[أبو عامر اليافعي]

المشكلة ليست بعلي عبدالله صالح وان كان هو احد اسبابها .
ويستحيل ان يحدث شيء من التغيير بدون ثورة لعدة اسباب.
ولكي نفهم الواقع لابد ان نغوص فيه بعمق فليس الامر مرهون برجل واحد .
النظام الموجود وان كان يرأسه علي عبدالله الا انه مبني على عشرات الالاف من المتنفذين والمستفيدين من بقاء الاوضاع كما هي . قادة عسكريون ومسئولين مدنيين وشيوخ قبائل ومرتزقة وجواسيس وتجار سلاح وحروب ومهربين وسرق ومرتشيين وقطاع طرق ومتزلفين .
جيش كامل لايريد التغيير ولن يقبل ومستعد ان يموت لكي تبقى الامور كما هي. وكل يوم ينضم اليى هذه الفئات قوما اخرين ولا ننسى ان وراء كل واحدا منهم قبيلة ومعسكر وعائلات ومستفيدين .وهذا الهرم الكبير من المفسدين والظلمة وعديمي الضمير لن يتغير بتغيير الرئيس بل ان الرئيس لن يستطيع ان يغير نفسه ولن يستطيع ابدا ان يقف ضدهم لانهم عماد حكمه والمطمئن اليهم وحتى ان جاء شخص اخر لن يستطيع ان يعدل سلوكهم او يغيرهم الا بتصفيتهم او طردهم وهو فيما معناه حرب ضروس لا تبقي ولا تذر .والاهم من هذا ان النظام بدلا من ان يلتفت الى مصالح الجماهير سيكون مشغول بصراع التغيير وعدم التغيير .فمثلا شيخ قبيلة ما يستلم اتاوات واموال ورواتب من النظام ويستلم اموال من الخارج وخاصة السعودية ويتصرف بمشيخته كما يشتهي ماذا تقول له عندما تريد التغيير؟
الوضع صعب والتغيير مستحيل لانه وان حدث فسيكون ديمة قلبنا بابها وسياتي اخر له نفس الطباع ونفس الميول ولايستطيع ان يحكم الا بتوزيع الاموال والهبات وشراء الذمم لانه شعب يقدس الزلط ولايمكن فعل اي شيء .
هذا الامر يتبين لنا استحالة تغيير ماهو موجود الا بتغيير شكلي من علي الى علي اخر وزيد العن من عمرو . هذا الحال سيكون ان تم التغيير وهو ايضا لن يحدث الا بمآسي وكوارث.
الامر الاخر علي عبدالله من الشخصيات التي تعبد الكرسي وبعد 30 سنة من الحكم يأمر وينهي ويفعل ما يشاء وبيده كل الامور معقول يتنازل وهو مكروه من الناس؟ ابدا لابد ان يثبت للناس انه الاجدر والافضل للبلاد وان غيره سيكون اسوأ وان يمن بدون علي ليس يمن ومالها الا علي . هل يقبل بان يقول العالم عنه انه مكروه وفاشل بعد كل هذا؟ مستحيل بل ان من يطلب منه هذا الشيء يعتبر عدوا له وللوطن وللثورة وللوحدة وعدوا لله ورسوله . هكذا يفهمون الامور كما يريدون وانهم حماتها ومصلحيها وانهم خير من يراعيها .
ولو حدث المستحيل بعد كل هذا فلن يكون الجنوب الا مجرد تابع شاء من شاء وابى من ابى . وعلى الذين يحلمون بمجتمع تسوده القيم والاخلاق والعدالة والمساواة والاخوة عليهم ان يفيقوا من الاحلام الطوباوية وينظروا الى الواقع بعين فاحصة وجادة فالواقع ليس مثل الخيال والماء ليس هو نفس السراب ولا يمكن ان توجد في الثور عسلا ولبن.