الأحمر ينفي مسؤوليته ويتهم الرئيس بالتصعيد
اليمن: إصابة صالح ومسؤولين في قصف مسجد الرئاسة
ملايين اليمنيين هتفوا لاسقاط صالح في جمعة الوفاء لتعز في ساحة الستين في صنعاء (رويترز)
صنعاء- نبيل سيف الكميم
في تطور خطير في اليمن، يتوقع منه انكسار أحد طرفي النزاع، أصيب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ورئيس وزرائه علي مجور ورئيس مجلس النواب وعدد آخر من المسؤولين اليمنيين بجروح، اثر سقوط قذائف على مسجد دار الرئاسة في صنعاء، بينهم يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، ورشاد العليمي نائب رئيس الوزراء، كما قتل أربعة من ضباط الحرس الرئاسي في هذا الهجوم. وترددت انباء عن مقتل الرئيس صالح بعد اصابته اصابة مباشرة في الرأس، إلا أن التلفزيون الرسمي قال إن الرئيس صالح بصحة جيدة. كما ذكرت معلومات ان صالح سيظهر على شاشة التلفزيون اليمني في الساعة الثامنة مساءً ليقدم بيانا للشعب حول وضعه، ولاحقاً أعلن نائب وزير الإعلام تأجيل الظهور على التلفزيون بسبب {الخدوش} التي أصيب بها. وكانت مصادر إعلامية قالت أن صالح يتلقى العلاج في مستشفى تابع لوزارة الدفاع.
وكانت قناة «سهيل» المُعارضة اعلنت مقتل الرئيس اليمني أثناء فراره هو وعائلته من دار الرئاسة. وأفادت أنباء عن سقوط المزيد من القتلى والجرحى في مسجد دار الرئاسة وتفحم بعض الجثث.
وتشير التوقعات إلى ان الهجوم على قصر الرئاسة ستعقبه ردة فعل عنيفة من قبل قوات الحرس الجمهوري التي ردت بقصف مكثف على منازل آل الاحمر.
في المقابل، نفى مكتب الشيخ صادق الاحمر أي صلة لقواته بالهجوم على القصر الرئاسي، وحمل الرئيس صالح المسؤولية عن الهجوم، قائلا إنه نفذ لتبرير تصعيد الحكومة للمعارك في شوارع صنعاء.
اتهامات متبادلة
واتهمت السلطات اليمنية عناصر من أنصار الشيخ صادق الأحمر بإطلاق قذيفتين على المسجد، فيما دمرت قوات قوات الحرس الجمهوري منزلي الشيخ حميد الأحمر واللواء محسن الأحمر جنوب صنعاء، اثر إعلانهما الاستيلاء على دبابتين ومركبات عسكرية. واتهم المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام طارق الشامي الزعيم النافذ لقبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر الذي يقاتل القوات الحكومية بالمسؤولية عن اطلاق النار. وقال : «اولاد الاحمر تجاوزوا كل الخطوط الحمراء ووضعوا انفسهم امام موقف حرج وصعب».
فرار حميد الأحمر
وقالت مصادر لـ القبس ان حميد الاحمر فر إلى منطقة العصيمات في سيارة اسعاف كانت تقل جريحاً بالغ الخطورةـ ربما يكون ابنه محمد (21 سنة) او شقيقه. في حين افادت معلومات ان دبابات الحرس الجمهوري طوقت منطقة الحصبة بالكامل.
كما دوّت صباح امس أصوات قذائف قوية في العاصمة، حيث أصيب محتجون في ساحة التغيير برصاص قناصة تمركزوا على أسطح المنازل، قبل أن تقوم قوات محسن الأحمر بتمشيط المنطقة المحيطة وطردهم منها. كما سقطت قذائف مدفعية على حيي الرباط ومذبح غرب ساحة التغيير، واندلعت النيران في مقر شركة الخطوط اليمنية ومبنى شركة السعيدة للطيران، الواقعين أمام بيت الشيخ الأحمر، وتبادل الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاع الحريق في مقر الخطوط اليمنية ومقرات قناة سهيل التلفزيونية.
معارك طاحنة
وقالت مصادر امنية لـ القبس ان لديها معلومات ان الشيخ صادق الاحمر يتحصن في احد مباني شركة الطيران اليمنية في طابق محصن تحت الارض. واشارت المصادر إلى ان نحو 80 في المائة من المباني الحكومية التي سيطر عليها مقاتلو الاحمر قد استعيدت من قبل الامن، من بينها مبنى وكالة الانباء (سبأ) ووزارة السياحة، رغم نفي الشيخ صادق الاحمر ذلك.
وأكد شهود عيان أن معارك طاحنة تشهدها المدينة، وقد باشرت وحدات مدعومة بالدبابات بالاقتراب من منزل الشيخ الأحمر، الذي قال مساعدوه إن عناصره ما زالوا على الأرض.
وقال عبده الجنادي، الناطق باسم الحكومة، إن قوات الرئيس صالح «تقترب من تحقيق النصر»، في المواجهات الدائرة منذ قرابة عشرة أيام، في حين رد عبد القوي القيسي، أحد كبار مساعدي الأحمر، بنفي ذلك، مؤكداً أن العناصر القبلية المسلحة لا تزال في أماكنها.
تظاهرة شباب الثورة
هذا واحتشد الآلاف من مؤيدى الثوار في شارع الستين في صنعاء، تزامنا مع تجمع الآلاف في شارع السبعين تأييدا للرئيس علي عبد الله صالح، وأعرب عدد من المتواجدين في ساحة التغيير في صنعاء عن خشيتهم من وجود مخطط لدى الحكومة لمحاولة السيطرة على الساحة بالقوة وطرد المحتجين منها خلال الساعات المقبلة.
أما في مدينة تعز الجنوبية، فقد شارك الآلاف في تشييع جنازات خمسين شخصا على الأقل من الذين قتلوا في تعز، ووقعت مصادمات مع القوى الامنية التي حاولت تفريقهم بالقوة ما اسفر عن مقتل شخصين من المتظاهرين واصابة العشرات، وقال مصدر طبي ان الامن حاصر المئات في احد المساجد ومنع الاطباء من اسعافهم.
وكانت قوات الامن اغلقت مداخل محافظتي تعز والحديدة، وقالت ان الاجراء هدف لمنع تسلل مجاميع قبلية والاندساس بين المحتجين والتسبب بمواجهات.
نقل السلطة
في غضون ذلك، قال اللواء الركن مطهر رشاد المصري، وزير الداخلية اليمني، إن الاحتجاجات في صنعاء توقفت، لكنها انتقلت إلى مدينة تعز، وأعرب الوزير عن اعتقاده الكبير بأن يوقع الرئيس على عبد الله صالح على المبادرة الخليجية فور تجاوز الإجراءات الشكلية، حسب تعبيره.
وكان صالح طلب من الرئيس السنغالي عبدالله واد نقل رسائل إلى الغرب مفادها انه مستعد للتخلي سلمياً عن السلطة شرط تأمين استقرار اليمن. وطلب منه التدخل لدى فرنسا والولايات المتحدة والسعودية خصوصا لوقف اطلاق نار تعقبه انتخابات في اليمن لا يترشح فيها صالح.
http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=04062011