44 قتيلاً حصيلة الاشتباكات ونزوح كثيف من العاصمة ورجال الأحمر يستولون على «سبأ» وصالح يؤكد: لا تنازلات جديدة بعد اليوم
صدامات قرب مطار صنعاء وتحويل مسار طائرات
حجم الخط |
صورة 1 من 1
ا.ف.ب ©الادخنة تتصاعد في محيط وزارة الداخلية اليمنية في اليوم الثالث للإشتباكات بين المسلحين القبليين والأمن في صنعاء
تاريخ النشر: الخميس 26 مايو 2011
عقيل الحـلالي
تواصلت أمس الأربعاء لليوم الثالث على التوالي المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم القبلي البارز صادق الأحمر التي اسفرت حتى الآن عن 44 قتيلا على الأقل من المعسكرين.
وفيما نزحت مئات الأسر اليمنية من العاصمة صنعاء خوفا من الاشتباكات، أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس الأربعاء، أنه لن يقدم تنازلات مجددا في سبيل إنهاء الأزمة السياسية الراهنة في بلاده، مؤكدا في الوقت ذاته استعداده إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 60 يوما.
ووقعت صدامات بين الحرس الجمهوري وافراد من قبيلة الأحمر أمس على مقربة من مطار صنعاء ما استدعى إقفاله وتحويل مسار رحلات إلى الجنوب كما اعلن مصدر ملاحي.
وقال مصدر عسكري يمني لـ”الاتحاد” إن قوات تابعة لـ”الحرس الجمهوري” اشتبكت مع مسلحين من قبيلة حاشد “حاولوا دخول العاصمة صنعاء عبر منطقة أرحب”، مشيرا إلى أن القوات العسكرية تمكنت من رد المسلحين، الذين كانوا يعتزمون الوصول إلى صنعاء لنصرة الشيخ الأحمر”، الذي يخوض مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية داخل العاصمة منذ الاثنين الماضي.
وأوضح المصدر أن قوات “الحرس الجمهوري” أغلقت كافة مداخل العاصمة صنعاء “لمنع وصول رجال القبائل الموالية للأحمر”، لافتا إلى أن الإجراءات الأمنية “مشددة” عند جميع المداخل. ويتولى العميد الركن أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني، قيادة “الحرس الجمهوري” الذي يشكل أكثر من ثلثي الجيش اليمني.
وفي سياق المعارك الدائرة بصنعاء، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في خبر مقتضب “فرار عدد من أولاد الأحمر من منطقة الحصبة (معقلهم الرئيسي بالعاصمة) إلى أماكن أخرى وبحوزتهم أموال ومجوهرات”. ولم تتمكن “الاتحاد” من التواصل مع المكتب الإعلامي للشيخ الأحمر للتأكد من صحة هذا الخبر.
وتواصلت أمس الأربعاء لليوم الثالث على التوالي المواجهات المسلحة بين قوات الأمن وأتباع الزعيم القبلي صادق الأحمر فيما تزايدت حركة نزوح الأهالي من العاصمة التي أصبحت مناطقها الشمالية والغربية، تحت سيطرة رجال القبائل المعارضين لصالح، والقوات العسكرية التابعة للواء علي محسن الأحمر، المنشق عن النظام في مارس الماضي. وامتدت الاشتباكات لتصل إلى مناطق جديدة، خصوصا بعد أن حاول مسلحون قبليون اقتحام مقر قيادة الشرطة العسكرية بمنطقة “شعوب”، القريبة من ميدان التحرير، الذي يسيطر عليه مؤيدو الرئيس صالح منذ فبراير الماضي. وفيما سيطر أتباع الشيخ الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، على مؤسسات حكومية جديدة بسهولة ويسر، ارتفعت حدة المواجهات المسلحة مع قوات الأمن المكلفة بحماية منشآت حيوية هامة كوزارة الداخلية، ومقر شرطة النجدة، ومقر الشرطة العسكرية.وأكد شهود عيان لـ”الاتحاد” نزوح مئات الأسر اليمنية أمس الأربعاء عن العاصمة صنعاء خوفا من المواجهات المسلحة التي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء. وأشاروا إلى ازدحام الطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة ذمار بمئات السيارات التي تقل نساء وأطفالا فروا من الصراع المسلح الدائر في شوارع صنعاء.
وكان قد قتل ستة أشخاص بينهم خمسة مسلحين قبليين الاثنين فيما قتل 38 شخصا من المعسكرين خلال اشتباكات أمس الأول بينهم 14 عسكريا ، بحسب وزارة الدفاع التي أشارت إلى أن عسكريين كانا في عداد المفقودين.
