استمرار القتال واتساع رقعته في العاصمة وتصاعد مسيرات الاحتجاج ضد صالح
47 قتيلاً بمعارك القوات اليمنية وأنصار الأحمر في صنعاء
حجم الخط |
صورة 1 من 1
ا.ب ©مسلحون قبليون موالون للأحمر يسعفون زميلاً لهم أصيب خلال الاشتباكات المستمرة في صنعاء
تاريخ النشر: الخميس 02 يونيو 2011
عقيل الحــلالي
تواصلت المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وأنصار زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر أمس الأربعاء بالعاصمة صنعاء، فيما أكدت مصادر طبية يمنية متعددة مقتل 47 جنديا ومسلحا خلال مواجهات مسلحة متفرقة، الليلة قبل الماضية، اندلعت بعضها على محيط معسكر “الفرقة الأولى مدرع”، التابعة للقائد العسكري البارز اللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أواخر مارس الماضي. واتسعت رقعة المواجهات بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ الأحمر، الحليف الاستراتيجي السابق للرئيس صالح، لتصل إلى محيطي مبنيي التلفزيون والإذاعة الحكوميين، إضافة إلى وقوع اشتباكات متقطعة في الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي، وبالقرب من مقر مجلس الشورى، شمال صنعاء.
وقال مصدر أمني يمني إن جنديا قتل في هجوم شنه مسلحون تابعون للشيخ الأحمر على نقطة تفتيش أمنية واقعة في طريق المطار الحيوي، أمس الأول. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، عبر موقعها الإلكتروني، أمس الأربعاء، أن القوات الحكومية تمكنت من “طرد” أتباع الزعيم القبلي الأحمر من “عدد من المنشآت (الحكومية) التي سيطروا عليها” الأسبوع الماضي، والتي تقع جميعها في منطقة الحصبة، شمال غرب العاصمة. وقال جنود يمنيون، ينتمون لوحدات عسكرية تقاتل المسلحين القبليين، لـ”الاتحاد” إنهم تمكنوا من استعادة وزارة الإدارة المحلية، ومصلحة المساحة والأراضي والتخطيط العمراني، مؤكدين أن القوات النظامية استعادت أيضا مبنى “اللجنة الدائمة”، المقر الرئيسي للحزب الحاكم في اليمن، “بعد أن كان رجال القبائل اقتحموه” ليل الثلاثاء الماضي. وأفاد الجنود بسقوط عشرات القتلى والجرحى خلال المواجهات المتواصلة منذ ليل الاثنين الماضي.
إلا أن مصدرا بالمكتب الإعلامي للشيخ الأحمر، نفى لـ”الاتحاد” سيطرة القوات الحكومية على مقر وزارة الإدارة المحلية أو مصلحة المساحة والأراضي، وأشار إلى أن مقاتلي الأحمر فشلوا في اقتحام مقر الحزب الحاكم بسبب وجود “مقاومة شديدة” من قبل القوات الأمنية المكلفة بحراسته.
لكن وزارة الدفاع اليمنية أكدت في وقت لاحق أمس الأربعاء “تطهير” مبنى وزارة الداخلية من مقاتلي الأحمر، معلنة العثور على جثة أحد مقاتلي جماعة الحوثي داخل المبنى الحكومي، في إشارة إلى دعم المتمردين الحوثيين في شمال البلاد، لشيخ قبيلة حاشد، ابرز القبائل اليمنية، الذي حارب أتباعه “الحوثيين” خلال الحرب السادسة التي دارت خلال الفترة ما بين أغسطس 2009 وفبراير 2010. كما أكدت وزارة الدفاع استعادة القوات الأمنية السيطرة على مركز شرطة الحصبة، الذي سيطر عليه رجال القبائل، الثلاثاء، بعد أن أحرقوه بقذائف الهاون.
وقد تواصلت الاشتباكات بين الطرفين في أنحاء متفرقة من منقطة الحصبة، لكنها تركزت حول محيط مقر حزب “المؤتمر” الحاكم، القريب جدا من منزل الشيخ صادق الأحمر. وأفاد سكان محليون لـ”الاتحاد” سقوط عدة قذائف هاون بالقرب من مبنى التلفزيون اليمني الحكومي، الواقع في منطقة “الجراف” شمال منطقة الحصبة، مشيرين إلى وقوع أضرار مادية في أحد المنازل القريب من مبنى التلفزيون، المحاط بحراسة أمنية مشددة.
