ما طرحه الأخ بندر عدن لا يعدو كونه أكثر قضية معقدة و شائكة ، أولاً الشماليين أو بأصح المستوطنون الذين أستوطنوا الجنوب بعد الوحده الطوعية 90 أو بعد الإحتلال 94 فهؤلاء سييرحلون الى وطنهم أما من كان يعيش في السابق فهؤلاء فئات و قضيتهم تعامل معها قيادات الحراك في الداخل بالتالي :
لقد عانى الجنوب من ويلات فتن تورطت فيه شخصيات سياسية تنحدر أصولها من مناطق شمالية و من الحجرية بوجه الخصوص ، و قد أنجر أبناء الجنوب الى مخططات أوصلته الى ما نحن فيه اليوم .
و كانت أسباب الإنجرار للمخطط الذي دبرته مجموعة سياسية شمالية الأصل في الجنوب العاطف القومي الذي كان يجري في دماء الشعب الجنوبي ، للأسف كانت بعض هذه الشخصيات المنطوية تحت مظلة الحزب الإشتراكي اليمني جرته الى بداية ما سمي بالحزب ( الأحـــــادي ) الذي بدوره كان يحكم الجنوب و يعارض في الشمال ، و هو خطأ قادنا الى الخوض في تجربة مثيرة على مستوى العالم .
لهذا نحن نعادي من الأقلية الشمالية في الجنوب من كان لها دور سياسي في مخطط الإيقاع بالجنوب ، و هنا لا نجمع بين كل ( الجنوبيين من أصل يمني ) ، فهؤلاء قدموا في الماضي من بلادهم و التي بها شيوخ و أئمة ، لا يفرقون بين الآدمي و الحمار ، قدموا الى عدن خائفين متوجسين من ثارات قبلية هوجاء ، فأحتضنتهم عدن و علمتهم أسوة بإخوانهم في الجنوب و تأثروا بالثقافات و العادات الإجتماعية و أثروا و بنوا سوياً مجتمع مدني يشهد له العالم ، فهؤلاء عليهم الآن الوفاء لعدن و البقاء فيها كجنوبيين من أصل يمني أو يعودوا الى بلادهم ، و هو لن يختاروه أبداً ، فأحدهم من أبناء عدن ، بعد تحقيق الوحده قرر زيارة أهله في الشمال ، و عندما وصل سأل فقط و لم يريد ، عن موقع أرض جده ، و اذا بالجماعه من خلفه يشحنوا الآلي ، يالله وصل عدن و ما عاد يريد يشوف بلد جده الأصل ، أما من تحول بين عشية وضحاها من جنوبي أو إشتراكي إلى شمالي أو مؤتمري بعد الإحتلال ، فهذا ظهر مكره السياسي و هم جميعاً سينسحبون تلقائياً من الجنوب نتيجة ظلمهم و إجحافهم لعدن و الجنوب و عدم الوفاء لها كذلك من حول دولة الجنوب الى معارضة في السابق أو ساهم في تدمير الجنوب .
خلاصة القول : من كان له عمل سياسي في الماضي في تدمير الجنوب فهو يعرف نفسه و سينسحب تلقائياً حين الإستقلال .
لهذا فإن الحراك السلمي الجنوبي لإستعادة دولتهم لا يعادي الأقلية الشمالية المدنية مطلقاً بناءاً على ماذكرته في السابق و يعتبرهم جنوبيين ، بدليل أن الهيئة الوطنية العليا لأبناء الجنوب شملت في صفوفها عدد من الجنوبيين ينحدرون من أصول شمالية ، و ما يبث في الإنترنت من معاداتهم كانت كتابات تاجية غرضها شق الصف الجنوبي الداخلي و بث الشعور الذاتي للجنوبيين المظلوميين بهدف إستمالتهم إلى صفوفها ، و في بداية الحراك السلمي كان متقاعديين جنوبيين ذو اصل شمالي و عندما دست أفكار تاج الهدامة بدأ عدد منهم ينسحب و يتسائل عن مصيره في المستقبل و هو يحب الجنوب أكثر من الشمال ، و ثقافته جنوبيه و عاداته و تقاليده جنوبيه ، لكن قواعد و قيادات و محركي الشارع الجنوبي في الداخل يشرحون و يقربون وجهات النظر و تبايناتها .
هذه قضية يسعى نظام الإحتلال دائماً لخلقها في الداخل الجنوبي ، بل و لجأ مؤخراً إلى التعمد بالتفرقه في المعامله في الوظيفه بين الجنوبيين و الأقلية الشمالية في عدن لغرض الفتن و شق الصف الجنوبي الداخلي .
هذه قضية تثار و تجد مرعى خصب في شبكة الإنترنت لكنها في الأرض و الواقع ليست بهذا الحجم .
ما جرى في السابق كلها أخطاء و سنستفيد منها في الحاضر و المستقبل ، فما كان ضرر أمريكا في أن تتولى الروسية مادلين أولبرايت وزارة الخارجية طالما و هي ملتزمة بثوابت الدولة ، و عدم تحويل أمريكا لخدمة روسيا ، وما ضرر أوباما في أن يكون رئيساً طالما و هو لن يجعل امريكا في خدمة كينيا أو المسلمين بل و هناك من يحاسبه إن خرق الثوابت الوطنية
تحياتي للجميع ،،،
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم علي هيثم الغريب
لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)
|