لثلاثاء 16 ديسمبر - كانون الأول 2008
في ضل غياب سالم صالح وحضور الزعيم حسن باعوم .. مهرجان يافع التقليدي يتحول إلى فعالية جنوبية كبرى بمشاركة عشرات الآلاف من مختلف مناطق الجنوب ، وزهراء صالح تؤكد لـ الطيف أن "يافع هي الجنوب" (صور)
الطيف - لبعوس - خاص
أقام صباح هذا اليوم عشرات الآلاف من أبناء مديريات يافع الأبطال المهرجان التقليدي السنوي في منطقة الهجر بمديرية لبعوس - والذي تحول إلى مهرجان ومسيرة جنوبية كبرى - بمشاركة جموع غفيرة توافدت من مختلف محافظات الجنوب الست مرددين الهتافات الجنوبية وسط زخم حماسي وحضور جماهيري مهيب سد ساحات ملعب منطقة الهجر الكبير.
وفي المهرجان الذي بدأ تمام الساعة التاسعة صباحا تتالت فيه مشاعر الابتهاج والأفراح العيدية المتمثلة من خلال ترديد ( الزوامل ) والأهازيج والأشعار وكذا الرقصات التقليدية اليافعية الأصيلة قام به مئات من الحاضرين من مختلف قبائل يافع وهم يحملون الأسلحة والخناجر التقليدية ويلبسون الزي اليافعي الأصيل.
وفي الوقت الذي كان نفر من مشائخ يافع الموالين لنظام صنعاء بالإضافة إلى عوض بن عوض الصلاحي عضو المجلس المحلي في محافظة لحج ( اشتراكي ) متواجدين في الساحة - في ضل غياب مستشار رئيس الاحتلال اليمني ( سالم صالح محمد ) . كان الزعيم المناضل حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الوطني الأعلى يراقب المهرجان في الساعة الأولى منه على بعد مئات الأمتار تاركا المجال للجماهير الجنوبية في الساحة استكمال مشاعر الاحتفال والابتهاج والفرحة بهذه المناسبة السنوية الغالية لدى قلوب الكثير من أبناء مديريات يافع الصمود .. وما إن دخل موكبه الساحة في تمام العاشرة والربع وحوله تلتف عشرات القيادات الجنوبية واللجان الأمنية حتى تعالت أصوات الجماهير المؤلفة هاتفة ( بالروح والدم نفديك يا باعوم ، ويا باعوم سير سير نحن بعدك للتحرير ، وبرع برع يا استعمار, وبالروح والدم نفديك يا جنوب ) وأخذت الجماهير من مختلف مناطق يافع من الحد ومن خلاف ومشألة ولبعوس وغيرها تحمله على الأكتاف ، وفي تلك الأثناء تم انسحاب المشائخ الموالين لنظام صنعاء بالإضافة لـ عوض الصلاحي بعد أن رأوا المهرجان التاريخي الكبير يتحول إلى صوت جنوبي هز أرجاء منطقة الهجر وتعالت أصداء هتافات الحاضرين في جبالها وأثبت لأزلام السلطة أن يافع عصية على الانكسار.
بعدها انطلقت الجماهير الغفيرة في مسيرة حاشدة - تاركة ساحة المهرجان - من منطقة الهجر إلى سوق السلام يتقدمها عشرات من قيادات ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي وقيادات المجلس الوطني الأعلى وعدد من الأكاديمين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والمثقفين أبرزهم العميد محمد صالح طماح والعميد قاسم عثمان الداعري والمناضل شلال علي شايع والمناضل حسين زيد بن يحيى والدكتور عبد الحميد شكري والمناضل جمال عبادي والناشط الاشتراكي عبد الرحمن سالم ناصر والدكتور محضار الشبحي وعيدروس اليهري والناشط محمد الكازمي والدكتور يحيى شائف الشعيبي وناصر العولقي والناشطة السياسية والحقوقية زهراء صالح عبد الله وعشرات آخرين لم يتسنَ لنا معرفة أسمائهم.
هذا وكانت عدد من الأطقم العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال قد حاصرت مساء أمس الاثنين موكب الزعيم المناضل باعوم في محاولة لمنعه من دخول لبعوس وذلك خشية أن يتحول مهرجان يافع التقليدي السنوي إلى مهرجان جنوبي كبير ، وهو ما لم يكن بمقدورهم- أي أجهزة السلطة - أن يفعلوه بعد أن توافدت أكثر من سبع سيارات مسلحة وأجبرت القوات الأمنية على التراجع وتمكن باعوم من الدخول والمشاركة وإنجاح هذه الفعالية الجنوبية اليافعية التاريخية الكبرى.
الجدير الإشارة إليه أن المهرجان لم تلق فيه أي من الخطابات أو الكلمات سواء لقيادات الحراك الجنوبي أو لأتباع سلطات الاحتلال رغم مناشدة الجماهير المناضل باعوم بإلقاء كلمة إلا أنه امتنع واقتصر على تحيية الجماهير وتوزيع قبلات الوفاء والصمود..
وفي تصريح خاص لـ "شبكة الطيف" قالت الناشطة الجنوبية زهراء صالح تعليقا على مهرجان يافع اليوم " إن هذا المهرجان التقليدي السنوي أصبح مهرجانا جنوبيا خالصا بالرغم من محاولة السلطة إفشال ذلك".
وأضافت " هذه المرة تعتبر الرسالة الثانية من أبناء يافع لسلطات صنعاء ليؤكدوا لها بأن يافع هي الجنوب وهي الحراك الجنوبي ، ولا يمكن فصل الرأس عن الجسد مهما حاولت السلطة أو قامت بتقديم أي إغراءات".
واختتمت كلامها قائلة "المشهد الذي رأيته اليوم هو مشهد جنوبي أصيل من يافع العروبة والتاريخ".
وفي تطور جديد علمت "شبكة الطيف" من مصادر متواجدة في مديرية لبعوس أن القوات الأمنية التابعة لسلطات الاحتلال هناك منعت الزعيم حسن باعوم من العودة إلى منطقة مشألة ، ولا زال هناك حتى كتابة هذا الخبر".
|