والولايات المتحدة تمارسان ضغوطاً على السعودية لإقناع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتقديم استقالته رسمياً، بعد نقله إلى الرياض للعلاج. وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين غربيين أكدوا أن لندن وواشنطن تصران على حث صالح على تنفيذ اتفاق يتخلى بموجبه عن السلطة مقابل الحصول على حصانة من الملاحقة القضائية وضمانات مالية حول مستقبله.
من جانبه، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما قولهم إن الولايات المتحدة تضغط على الرئيس صالح وحلفائه لقبول عرض قدمته دول بما فيها السعودية يقول بتخلي صالح عن السلطة في مقابل حصانة. وأضافت أن عددا من المسؤولين لمحوا الى أن الولايات المتحدة قد تكون على استعداد لعرض حوافز مالية لحضّ الرئيس صالح على التخلي نهائيا عن الرئاسة.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين سعوديين وأميركيين سيعملون خلف الكواليس للتوصل الى اتفاق على خطة انتقال في اليمن قبل أن يتمكن صالح من العودة وتقويض جهودهم. في سياق متصل، دعت بريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا واسبانيا في بيان امس إلى هدنة في اليمن لاعادة السلام والامن تمهيداً للانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة.
خرق محدود للهدنة
ميدانياً، يسود الهدوء العاصمة صنعاء بشكل ملحوظ منذ صباح امس الباكر، حيث لم ترد أي معلومات بشأن وقوع مواجهات بين القوات الحكومية وقوات الشيخ صادق الأحمر. وباستثناء ذلك شهدت منطقة الحصبة الليلة قبل الماضية إطلاق بعض الأعيرة النارية، حيث أفادت تقارير صحفية عن مقتل 3 من أنصار الأحمر في عملية قنص على أيدي قناصة من أنصار صالح. ويأتي هذا الخرق وسط هدوء حذر غداة موافقة الشيخ صادق الأحمر على وقف مشروط لإطلاق النار وإخلاء المباني العامة التي احتلها أنصاره بناء على طلب نائب الرئيس.
وفي تعز اصيب شخصان باطلاق نار على ساحة الحرية، في حين اكدت مصادر ان المدينة اصبحت تحت سيطرة اللقاء المشترك والفرقة 33 المنشقة عن صالح. وقامت قوات الامن بفرض طوق على مقر الرئاسة في المدينة بعد محاولة متظاهرين اقتحامه.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=07062011