من جانب آخر قال الرئيس صالح في مؤتمر صحفي: "لا تنازلات بعد اليوم.. ولا نتلقى تعليمات من أي طرف"، متعهدا بأنه سيواجه ما وصفها بـ"أعمال التخريب" بكل "قوة وحزم". وتمنى ألا يصل إلى استخدام القوة العسكرية ضد الشيخ الأحمر وإخوانه الذين سيطر أتباعهم على العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية في منطقة الحصبة، غرب صنعاء، إثر مواجهات مسلحة مع قوات الأمن اليمنية اندلعت، الاثنين الماضي، ولا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وقال صالح: "هذا عمل استفزازي لجر البلاد إلى حرب أهلية"، مشيرا إلى أن أي حرب أهلية ستندلع ستكون "محصورة مع أولاد (الشيخ عبدالله) الأحمر" الذي كان حليفا محليا بارزا للرئيس اليمني. وحملهم مسؤولية إراقة المزيد من دماء رجال الأمن وأتباعهم والمواطنين المدنيين، لافتا إلى أنهم يسعون حاليا إلى احتلال وزارة الداخلية، بعد أن سيطر مقاتلوهم خلال اليومين الماضيين على وزارتي الصناعة والتجارة، والسياحة، ووكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، ومؤسسات حكومية أخرى واقعة في إطار المربع السكني المحيط بمنزل الشيخ صادق الأحمر. وأكد الرئيس اليمني استعداده إجراء انتخابات رئاسية في غضون ستين يوما لإنهاء الأزمة في بلاده، جراء اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية المناهضة له والمتصاعدة منذ منتصف يناير الماضي.
واتهم أحزاب "اللقاء المشترك" المعارضة، المؤيدة للاحتجاجات في اليمن، بإثارة الفوضى في البلاد "لأنهم يخافون من نتائج الانتخابات"، حسب قوله. وقال: "لسنا متشبثين بالسلطة بالرغم من أن حقنا الدستوري ينتهي في سبتمبر 2013"، معبرا عن أسفه لما وصفه بـ"تمترس" أحزاب اللقاء المشترك حول مواقفها, في إشارة لرفض هذه الأحزاب إعادة توقيع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية، مع الرئيس صالح في القصر الرئاسي.
وكان الرئيس اليمني امتنع، الأحد الماضي، عن توقيع المبادرة الخليجية بعد أن رفض قادة المعارضة إعادة توقيع المبادرة معه بحضور وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، حسب اشتراطاته. وفيما يتعلق بالجهود الخليجية التي بذلت لإنهاء الأزمة اليمنية، قال صالح إن مواقف دول مجلس التعاون الخليجي "إيجابية بكل المستويات"، لكنه أنتقد في الوقت ذاته "تعامل" أمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني معه أثناء محاولة الأخير إقناعه بتوقيع المبادرة، مطلع الأسبوع الجاري. وذكر أن الزياني قال له "وقع أو أنت رافض للمبادرة"، معتبرا أن ذلك لا يصح مع رئيس الدولة.
وأوضح أنه مستعد لتوقيع المبادرة الخليجية، التي أقرت دول مجلس التعاون تعليق العمل بها الأحد الماضي، بعد أن يقوم الوسيط الخليجي بـ"توضيح آلية تنفيذها على الأطراف اليمنية". وقال: "لا مانع لدينا من نقل السلطة في إطار حوار سلمي وليس في إطار فوضى خلاقة". وفيما يتعلق بمطالبة واشنطن له بتحقيق هذا الانتقال السلمي للسلطة، قال صالح: "نحن لا ننفذ أوامر أو أجندة خارجية"، مشيرا إلى أن حديث واشنطن له حول نقل السلطة "من باب المجاملة" السياسية.
وأكد أن العلاقات اليمنية الأميركية الحالية "جيدة"، لكنه لفت إلى أن الدعم الأميركي للاقتصاد اليمني بدأ بالتراجع منذ اندلاع الحركات الاحتجاجية في العالم العربي مطلع العام الجاري. وقال إن الاقتصاد اليمني حاليا "غير متعاف" بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد، موضحا أن تنظيم القاعدة نفذ العديد من الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن منذ "بدء الاعتصامات" الشبابية في الساحات العامة من أجل مطالبته بالتنحي عن الحكم .
بان كي مون يدعو لوقف المعارك
نيويورك (الأمم المتحدة) (ا ف ب) - أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن «قلقه الشديد» للمواجهات الدامية بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين في اليمن ، ودعا كافة الأطراف الى التوصل إلى حل سلمي ووقف المعارك.
وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان كي مون «إن الأمين العام قلق جدا للمواجهات العنيفة في وسط صنعاء بين قوات الأمن التابعة للحكومة وعناصر قبلية مسلحة ما خلف الكثير من القتلى والجرحى». وأضاف «أنه قلق لكون المواجهات تنذر بالتسبب في المزيد من عدم الاستقرار للوضع وهو يدعو الى الوقف الفوري للمعارك». وتابع أن «الأمين العام يحث كافة الأطراف على متابعة الجهود الهادفة الى التوصل الى حل سلمي للازمة السياسية في اليمن».
اقرأ المزيد : المقال كامل - صدامات قرب مطار صنعاء وتحويل مسار طائرات - جريدة الاتحاد
http://www.alittihad.ae/details.php?...xzz1NRtK nfSK