اطلعوا على ماقاله صفوت الزيات امس في اخر المقابله
وكان العمليه مش اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
العميد المتقاعد صفوت الزيات يقرأ سير المعارك في اليمن
عبد الرزاق الجمل ـ صحيفة الديمقراطي
بدون مقدمات.. اندلعت الحرب في اليمن، ولأن الشعب اليمني مسلح عن بكرة أبيه، فقد كانت تطوراتها سريعة، وحظيت باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام، كما أن معظم المحافظات تحررت خلال اليوم الأول والثاني للحرب.. وفي قناة الجزيرة يقرأ الخبير العسكري (صفوت الزيات) سير المواجهات العسكرية في اليمن في يومها الخامس:
ـ الزيات: كما سبق وأن أشرنا.. اليمن تختلف كثيرا عن ليبيا، من حيث طبيعة تضاريسها ومن حيث السكان.. فالتضاريس جبلية صعبة في معظم محافظاتها، والسكان مسلحون ومتمرسون على القتال.. مثلا كنا نتحدث عن بن غازي في ليبيا وأن لها طريقا رئيسيا واحدا، اللي يوصلها بمناطق الشرق والغرب، وهو طريق صحراوي مكشوف، لكن الوضع في تعز المحاصرة مختلف تماما، فهناك طريق من لحج وآخر من إب وثالث من الحديدة، كما أنها محاطة بعدد كبير من المناطق التي يمكن أن تتجه إليها للمشاركة في فك الحصار عنها، وأبرزها شرعب، كما هو واضح في الخريطة.
القبائل الآن تتجمع من المحافظات الشرقية والجنوبية المحررة، كشبوة ومأرب وأبين والضـالع وعدن وحـضرموت، تتجمع في لحج لتتجه إلى تعز، وأتمنى أن يحدث ذلك سريعا، قبل أن تفتك قوات صالح، أو كتائبة الأمنية، بالمدنيين في هذه المحافظة المحاصرة، خصوصا وأنها من زوات الكسافة السكانية.
بالنسبة للقوات الموجودة في هذه المحافظة.. هناك كتائب يحيى صالح، اللي هي قوات الأمن المركزي، وديه بتتمركز في منطقة الحوبان، وهناك كتائب أحمد علي، اللي هو نجل الرئيس واللي كان لازم يكون الوريث قبل حادثة البوعزيزي، وديه بتتمركز في منطقة عصيفره لتأمينها من قبائل شرعب التي توصف بأنها قبائل شرسة، أما الجبل المطل على المحافظة من ناحية الجنوب "جبل صبر" ففيه كتائب خالد "جبلي مشاة" وديه أنشئت قريبا.. ربما كان صالح يتحسب لمثل هكذا معارك.
في الغرب.. الحديدة تقاوم بشدة، وهناك أنباء عن تقدم للحوثيين وقبائل حجة والمحويت من جهة الشمال لدحر كتائب صالح عنها، لكن هذا يتطلب وقتا، فالمحافظة ساحلية، والطريق الذي يصلها بمحافظة صعدة مكشوف، وبالتالي سيكونون صيدا سهلا للطيران، وإن كان الطيران اليمني ضعيف في مهام كهذه، خصوصا بعد تدمير بعض القواعد الجوية وتعاطف كثير من الطيارين مع الثوار، وقد تابعنا حرب صعدة وشفنا كيف كان أداؤه، لكن ربما يتحرك الثوار ليلا إلى محافظة الحديدة.
طبعا.. صالح حريص على أن تبقى الحديدة تحت سيطرته، لأنه يريد تأمين العاصمة من الجهة الغربية، وسقوط الحديدة يعني أن يتجه الثوار اليمنيون لتحرير صنعاء من جهة الغرب، وإن كان له موالون من منطقتي الحيمة وبني مطر، اللتين تقعان على الطريق بين صنعاء والحديدة، وبني مطر ديه مش بني غازي طبعا، ولا حتى بني حشيش، لكن الحرب الجبلية سهلة على الحوثيين في هذه الحالة، وعلى أبناء محافظة صعدة بشكل عام، لأنهم متمرسون عليها.
هناك نقطة مهمة أعادت إلى أذهاننا ما حدث مؤخرا في ليبيا حين حاول القذافي جر الجيش التونسي إلى معاركه مع الثوار بعد أن قصفت كتائبه منطقة تونسية على الحدود الليبية.. يوم أمس حاول صالح أن يكرر ذات السيناريو فقام أتباع له من محافظة صعدة بقصف مناطق سعودية حدودية من جهة منطقة وائلة، حتى يجر المملكة إلى المعركة، لما يمثله الحوثيون من ضغط على قواته من أكثر من جهة في المحافظات الشرقية والشمالية والغربية.. والسعودية كما هو معلوم جرت بينها وبين الحوثيين معارك شرسة في السابق، وتكبدت خلالها خسائر كبيرة لم تكن تتوقعها، ومن السهل استفزاز مخاوفها وجرها إلى معارك كهذه، لكن الحوثيين كانوا يقظين وتمكنوا من طرد القوات التي كانت تقصف وتتسلل إلى بعض المناطق السعودية، وهناك أنباء عن قتلهم لعثمان بن مجلي أو أسره، ودا كان ليه معارك مع الحوثيين في إطار الحروب التي خاضتها الحكومة ضدهم.
