عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-07, 01:44 PM   #67
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

قصة نزوح غير مألوفة من أبين إلى عدن آخر تحديث:الثلاثاء ,07/06/2011


عدن - شكري حسين:

1/1






يعيش النازحون من محافظة أبين، جنوبي اليمن، أوضاعاً مأساوية وإنسانية صعبة بعدما عصفت بمظاهر حياتهم نيران الحرب الدائرة هناك منذ الأسبوع الماضي .



والناظر لأحوال أولئك الذين لم يجدوا غير النزوح والهروب إلى محافظة عدن القريبة ك “شر لابد منه”، وهم يفترشون العراء ويلتحفون السماء، سيدرك للتو حجم المأساة ووقع المصيبة التي نزلت على رؤوسهم وأهاليهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل . مئات من الأسر بينهم رجال وأطفال وشيوخ تقرأ في أعينهم صور المأساة وترتسم على ملامحهم مساحات من الحزب والألم، تدرك حين النظر إليهم أنهم قد ارتموا كرها في أحضان القهر، وقذفت بهم المقادير إلى ميدان تركض فيه المنغصات وتتسابق على أرضه الملمات .



“الخليج” زارت بعض الأماكن التي قصدها نازحو أبين واطلعت على حجم الكارثة التي حلت بهم جراء عدم توفر أبسط مستلزمات الحياة الضرورية، كالغذاء والملبس والفرش وغيرها من مواد الإغاثة المتعارف عليها في مثل هكذا ظروف .



وجهتنا الأولى كانت إلى مدرسة (بلقيس) الثانوية للبنات بمدينة الشيخ عثمان حيث تتكدس أكثر من 200 أسرة والعدد قابل للزيادة، هناك تحدث أحد النازحين ويدعى محمد أحمد حيدرة قائلاً: وضعنا الإنساني صعب جداً ومأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ خرجنا مع أسرنا وليس معنا غير ما نغطي به أجسادنا هربا من الموت . أضاف: “الحرب هناك قذرة ولا أجد وصفا غير ذلك لأنها لم تراع حرمة السكان، ولك أن تتخيل كيف أن الطيران الحربي وصواريخ البحرية تقصف المنازل والآمنين بشكل عشوائي تحت يافطة محاربة القاعدة ويتم التنكيل بالأسر وطردها من منازلها للغرض ذاته وهي أكذوبة كبرى الغرض منها التنكيل بأبناء أبين وتشريدهم ربما لمواقف سابقة” .



واختتم حديثه بالقول: “نناشد المنظمات الإنسانية والحقوقية العربية والدولية مساعدة الأسر المنكوبة وتقديم يد العون والمساعدة لها فالوضع مزر وحالة الناس فظيعة وتتطلب تدخلاً عاجلاً ولا ننتظر شيئاً من الدولة التي تقتل وتنكل بمواطنيها” .



خالد دهمس، أحد النازحين وصف خروجه وأسرته بالمخاطرة الكبيرة حيث قال: “خرجت مع أسرتي من جحيم الحرب بسلامة الله وحفظه بعد أن شعرت أنني هالك وإياهم لا محالة”، وأضاف: “جلسنا في بيوتنا ليومين على أمل أن تنتهي الحرب، لكنها اشتدت في اليوم الثالث بشكل فظيع ولم يعد بوسعنا إلا الهروب حيث قطعنا مسافة 3 كيلومترات مشياً على الأقدام ولجأنا إلى بيت أحد الأقارب في قرية مجاورة، إلا أن خطر القصف لا يزال محدقاً بنا، فقررنا التوجه إلى عدن واللجوء إلى إحدى المدارس كما فعلت باقي الأسر وهو ما صار بعد معاناة في الحصول على وسيلة المواصلات” .



وفي مدرسة الشهيد (سعيد ناجي) بمديرية المنصورة التقت “الخليج” بالمواطن معمر إبراهيم شيخ الذي قال إن “ما حصل في أبين كارثة حقيقية لم نشهد لها مثيلاً طوال الحروب التي عاشتها اليمن”، مشيراً إلى أن الوضع في مخيم المنصورة ربما يكون أحسن من باقي أماكن النازحين ربما لتداعي رجال الخير والمنظمات الحقوقية والإنسانية بشكل سريع مع معاناة الناس فيه وتوفيرهم للمواد (الإغاثية) الضرورية كالمياه والفرش والعلاج وبعض الأطعمة الخفيفة، وأجدها مناسبة كي أشكر كل من ساهم وسعى في الخير” .



من جانبه قال عبدالله عبدالقادر، رئيس لجنة الإيواء في مدرسة بلقيس: “فور وصولنا لم تكن لنا وجهة معينة إلا أننا قصدنا هذه المدرسة، وللأمانة وجدنا تعاوناً من المسؤولين هنا، سواء إدارة المدرسة أو السلطة المحلية”، وذكر أن أكثر من 200 أسرة تضم نحو 431 فرداً يوجدون حالياً في المدرسة والعدد قابل للزيادة بكل تأكيد، إذ إن أكثر من 40 أسرة بحسب علمنا ستصل ومعظمهم وصلوا إلى هنا وليس معهم غير ما يغطون به أجسادهم، وبالتالي فالوضع صعب جداً، رغم جهود بعض الخيرين في توفير بعض المستلزمات الضرورية، وعبركم نناشد الجمعيات الخيرية والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى مساعدة المنكوبين من أبين جراء الحرب الدائرة هناك فمنهم من لايستطيع شراء قيمة وجبة غداء لأطفاله” .



أما المحامي المتطوع إيهاب محمد باوزير فقد قال: “أنا من عدن إلا أنني وفور علمي بوصول الكثير من الأسر النازحة من الحرب في أبين بادرت طواعية ومجموعة من زملائي المحامين والحقوقيين للمساهمة في تقديم ما يمكننا القيام به” .
http://www.alkhaleej.ae/portal/345b9...59b18e50f.aspx
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس