عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-20, 07:51 AM   #1992
السفير الحميري
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 6,292
افتراضي

رأي القدس العربي: مصير قاتم للمبادرة الخليجية
الجمعة 20 مايو 2011 الساعة 05 صباحاً / مأرب برس ـ صنعاء




مصير مبادرة مجلس التعاون الخليجي لانهاء الازمة في اليمن يبدو انه يتشابه، او ربما يتطابق مع مصير مبادرة السلام العربية التي صدرت في طبعتها الاولى من العاصمة السعودية الرياض، مع فارق اساسي وهو ان دول الخليج هددت بسحب مبادرتها اليمنية اذا لم يوقع الرئيس علي عبد الله صالح على تعهد بالتنازل عن السلطة في غضون ثلاثين يوماً في موعد اقصاه يوم الاحد الماضي، بينما عارضت جميع الضغوط العربية لسحب مبادرة السلام العربية، رغم رفض اسرائيل قبولها والاستجداءات العربية لدفعها الى تغيير رأيها على مدى الثماني سنوات الماضية.

السيد عبد اللطيف الزياني امين عام مجلس التعاون الخليجي غادر اليمن قبل يومين دون ان ينجح في الحصول على توقيع الرئيس اليمني، بينما اعلنت دولة قطر سحب تأييدها للمبادرة بعد الهجوم الشرس الذي شنه عليها الرئيس اليمني واتهمها بمساندة الثورة الشعبية، والتواطؤ معها من اجل اطاحة نظامه.

الرئيس علي عبد الله صالح يختلق الاعذار والحجج للتهرب من اي التزام بمغادرة كرسي الحكم، كل ذلك من اجل كسب اطول فترة ممكنة من الوقت، وقد ادى اسلوبه المراوغ هذا الى تعديل المبادرة الخليجية اربع مرات، ولن نستغرب تعديلها للمرة الخامسة او السادسة مسايرة له، ورضوخاً لشروطه.

ومن هنا لا نستغرب ما نشرته صحيفة 'الاولى' اليمنية حول تفاصيل اللقاء الاخير بين الرئيس اليمني وامين عام مجلس التعاون الخليجي والوفد المرافق له ابرزها قوله، اي الرئيس علي عبدالله صالح، 'لن اوقع حتى على قطع رأسي'.

لا نعرف كيف سترد دول مجلس التعاون الخليجي على مناورات الرئيس اليمني، فليس امامها غير اعلان فشل مبادرتها هذه، ولكن من المستبعد اقدامها على مثل هذه الخطوة، لانها لا تريد ان تظهر بمظهر الفاشل، وهذه عادة خليجية معروفة على اي حال.

الرئيس الامريكي باراك اوباما طالب الرئيس صالح بالتنازل عن السلطة ومغادرة البلاد كحل وحيد لانهاء الازمة في البلاد، ولكنه لم يمارس اي ضغوط فعلية عليه على ارض الواقع مثلما فعل مع نظيريه الليبي معمر القذافي والسوري بشار الاسد. فقد ارسل صواريخه وحاملات طائراته للاطاحة بالاول ونظامه بالقوة، بينما فرض عقوبات مشددة على الثاني.

الادارة الامريكية مترددة في التدخل ولو حتى سياسيا في اليمن بشكل مباشر، خوفا من تحول اليمن الى دولة فاشلة كليا، الامر الذي سيوفر قاعدة اقوى لتنظيم 'القاعدة' فرع الجزيرة العربية، مما يشكل تهديدا مباشرا ليس فقط لخطوط الملاحة الدولية وانما ايضا لامدادات النفط وحقوله في السعودية ودول الخليج الاخرى.

الرئيس علي عبدالله صالح يدرك جيدا هذه المخاوف الامريكية، مثلما يدرك نظيراتها الخليجية ولهذا يتشبث بالسلطة، ويأمل في الوقت نفسه ان ييأس الثوار، او يقعون في المصيدة الليبية، اي تحويل ثورتهم السلمية الى تمرد عسكري، ولكن الثوار وقيادتهم على درجة كبيرة من الوعي، بحيث لا يقعون في مثل هذه المصيدة، اما حبل صبرهم فيبدو انه طويل للغاية، ولا يوجد اي مؤشر على ظهور اي وهن او يأس في صفوفهم في المستقبل المنظور على الاقل.
__________________


وانها ثوره حتى النصر
السفير الحميري غير متواجد حالياً