بالنسبة للعاصمة صنعاء، هناك حشود قبلية كبيرة بتتجمع في محافظة عمران اليوم، يقودها أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والشيخ مجاهد القهالي اللزي انشق مؤخرا عن حزب صالح، حسب ما سمعنا، إضافاة إلى قوات "الفرأة الأولى مدرع" التي دُحرت في اليوم الأول إلى عمران، هذه القوات تفكر بالتقدم نحو العاصمة لتحريرها، وعمران هي مركز أكبر القبائل اليمنية، اللي هي حاشد، وأبناؤها يمتلكون مختلف أنواع الأسلحة، وكان الحوثيون قد طلبوا من أبناء هذه المحافظة السماح لهم بالتقدم إلى صنعاء، لكن لحسابات تاريخية ربما، وأخرى مذهبية، رفض أبناء هذه المحافظة السماح بذلك وأبدو استعدادهم لتحريرها خلال الساعات القادمة. وبالنسبة للقوات الموجودة في صنعاء.. هنا كتائب يحيى وأحمد بتتمركز في الحتارش وفي دار سلم وفي الصباحة، وتتمركز كتائب خالد في جبل "نقم" والمناطق المجاورة لها من جهة خولان.. أي أن هذه القوات تغلق مداخل العاصمة بشكل شبه كلي.
الحوثيون الذين اتجهوا غربا مع أبناء محافظة صعدة، لتحرير الحديدة، ولم يتمكنوا من التحرك عموديا باتجاه صنعاء، لأن أبناء عمران رفضوا ذلك، هم يتحركون الآن شرقا باتجاه محافظة الجوف، ومنها سيحاولون الوصول إلى قبائل خولان التي تمتد على سلسلة جبلية طويلة تصل إلى سنحان التي ينتمي إليها صالح، وخولان من ناحية جغرافية محاذية للعاصمة صنعاء من جهة الشرق، لكن هناك كتائب تابعة لأحد الموالين لرئيس صالح اللي هو نعما دود، وكتائب دود هي عبارة عن "بشمرقة" بالإمكان توظيفهم ليقوموا بالأمر النقيض.
ـ المذيع: نعمان دويد تقصد.
ـ الزيات: آه.. نعم دويد.. المهم أن قوات دويد ليست قادرة على مجابهة القوة القادمة من الجوف وصعدة ومأرب، لكن هذه القوات لا تحب أن تدخل في حروب مع أبناء المناطق المحيطة بصنعاء، كي لا تكون هناك ثارات مستقبلية يمكن أن تخلق حروبا أخرى حتى بعد رحيل صالح عن السلطة، وبالتالي سمعنا بأن هناك محاولات لإقناع أتباع دويد بالوقوف إلى جانب الثورة.
ـ المذيع: وماذا عن الجهة الجنوبية، والتي تحد صنعاء منها محافظة ذمار؟
ـ الزيات: زيما انت شايف في الخريطة.. هناك قوة كبيرة في محافظة زمار تجمعت من يريم وإب والضالع ودمت، ومحافظة زمار ديه قامت بعمل مقاوم سيسجله لها التاريخ، لكن مشكلتها الوحيدة الآن هي منطقة "معبر" التابعة لها، والموالية لحليف صالح الكبير، يحيى علي الراعي، اللزي كان رئيسا للبرلمان قبل اندلاع الثورة الشبابية اليمنية، لكن منطقة معبر تقع بين الحدأ وآنس، وهما قوتان قبليتان كبيرتان تقفان مع الثوار، بس يحصل فيها الآن نفس اللي بيحصل في خولان، فالقبائل تعي جيدا ماذا يعني الثأر، وهي تريد أن تفوت على الرئيس صالح مسل هازه الفرصة.
بالأمس كانت بعض من "كتائب الشيخ ياسر العواضي" قد تقدمت باتجاه ذمار من البيضاء، لكن قبائل عنس أعادتها وكبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وما تبقى منها محاصر الآن بين محافظتي ذمار والبيضاء، فثلثا البيضاء مع الثوار، وربما يستسلم ما تبقى من كتائب ياسر في الساعات القليلة القادمة بعد أن نفد ما لديهم من ذخيرة ومؤن.
ـ المذيع: كيف سيكون الوضع في الأيام القادمة؟
ـ الزيات: لا أعتقد أن هناك أياما قادمة.. إذا كان الثوار قد حققوا كل هازا خلال أربعة أيام فقط، فأعتقد أنهم قادرون على حسم الأمور في الساعات القليلة القادمة.. ولا تنس أن المحافظات المحررة، وعددها 18 محافظة، تحشد قوتها للذهاب إما إلى صنعاء أو تعز،
وعدم ظهور صالح منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث أيام، سيضعف أنصاره كثيرا، خصوصا بعد تسرب أنباء عن اغتياله من قبل أحد أقاربه.
ما أحب أن أؤكد عليه هو أن ما يجري في اليمن يختلف تماما عما يجري في ليبيا، فسلاح الجو وكذا السلاح الثقيل، لا فاعلية كبيرة له، إضافة إلى غياب العنصر الأجنبي المرتزق، وأعتقد أننا سنقول "باي باي" لنظام صالح في الساعات القادمة.