صحف سعودية تهاجم صالح وتصف تصرفاته بالرعناء
الأربعاء / 25 مايو أيار 2011
المملكة العربية السعودية (عنا) - هاجمت صحف سعودية اليوم الأربعاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ووصفته بالمقامر صاحب "نزوة" ووصفت تصرفاته بأنها "رعناء".
وقالت صحيفة الاقتصادية السعودية في كلمتها اليوم أن "الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فهو عوضاً عن أن يثبت وطنيته وزعامته انطلاقا من أن حب اليمن أولا وأخيرا، برهن على مدى ثلاثة أشهر عن ذهنية رعناء استعصمت فقط بالرهان على حسابات المقامرة بدلا عن حسابات المغامرة، والفارق بين الحالتين كبير، فالمقامر يقوده هوسه للانجراف في الاستخفاف بكل ما أمامه ومن أمامه ورهن كل ما لديه لنزوة كسب لا وجود لها إلا في هوس ظنونه".
وأضافت "لم يبرهن الرئيس علي عبد الله صالح سوى أنه مرتهن نفسه للمقامرة، فحسب، وهو ارتهان، طالما هو في موقعه هذا يشكل مصدر كارثة مرعبة، ليس على شخصه فتلك مسألة تخصه، لكن على شعبه، بل المنطقة أيضا.
وتابعت "لقد أتيح لعلي صالح من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ما لم يتح لسواه من سند معنوي مثلته مبادرة المجلس للخروج المشرف من مأزقه، مع أن شعب اليمن الشقيق خرج عن بكرة أبيه في كل المحافظات من شماله إلى جنوبه يهتف بسقوطه ويطالب برحيله، غير أنه بدلا من أن يقابل هذا الجميل من قبل أهل الخليج ويقدر لزعمائه محاولاتهم الوصول إلى صيغة مشرفة في مبادرتهم يرضى عنها وترضي الآخرين إلا أنه مارس الهروب إلى الأمام وكأنه لاعب روليت روسي أحمق أطارت صوابه اللعبة المجنونة".
واعتبرت أن "طول نفس زعماء مجلس التعاون والرحلة المكوكية التي قام بها أمين عام المجلس للاجتماع به وبزعماء المعارضة وبالثوار والعمل على إيجاد صيغة مقبولة لهذه المبادرة عبر التعديل والاتفاق والتوافق بما يحفظ له ماء الوجه ويتيح له مخرجا مشرفا وانتقالا آمنا للسلطة.. إن كل ذلك مع الأسف أخذه الرئيس اليمني على أنه محاباة له أو استمالة من زعماء المجلس وبأنه بات في نظرهم المنقذ والملاذ.. فغمره جنون العظمة أو شطط الرعونة فأمعن في صلف العناد وفي إدارة الظهر لمن شاؤوا حماية ظهره.. وهو سلوك شعر معه أهل الخليج زعماء وشعوبا بقدر من الإهانة لا ينبغي معه المضي أكثر، ما جعل قادة المجلس لا يعلقون مبادرتهم فقط وإنما ينفضون أيديهم من سوأة حماية من لا يستحق الحماية ويبرأون من هذا الغلو في ركوب المقامرة والمجازفة بمصير بلد أثبت نزوع شعبه العميق للسلم والسلام على مدى ثلاثة أشهر لم يطلق فيه أحد منهم حصاة نبلة واحدة مع أن أكثر من 60 مليون قطعة سلاح موجودة هناك".
وأضافت "إن الرئيس اليمني ليس فقط مقامراً وضع رأسه على طاولة القمار فحسب وإنما أوهمه هوسه بالقمار أن بالإمكان أيضا وضع كرامة أهل الخليج معه على الطاولة، وهذا ما بات عليه الآن أن يدركه، إن كان ثمة وقت للإدراك عنده، بأن أهل الخليج زعماء وقادة إنما بادروا بالأساس حماية وصونا لكرامة شعب اليمن الشقيق ودرءا لنذر الكارثة عنه وعن المنطقة كلها.. أما علي صالح فقد اختار مصير المقامر.. ولا يصح إلا الصحيح في أن حسابات المقامرة تهلكة على صاحبها، أما شعب اليمن الشقيق فكفيل بالانتصار لنفسه وبالعودة بوطنه إلى أشقائه في الأسرة الخليجية ومع أمته العربية".
وفي السياق قالت صحيفة "الجزيرة" السعودية في افتتاحيتها بعنوان "إلى أين يريدون اختطاف اليمن؟" أنه "حينما لا يستشعر قادة العمل السياسي وكبار القوم من نخب فكرية وسياسية وشيوخ قبائل وقادة المجتمع المدني خطورة الوضع الذي يحيط الوطن الفارق بالأزمات والمتجه إلى أتون الحرب الأهلية، حينما لا يستشعرون كل هذه الأخطار فعلى البلد السلام، وذلك رغم معرفتهم بأن بلادهم متجهة للوقوع في الحرب الأهلية، وأن الضحايا الذين سقطوا في شوارع وساحات الاعتصام لن يكونوا إلا نقاطاً في بحر من الدماء".
