اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجني
عزيزي بائع المسك : أنت تتكلم على ظاهر القضية الجنوبية وهدفها الاستقلال الذي اتفق معك فيك ولا تتحدث عن جوهر القضية الجنوبية وهدفها .
لو ركّزت على بداية مداخلتي الأولى لفهمتها بسهولة عندما قلت لعميدنا السعدي إن هناك هدف ظاهر وهدف باطن أو جوهر لا يظهر للاعيان رغم الشعارات الجنوبية التي تصور الاستقلال هدف وهذا جيد إعلامياً ويجب إن لا تتزحزحوا قيد آنملة خصوصاً أنتم المراسلين لمنظمات المجتمع الدولي .
اقول لك وخذها من جني أي قضية في العالم يجب إن يكون هدفها سامي بالضرورة ، العزة والكرامة والرفاهية والدولة المدنية هي الهدف التي سيوصل له الجنوبيين عن طريق ‘‘ وسيلة ‘‘ الاستقلال ، لا تقول بامكانك الوصول إلى هذا الهدف في ظل دولة الوحدة أو مانسميها الاحتلال لاننا في مرحلتها ولم تحقق ذلك ، ولدينا المبرر وهو وقوعنا تحت الاحتلال الذي يجيز لنا النضال للاستقلال من اجل الهدف الموجود أعلاه ، .
تعال ببسط لك الأمور وبطريقة رياضية :
الهدف في كرة القدم يعني هدف وهو الهدف الذي تتكلم عنه أنت الأن ‘‘ الاستقلال ‘‘ والذي أعتبره انا وسيلة للوصول إلى الثلاث النقاط التي اعتبرها الهدف الاساسي من دخول المباراة ‘‘ العزة والكرامة والرفاهية ‘‘ برغم إن اسمه هدف إلا إنني اطلق عليه واعتبره وسيلة . الأن أنت تعمل من اجل الهدف مهما دخل مرماك من الأهداف ، حتى 10 وتفهم ما اعنية من عدد الأهداف في مرماك ، ارجو إن تكون قد فهمتني وإن لم تفهمني ابلغني حتى برسالة خاصة
لك خالص ودي وتقديري
الجني
|
العزة والكرامة والرفاهية، الشريعة الاسلامية مبنية على جلب المصالح للعباد ودرء المفاسد عنهم(قاعدة شرعية)، اذن فالعزة والكرامة والرفاهية، قيم ومصالح عليا، لاجلها خلق الله تعالى كل اسباب الحياة الكريمة على وجه الارض، وما ارسل الله الرسل وانزل الكتب السماوية إلا لأجل يخرج الناس من الظلمات الى النور، اي لاجل عزة وكرامة الانسان ورفاهيته، اذن فالعزة والكرامة والرفاهية، غاية سامية لكل بني البشر، فالمزارع في مزرعته والتاجر في متجرة والعابد في محرابة والموظف في مقر عمله والطالب في مدرسته...الخ كل ما يعمله هؤلاء هو لاجل هدف وامل واحد في الحياة، يتمثل في العزة والكرامة والرفاهية، اذن انت اخي الفاضل تتكلم عن القيم والمثل العليا للانسانية، وأنا اتكلم عن هدف قضية وطنية خاصة بشعب محدد اسمه الشعب الجنوبي، اذن حتى لانغرق بالتنظير حتى نصل الى مرحلة التساؤل ايهما خلق الاول البيضة أم الدجاج، فالمطلوب لكي نبني راياً منطقياً واقعياً في السؤال الذي طرحه العميد السعدي: هل الاستقلال والفدرالية هدف أم وسيلة؟؟ أن نكمل ذلك السؤال بهذا الشكل: هل الاستقلال أو الفدرالية هدف أم وسيلة لحل قضية الجنوب؟؟؟ هكذا كان يجب ان يصاغ السؤال، ولأجل الاجابة على هذا السؤال فانه يتعين أن نسأل انفسنا ما هي القضية الجنوبية، وما هي مرتكزاتها؟؟ وعندما نحدد مفهوم وطبيعة تلك القضية ومرتكزاتها ستتضح لنا الرؤية بكل جلاء ماهي اهدافها وما هي وسائل تحقيق الهدف؟؟ ومتى علمنا ذلك فإنه ينبغي أن ندرك بأن حياة الانسان والشعوب لها اهداف خاصة وعامة وشاملة أو ما يسمى عالمية وهذه الاخيرة هي بالاصل قيم ومثل عليا تشترك فيها جميع البشر، ثم ندرك بان تلك الاهداف تتسلسل تسلسلاً منطقياً من الخاص الى العام، فلكي تحقق هدفك بالحصول على وظيفة محترمة وراتب محترم، لكي تحقق غايك بحياة حرة وكريمة، فإنه يلزمك أن تحقق هدف في الحصول على شهادة جامعية بمستوى رفيع، لأنك لايمكن أن تحقق هدفك بالوظيفة المحترمة الا بنيل تلك الشهادة، وبدونها لايمكن تحقيق هدفك العزيز ذلك، فهل ستقول لي بأن نيل الشهادة الجامعية، ليس هدفاً ولكن وسيلة لبلوغ الوظيفة والوظيفة وسيلة لبلوغ حياة مستقرة وكريمة...الخ؟؟ ساقول لك أنك مخطئ لأن الوسيلة ممكن تستغني عنها وممكن تستبدلها بوسيلة اخرى، أما الهدف فلا فاما تحققة لتبلغ الهدف الذي يليه أما تبقى في مكانك حيث أنت، لهذا قال علماء اصول الفقه الاسلامي بأن السبب هو ما يلزم من وجوده الوجود ويلزم من عدمه العدم، وقالوا رضي عنهم: بأن ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب؟؟ إذن هل يمكن بلوغ العزة والكرامة والرفاهية بغير الاستقلال واستعادة الدولة؟؟ الاجابة لا فالاستقلال واستعادة الدولة واجب(هدف) بذات منزلة الواجب الذي اعلى منه وهو تحقيق العزة والكرامة والرفاهية..لكن عندما بانه وسيلة فممكن استبدالها بأي وسيلة اخرى أو حتى الاستغناء عنها..فائق تقديري