عندما يكون منطق الصورة أبلغ من الكلام ..
ليس غريباً أن تصاب كثيرٌ من الأقلام المتمرسة على الكتابة عن أوجاع هذه الأمة بالدهشة والذهول ، وأن تلزم جانب الصمت ، تاريكةً للصورة أن تتحدث بلون الدم الأحمر والأشلاء المتناثرة ، وصراخ الثكالى ودموع اليتامى ، هذا الصمت الذي أخرس الألسن وجعل الفصحاء يكتفون بالمشاهدة في حزن ، ويفاجأون بمفارقات لا قِبَلَ لهم بها ، هذه الجموع المشهود لها بالحكمة ورقة الأفئدة ، وقد تحولت إلى وحوشِ كاسرة ، تسفك الدماء ، وتكذبُ علناً ، وتناصر الظالم ، وتصم آذانها عن كل نداءٍ يدعو إلى الحق ، ويهدي إلى الرشد ، أي مآلٍ هذا الذي قضت به الأقدار في اليمن السعيد ! ، إن يكن هذا وجه السعادة فلا أحد يريد أن يرى التعاسة لأنها حتماً الواقعة ,
أيكون هذا كله من أجل رجل قضى ثلاثون عاماً في الحكم ، فوصل حال هذه الأمة إلى الدرك الأسفل في كل مناحي الحياة .. إقتصادياً بلغت قيمة الريال 1/200 من الدولار ، إجتماعياً حققت البطالة معدلات قياسية لا تسر الصديق ولا تسيء العدو ، مصحوبةً بتفشي الأمية ، حتى تحول السواد الأعظم من شباب الغد المأمول إلى متسولين على قارعة الطرق ، وعلى أبواب دول الجوار ، والمتاجرة بالشرف المصون تحت يافطة الزواج السياحي ، وفي هذا الخضم تُركَ العنان على الغارب للمتنفذين ليعيثوا فساداً في الأرض ، ويسخروا وسائل الإعلام لتزيين أعمالهم الشيطانية ، ويُلبسوا الباطلَ ثوبَ الحق ، ويتمادوا في غيّهم ، أولئك دُعاة الحكمة الضالة .
ليس غريباً إذاً أن تسكت أقلام النخبة ، فالصورة في المشهد اليمني هي الأكثر قدرةً على الإفصاح ، والأكثر بلاغةً من الكلام المُباح .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
|