دعوة لقبائل ابين والجنوب
السبت 28 مايو 2011 02:45 مساءً
صفحة عبد الكريم سالم السعدي
تؤكد التطورات المتلاحقة هذه الأيام في محافظة أبين بأن التاريخ يعيد نفسه مع الاختلاف هذه المرة في تعدد الوسائل واتساع نطاق الأهداف ففي بدايات الثورة في الجنوب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي أراد بعض السلاطين تحويل الجنوب إلى كنتونات صغيره وهزيلة لا تصلح إلا لتكون ممالك تخضع لخدمتهم وخدمة مصالحهم وتطلعاتهم في الحكم وعندما تمرد عليهم الشعب ممثلا بالثوار ورفض العبودية لهم وافشل تطلعاتهم في الإمارة والحكم أنتقل هؤلاء إلى مربع الثورة المضاد وراحوا يتآمرون على وطنهم وشعبهم منذ خروجهم مدحورين حتى يوم توقيع الشراكة مع الجمهورية العربية اليمنية في مايو1990م وهو اليوم الذي وجدوا فيه ضالتهم في إحياء حلمهم القديم وبدءوا بالعمل جنبا إلى جنب مع نظام علي صالح الذي وجد فيهم الأجير الذي سيوصله إلى أهدافه التآمرية الني حاكها ولم يتقن الخروج من شركها ووصل إلى حالته المزرية التي يعيشها اليوم.
وقد مر مشوار هؤلاء مع هذا النظام بعدة محطات كانت إحداها على سبيل المثال لا الحصر المرحلة التي دمجت التطلعات السلطانية للحكم مع مصالح الجماعات ألمتأسلمة وفلول العائدين من أفغانستان تحت مظلة نظام علي عبد الله صالح ذلك التحالف المشبوه الذي كانت إحدى ثمراته التآمر على الجنوب وأهله وإقصائه من دولة الوحدة واستباحة أراضيه وثرواته ..
واليوم ورغم محاولة أبناء الجنوب في خلق واقع جديد مبني على التصالح والتسامح مع هؤلاء وفتح صفحه جديدة تتجاوز آلام الماضي إلا إن طبع هؤلاء قد غلب تطبعهم فهاهم اليوم ينتهكون حرمة امن واستقرار م/أبين ويطلون علينا بنفس المشروع ألتملكي القديم .
عاد هؤلاء مرة أخرى يسعون لإحياء حلمهم بطرق مختلفة بعد أن أدركوا أن خطتهم في التسلل إلى أحلامهم من بوابة الحراك الجنوبي قد انكشفت وفشلت فراحوا يفتشون دفاترهم ألقديمه ليبحثوا عن مرتزقة الأمس فوجدوا بقاياهم من خلال بعض (الضالين) من الذين رهنوا أنفسهم لخدمة مشاريع الشياطين من الأنس الذين وضعوا على صدورهم يافطة (للإيجار) ومضوا يجوبون العالم للارتزاق من خلال توظيف كلام الله جل وعلا للوصول إلى غاياتهم المادية الدنيئة .
اليوم في أبين يعيد التاريخ نفسه فتتجمع قوى الشر الجديدة بأهدافها ووسائلها تحت مظلة عشاق المشيخات والسلطنات لتكرر نفس الغلطة التي وقع فيها آباءهم والتي أدت إلى خروجهم نهائيا من الجنوب !!
اليوم الأبناء يقعوا في نفس خطاء الآباء وينفذون مخططا جديدا يحمل بقايا حلم الماضي بنكهة معطيات وإفرازات وظروف الساحة السياسية اليوم بتناقضاتها وأحلام وتطلعات أقطابها التي تشير إلى أن الهدف الأول من وراء تحركات هؤلاء في أبين يسعى إلى محاولة بسط السيطرة على الجنوب ابتداء ب م / أبين التي تعتبر الخطوة الأولى في مهمة إسقاط العاصمة عدن بالتوازي والتزامن مع إسقاط نظام علي صالح وإسقاط صنعاء حتى إذا ما تأكد سقوط النظام هناك فعلا يكون الجنوب وهو القضية الثانية من حيث الأهمية في الأجندة السياسية للمرحلة الراهنة قد أصبح في أيدي هؤلاء النكرة الأمر الذي يصب في سياق أجندة بعض القوى السياسية والقوى النافذة التي تسعى للانقضاض على الحكم فور وقوع صالح ونظامه بعد نجاحها في فرض وصايتها على الثورة الشعبية .
والهدف الثاني الوصول إلى مبتغى بقايا المرتزقة والسلاطين هؤلاء وهو الفدرالية الكنتونية التي تقسم الجنوب على هؤلاء كمشيخات وسلطنات لقاء تنفيذهم للمخطط الأكبر لأسيادهم في أبقاء الجنوب في حظيرة هؤلاء وإرغام أبنائه على القبول بالشكل الذي يريدونه لهم في الحكم ويقضوا بذلك على القضية الجنوبية الحاملة لأحلام الجنوبيين في التحرر والاستقلال ويحيوا المشاريع الاستعبادية التي سبق ورفضها أبناء الجنوب قديما ..
والهدف الثالث وهو الأخطر في رأيي يتمثل في تحويل الجنوب وأبين في المقدمة إلى ساحة صراع بين المجتمع الدولي وهؤلاء النفر من المرتزقة الذين ليس لديهم فكرا ولا هدف سوى إغواء الجهلة من الشباب واستدراجهم تارة بالمال وأخرى بتأويل كلام الله جل وعلا وتحريف تفسير الآيات المتشابهات بما يخدم أجندة من يستأجرهم لتنفيذ مخططاته الأمر الذي سيحول الجنوب إلى ساحة حرب ويضع أبناءه جميعا هدفا لبوارج وطائرات وأسلحة الغرب ويذهب بهم بعيدا عن قضيتهم الرئيسية !!
لاشك أن أبناء الجنوب وفي مقدمتهم أبناء أبين يقفون في مواجهة تحديات كبرى تتطلب منهم التكاتف لمواجهتها واهم تلك التحديات ما يحدث الآن في م/ أبين والذي تتوجه سهامه إلى عدن وبقية مناطق الجنوب والذي يهدف إلى تجديد إخضاع الجنوب إذا ما نجح ووصل إلى غاياته فالمطلوب تحرك سريع لحماية العاصمة عدن أولا ومن ثم العمل على التصدي لهؤلاء المرتزقة من خلال اجتماع كافة قبائل م/ أبين وتجمعهم في عاصمة المحافظة (زنجبار) وبدون تأخير لأن أبين وأبناءها هم المستهدف الأول سواء كانوا سلطة أو معارضة أو غير ذلك فإذا ما أصبحت محافظتهم بؤرة للنشاط المشبوه لهذه الثلة الجاهلة فأنهم سيصبحون تلقائيا خارج أي حسابات أو معادلات مستقبلية..!!
|