وأضافت "هذا بالضبط ما سيتعرض له اليمن بعد أن أحبط قادته وزعماؤه السياسيون من رجال السلطة ورجال المعارضة على حدٍ سواء كل جهود الوساطات والمبادرات التي استهدفت إعادة الأمن والاستقرار والوئام بعد أن وصلت عدوى رياح التغيير التي تشهدها بعض الدول العربية إلى اليمن، الذي يعش وضعاً مضطرباً منذ أسابيع عدة، بدأ باعتصام الشباب أمام جامعة صنعاء، ثم تواصلت الاحتجاجات والاعتصامات في العاصمة، وانتشرت إلى المحافظات والمدن الأخرى، ثم زاد الطين بلة بامتداد الانشقاقات إلى المؤسسة العسكرية؛ لتزيد الأخطار وتتفاقم المشاكل التي تجر اليمن الوطن والأرض والمواطنين إلى مخاطر لا يعلم إلا الله مداها وما ستؤول إليه".
واعتبرت الصحيفة أنه "استشعاراً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لكل هذه المخاطر والمصير الذي لا يبعد كثيراً عما تشهده دول أخرى تعرضت للإشكالات نفسها؛ فعبثت بها الانقسامات والتمزق، تحركت دول الخليج العربي، وقدَّمت مبادرة ظلت تسعى وتحرص على تنفيذ بنودها لانتشال اليمن من الحالة التي تهدد بتمزقه، إلا أنه وبقدر حرص دول الخليج على أن تنتشل المبادرة الخليجية هذا البلد الشقيق من المصير الخطير الذي يراه كل ذي بصيرة كان ضياع الفرصة ممن آل إليهم حكم اليمن والتأثير على الأوضاع فيه، من خلال تحكمهم بأحزاب المعارضة والجماهير، وبدلاً من أن ينتهزوا حرص أشقائهم في الخليج العربي على إخماد الحريق الذي يكاد يحرق اليمن تشبثوا بمصالحهم الشخصية والحزبية، وتفننوا في عرقلة إبرام وتوقيع مبادرة إنقاذ بلدهم إلى حد حصار الوسطاء والباحثين عن مصلحة اليمن في سفارة دولة الإمارات إمعاناً في الاستهتار بمصير بلادهم أولاً، ولا مبالاة واضحة بجهد الأشقاء".
وتحت عنوان " قد يسقط اللاعبون في اليمن قبل خط النهاية" اعتبرت صحيفة اليوم السعودية أن " التلاعب السياسي في اليمن يكاد يصل إلى نهاية المطاف بعد أن أصبحت أوراق الملعب مكشوفة لدى الجميع بمن فيهم الحكومة والمعارضة، وآخر الأوراق هي تهيئة الأجواء وحرث التربة تمهيدا للفتنة والحرب الأهلية".
وأضافت "انسداد الأفق السياسي للحل يدفع الجميع إلى التمترس خلف مواقفهم وتحصين خنادقهم وتنظيف أسلحتهم وحشوها بالذخيرة استعدادا للموقف الذي لا تراجع بعده.. هذا ما تبدو عليه صورة اليمن بعد الاشتباكات بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح أنصار آل الأحمر الذين وقع في صفوفهم قتلى أمس وأربك المشهد وخلط الأوراق وتكاد تتبدل الصورة إلى القتامة إذا ما تركت الأطراف للعناد والانفعالات السيطرة على الساحة اليمنية".
واعتبرت أن "اليمن بلد مختلف خليط من القبائل المسلحة والحوثيين وأنصار الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة الإرهابي وكل الاطراف لها أجندتها الخاصة ومطامعها المتناقضة وإذا اندلعت الحرب الأهلية فستكون مكلفة للغاية ولن يتمكن أحد من التحكم في نتائجها وهو ما يقلقنا في السعودية ويدفعنا إلى إعطاء اليمن اهتماما مختلفا في سلم أولوياتنا السياسية وحين طرح مجلس التعاون الخليجي مبادرته تمت دراستها وتم أخذ مصالح الأطراف اليمنية في الاعتبار لمنع الوصول إلى الجدار الأخير".
كما اعتبرت أن "التلاعب والنكوص إلى الوراء إلا مجازفة غير محسوبة من قبل الأطراف بل يمكن اعتباره مغامرة بمستقبل اليمن وشعبه الكريم النبيل".
__________________
وانها ثوره حتى النصر
|