ألوية منشقة تتهم صالح بتسليم أبين لجماعات إرهابية آخر تحديث:الاثنين ,30/05/2011
صنعاء - أبوبكر عبدالله
1/1
ساد التوتر أرجاء محافظة أبين أمس غداة سيطرة مسلحين قالت صنعاء إنهم أعضاء في تنظيم “القاعدة” على مدينة زنجبار كلياً، بعد مواجهات متقطعة مع قوات الجيش المرابطة هناك انتهت بسيطرة المسلحين على مواقع عسكرية بعتادها، كما أدت الأحداث الدرامية إلى نزوح جماعي لآلاف السكان واحتشاد رجال القبائل في محاولة لاستعادتها، وسط اتهامات وُجهت إلى نظام الرئيس علي عبد الله صالح بتسليم المحافظة للجماعات المسلحة سعياً لاستخدامها “فزاعة” للتأثير في المواقف الدولية التي تطالبه بتنفيذ تعهداته بشأن ضمان الانتقال السلمي للسلطة استناداً إلى المبادرة الخليجية التي اقترحت تنحيه عن الحكم في غضون 30 يوماً .
وقال سكان محليون إن مسلحي التنظيم الأصولي أحكموا سيطرتهم أمس على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، بعد تساقط مريع وسريع لمعسكرات الجيش المرابطة هناك بعتادها . فيما تحدثت مصادر أخرى عن مواجهات متقطعة مع قوات الجيش حصلت بعد سيطرة المسلحين على منشآت حكومية بما في ذلك المصرف المركزي والأمن العام ومقر جهاز المخابرات .
وقال أحد ضباط “اللواء 25” ميكانيكي إن هناك وساطة قبلية لتسليم المعسكر إلى القاعدة لكن ضباط المعسكر رفضوا، وقال: “سنقاتل حتى آخر رصاصة ولن نسلم لمسلحين عملوا على قتل زملائنا” معبراً عن أسفه لوجود “أشخاص من السلطة ضمن الوساطة” .
وتحدثت مصادر طبية عن مقتل خمسة مدنيين بينهم نساء وأطفال صباح أمس الأحد في مواجهات بين الجماعات المسلحة وقوات عسكرية تابعة للواء 25 مشاة ميكا . وقال أطباء إن مستشفى الرازي بالمدينة استقبل أمس عدداً من الجرحى أصيبوا نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجيش والمسلحين .
وقال مسؤولون محليون إن المسلحين سيطروا على معسكر تابع لقوات الأمن المركزي ومبنى الاستخبارات وعدد من مراكز الشرطة والمؤسسات الحكومية وبينها فروع لمصارف حكومية وأهلية ومقار البريد الناشطة في تقديم خدمات التحويلات المالية وصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين .
واحتشد المئات من رجال القبائل في مودية ولودر والوضيع استعداداً لاقتحام مدينة زنجبار بهدف استعادة السيطرة عليها بعد اتهام نظام الرئيس صالح بتسليم مركز المحافظة للمسلحين .
وعثر مواطنون في زنجبار على جثث عشرة جنود قُتلوا في المواجهات التي شهدتها المدينة الجمعة والسبت بين مسلحي القاعدة والقوات الحكومية، ليرتفع عدد قتلى المواجهات إلى 17 جندياً ومدنياً واحداً على الأقل .
ووصف السكان الاشتباكات التي دارت بين الجانبين ب”العنيفة” و”البشعة” . وذكر أحد السكان أن “المسلحين كانوا يقومون بقتل الجنود رغم استسلامهم، ومنعونا من دفن جثامين الجنود وظلت جثثهم عرضة للشمس والرياح مرمية في الشوارع” . كما ذكر شاهد آخر أن المسلحين أحرقوا آليات عسكرية عدة .
وذكر شهود عيان أن المسلحين قاموا بإطلاق سراح عشرات السجناء الذين يقبعون في السجن المركزي بزنجبار . وأكد أحد رجال الأمن أن عدد السجناء يصل إلى أكثر من 53 شخصاً، وبعضهم متهم بجرائم قتل إضافة إلى قضايا جنائية مختلفة .
وشهدت المدينة أمس عمليات نزوح جماعية للآلاف من السكان باتجاه محافظة عدن نتيجة الفوضى التي دهمت المدينة وسط أعمال سلب ونهب للمرافق الحكومية والممتلكات الخاصة ومواجهات متقطعة مع الجيش أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجنود .
واتهم ناشطون وسياسيون جنوبيون نظام الرئيس صالح باللجوء إلى استخدام ورقة الإرهاب للتخفيف من حدة الضغوط الدولية المطالبة بخطوات تتيح انتقالاً آمناً للسلطة . وأشاروا إلى أن سقوط مدينة زنجبار بما فيها من معسكرات وأسلحة في غضون ساعات بأيدي الجماعات المسلحة “كشف عن مخططات النظام الرامية إلى تحويل المحافظات الجنوبية ملاذاً آمناً لخلايا التنظيم الأصولي لإثبات حقيقة التهديدات التي كان أعلنها سابقاً والتي أكد فيها أن رحيله سيعبد الطريق أمام الجماعات الجهادية المتشددة للسيطرة على مقاليد الأمور في اليمن . واعتبر وجهاء التطورات الدراماتيكية المتسارعة في محافظة أبين حصيلة لعمليات تسليم للمحافظة بما فيها من عتاد عسكري للجماعات المسلحة أقدم عليها نظام الرئيس صالح لفرض الأمر الواقع أمام العالم وتسخير الأمور إعلامياً لصالح إطالة عمر النظام الذي يواجه أكبر حركة احتجاجات في تاريخه الممتد 33 سنة .
وكان وزير الداخلية اليمني السابق اللواء حسين محمد عرب قد اتهم نظام الرئيس صالح بدعم تنظيم القاعدة عبر تسليمه عدداً من المدن بمحافظة أبين .
http://www.alkhaleej.ae/portal/17d02...85e00ec27.aspx