[عبدالله البلعسي]

حمّل المحتجين مسؤولية مقتل 145 جندياً
صالح يدعو محازبيه إلى استعادة مناطق سقطت بيد معارضيه آخر تحديث:الاثنين ,23/05/2011


صنعاء - أبوبكر عبدالله:

1/1






بعد ساعات من توجيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نقداً شديداً للمبادرة الخليجية التي وصفها بأنها “مؤامرة انقلابية”، عاد أمس وأكد أن حزبه (المؤتمر الشعبي العام) وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي سيتعاملون بإيجابية مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية الراهنة ولن يكونوا سبباً في تعطيلها “في تطور اعتبره مراقبون خلطاً للأوراق خصوصاً أنه جاء بعدما شهدت العاصمة صنعاء أمس أجواء اضطرابات نتيجة انتشار الآلاف من مؤيدي النظام في الشوارع لمنع فعالية توقيع المبادرة التي كان مقرراً أن يوقعها صالح أمس في حضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني .



وكان صالح يتحدث أمس إلى المشاركين في الاجتماع المشترك للجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام والهيئات القيادية لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي، وأقر لأول مرة بسقوط مناطق بيد مناهضي النظام، واعتبر ما يجري حالياً في اليمن “تدميراً لكل المنجزات وعلى وجه الخصوص التنمية الاقتصادية والمهم هو كيف نواجه التحدي بتحد آخر وكيف نعمل على فتح الطرقات ونستعيد المناطق التي أسقطت من قبل أحزاب اللقاء المشترك في محافظة الجوف وبعض المناطق، وعلى قياداتنا في مأرب أن تقوم بدورها لفتح الطريق الذي يمنع وصول إمدادات الغاز والوقود للمواطنين” .



وعرض صالح تطورات الأزمة وأقر بأنها “أزمة سياسية صعبة ومستفحلة وتحتاج إلى رباطة جأش وصبر ومثابرة من كل القيادات الوطنية والتي عرفناها تثبت في أيام الشدائد وتقف على أقدامها لتواجه كل أنواع التحديات” . وأضاف: “هناك مبادرة خليجية أعلنا التعامل الإيجابي معها لمصلحة الوطن وتجنباً لإراقة الدم اليمني، وعدم تهديم ما بُني خلال الأعوام الماضية، ونحن ضد قطع الطرقات وتدمير الاقتصاد الوطني . . . وعلى هذه الدولة أن تقف بمسؤولية كاملة أمام المبادرة والآلية التنفيذية المقترحة من قبل المؤتمر وحلفائه وكيف نتعامل معها، ولن نكون المعطلين للمبادرة وسنتعامل معها بإيجابية وبيننا وبينهم الميدان”، في موقف بدا متعارضاً تماماً في التعاطي مع جهود الوساطة الخليجية، خصوصاً بعدما أكدت صنعاء عدم اعترافها بتوقيع المبادرة الخليجية من قبل أحزاب المعارضة في ما سمته توقيعات الغرف المغلقة .



وتحدث صالح عن ردود الفعل الغاضبة لدى الشارع المؤيد للنظام وقال: “لعلكم تابعتم كيف أن نائب رئيس الجمهورية لم يستطع الوصول إلى هنا نتيجة قطع الطرقات، وكذلك رئيس مجلس الوزراء من قبل الجماهير الغاضبة، ونحن ضد هذه الأعمال ولكننا مع العمل في الميدان ليضطلع المؤتمر بدوره ومواصلة دوره القيادي الرائد، وحماية مكتسبات الشعب التي حققها في ظل قيادة المؤتمر الشعبي العام” .



واتهم صالح معارضيه بممارسة القتل والغدر في عمليات قال إنها أوقعت 145 قتيلاً من الجنود، مضيفاً: “لقد حرصنا دوماً على عدم إراقة الدماء، وما حدث في يوم الجمعة في حي الجامعة هم المسؤولون عنه وليس نحن، فقد قاموا بالزحف على بيوت المواطنين، وعلى النيابة العامة أن تحقق وتتحمل مسؤوليتها، والذي أراق الدم هو الذي يتحمل المسؤولية” .



وكان المشاركون في الاجتماع بحثوا في آخر التطورات المتصلة بالأزمة والجهود المبذولة لحلها والمستجدات المتصلة بالمبادرة الخليجية حول الأزمة القائمة وتداعيات المواقف المتعددة السياسية والحزبية والجماهيرية حولها في العاصمة صنعاء والمحافظات كافة في الجمهورية .



وعرض المجتمعون ما سمي آلية تنفيذية وضعها الحزب الحاكم سعياً لتنفيذها كمنظومة متكاملة، تحقق الالتزام والتطبيق للمبادئ التي ارتكزت عليها المبادرة الخليجية في الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف، ضمن توافق وطني، وأن تلتزم الأطراف كافة بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، وأن تلتزم الأطراف كافة بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات لهذا الغرض .



وأقر المشاركون ب “المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تترتب على الإخلال بترتيب التنفيذ لمحتوى المبادرة والآلية التنفيذية المتصلة بها” وشددوا على رفض المحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية والسير بالبلاد إلى هاوية الاحتراب ومفاقمة الفتنة واستهداف المكاسب الوطنية العليا وفي مقدمها الوحدة والحرية والديمقراطية والمنجزات الاقتصادية والإنمائية والأمن والاستقرار .



وحض المجتمعون أنصارهم على “التحلي باليقظة ورص الصفوف في خندق وطني واحد على امتداد الأرض اليمنية مشيرين إلى أن الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن قادرة على التصدي لكل المؤامرات والمخاطر مهما كانت أو اتخذت من أساليب كيدية خبيثة وخادعة” .



وخول المجتمعون اللجنة العامة لحزب المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني اتخاذ القرار المناسب في التعاطي مع المبادرة الخليجية .



المعارضة اليمنية تدعو واشنطن والرياض للضغط على صالح للتوقيع



دعا المتحدث باسم المعارضة اليمنية أمس الأحد واشنطن والرياض إلى الضغط على الرئيس علي عبدالله صالح ليوقع على المبادرة الخليجية انتقال السلطة في اليمن، وأكد أن مصير المبادرة بات على المحك .



وقال محمد قحطان لوكالة فرانس برس إن “الرئيس لا يريد أن يوقع على المبادرة، ويبحث عن أعذار . الدول الراعية تتعامل معه باحترام زائد وإذا قالوا له بوضوح إنهم سيحملونه مسؤولية فشل المبادرة فعندها سيوقع” .



وأضاف “وحدهما الولايات المتحدة والسعودية يمكنهما أن تضغطا عليه ليوقع” .



واعتبر أن الأمور ستحسم في الساعات القليلة المقبلة حيث من المقرر ان يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً مخصصاً لليمن . وخلص قحطان إلى القول إن اجتماع الرياض “سيشكل حداً فاصلاً، وسيصدر الوزراء بياناً، أما يكون بيان ترحيب وتعيين لموعد لمراسم احتفال بالتوقيع، وأما يكون هناك بيان آخر” . (أ .ف .ب)

http://www.alkhaleej.ae/portal/86181...a49193c6f.aspx