وأسفرت المواجهات المسلحة أمس الأربعاء عن إصابة ستة من المسلحين القبليين، حسب مسؤول طبي بمستشفى “جامعة العلوم والتكنولوجيا” الأهلي، والمطل على ساحة الاعتصام الشبابي المناهض للنظام الحاكم. وقال المصدر الطبي لـ(الاتحاد) أن المعارك التي دارت ليل الثلاثاء الأربعاء أسفرت عن مقتل 10 مسلحين وإصابة 44 آخرين، لكنه أستدرك قائلا: “هناك مدنيون بين الجرحى”.
بالمقابل، نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر طبية في مستشفى “الجمهورية” الحكومي قولها أن المستشفى تلقى 37 جثة غالبيتها جثث جنود من القوات الموالية لصالح ولمقاتلين قبليين قتلوا خلال المواجهات التي دارت ليل الثلاثاء الأربعاء. ويأتي التصعيد العسكري بين الطرفين مع انهيار الهدنة الهشة بينهما، الثلاثاء، ما جعل الكثير من المراقبين يتخوفون من اتجاه البلاد إلى حرب أهلية. وزاد من هذه المخاوف وقوع انفجارات قوية حول محيط معسكر “الفرقة أولى مدرع”، أعقبها إطلاق نار كثيف استمر خلال فترات متقطعة الليلة قبل الماضية. وفيما أفادت مصادر يمنية محلية وأمنية متعددة أن الانفجارات ناجمة عن سقوط قذائف هاون، قال أحد السكان المحليين لوكالة رويترز، تعليقا على هذه الانفجارات “أعتقد أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها الصواريخ في معارك الشوارع”.
وقد نفت وزارة الدفاع اليمنية الأنباء التي تحدثت عن قصف مدفعي استهدف معسكر “الفرقة أولى مدرع” التي تتولى منذ 70 يوما حماية مخيم الاعتصام الشبابي المناهض للرئيس صالح، والمقام قبالة جامعة صنعاء. وقال مصدر عسكري يمني إن هذه الأنباء تهدف إلى إثارة البلبلة والرعب بين المواطنين.
وحملت الرئاسة اليمنية, أمس الأربعاء، أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر “وعصابتهم المسلحة” مسؤولية النتائج المترتبة على وصفها بـ”الأعمال الخارجة على القانون”، التي قال إنها تسببت بمقتل عدد من “الضحايا الأبرياء” وتهدم بعض المنازل في منطقة الحصبة. وقال مصدر بالرئاسة اليمنية لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”: “على أولاد الأحمر وعصابتهم المسلحة الاستجابة لصوت العقل والكف عن إراقة الدماء وإقلاق السكينة العامة ونهب المؤسسات العامة”، مشددا على بأن “لا احد فوق القانون” و”أن الأجهزة الأمنية لن تسمح بأي عبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين”. بدورها أكدت وزارة الداخلية اليمنية أن الشيخ صادق الأحمر وإخوانه “سوف يتحملون كامل المسؤولية جراء أعمالهم الإجرامية”.
في هذه الأثناء، انضم آلاف المسلحين من رجال القبائل اليمنية إلى المخيم الشبابي المناهض للرئيس صالح بمدينة إب وسط البلاد. وقالت قيادي في حركة الاحتجاج في إب لـ(الاتحاد) إن “الآلاف من شيوخ وأبناء قبائل رضمة، يريم، النادرة، وبعدان، انضموا للمعتصمين في المخيم بهدف حمايتهم من أي اعتداء محتمل من قبل القوات الحكومية”. وأوضح القيادي إبراهيم البعداني أن رجال القبائل “مسلحون”, وأنهم “على أهبة الاستعداد للتصدي لأي هجوم تشنه قوات الأمن على المعتصمين”.وكانت قوات الأمن اليمنية اقتحمت، الاثنين، مخيم الاعتصام الشبابي بمدينة تعز في عملية أمنية خلفت أكثر من 20 قتيلا ومئات الجرحى.
لكن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي قالت في تصريح صحفي إن مكتبها تلقى تقارير لم يتسن التأكد بعد من صحتها تفيد بمقتل أكثر من 50 محتجا منذ يوم الأحد في تعز.وكانت مدن الضالع، لحج، شبوة، البيضاء، شهدت أمس الأربعاء مسيرات احتجاجية للتنديد باقتحام القوات الحكومية ساحة الاعتصام بمدينة تعز، التي شهدت منتصف يناير الماضي، أولى شرارات الاحتجاجات الشبابية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح المستمر منذ 33 عاما. وتحدثت مصادر محلية في مدينة إب عن إرسال تعزيزات عسكرية من معسكر “مريس” في مديرية بعدان بمحافظة إب، إلى مدينة تعز التي لا يزال التوتر هو سيد الموقف فيها.
اقرأ المزيد : المقال كامل - 47 قتيلاً بمعارك القوات اليمنية وأنصار الأحمر في صنعاء - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...xzz1O6n2 RyVg