عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-18, 05:30 PM   #10
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

أسباب الفشل المتوقع للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية


على قوى المعارضة ان تتمسك برفضها للمبادرة بعد تعديلها للمرة الرابعة؛ فدول الخليج تعاملت مع الوضع اليمني على انه 'أزمة سياسية' بين طرفين لا على انه ثورة شعب ضد الرئيس ونظامه الفاسد.


ميدل ايست أونلاين


بقلم: سليمان نمر


في الاجتماع الاستثنائي الثاني لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي يوم 10 ابريل/نيسان الماضي احتج رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على تعديل بنود الصيغة الاولى للمبادرة الخليجيه لحل "الازمة اليمنية"، مؤكداً "ان الرئيس علي عبد الله صالح مراوغ وسيبقى يراوغ ولن يقبل أي اتفاق يؤدي الى تخليه عن السلطة".

ورغم تحفظه على التعديل الذي ادخله الوزراء الخليجيون على نص الصيغة الاولى للمبادرة، الا انه لم يمانع من استمرار الوساطة الخليجية.

ويبدو ان ما توقعه رئيس الوزراء القطري بشأن مراوغة الرئيس اليمني ومماطلته هو ما حدث ويحدث حالياً، حيث نرى الرئيس اليمني لا زال يراوغ في قبول التوقيع على الاتفاق الذي اعدته دول الخليج لحل "الازمة اليمنية" رغم ان انه جرت عدة تعديلات على هذا الاتفاق لصالح الرئيس، ورغم ان هذه الاتفاقيه جاءت لتنقذ الرئيس من محاكمته وملاحقته، او الإطاحه به من قبل ثورة التغيير.

لذلك حسناً فعلت قطر بانسحابها من الوساطة الخليجية، لأنها بهذه الخطوة تبرئ الدوحة نفسها من الفشل الذي ستلاقيه المبادرة الخليجية، حتى ولو وقع على اتفاقها الرئيس "المراوغ".

واعتقد ان هذه المبادرة ستفشل لان دول مجلس التعاون الخليجي تعاملت مع الثورة في اليمن على اساس انها "ازمة سياسية" بين نظام الرئيس اليمني وبين المعارضة، وتجنبت دول مجلس التعاون – عدا قطر- ان تتعامل مع الاوضاع في اليمن على انها ثورة شعبية ضد نظام عاث فساداً في اليمن "غير السعيد برئيسه".

والموقف القطري هذا يفسر العداء الشديد الذي يبديه الرئيس صالح للدوحة.

وهذا ما اراده الرئيس "المراوغ" من مناوراته وتلاعبه السياسي، واعتقد ان الرئيس اليمني يشعر بسعادة تصل الى حد الغرور، وهو يرى نفسه انه قد استطاع ان يجعل الخليجيين يتعاملون مع ثورة شعبه ضده على اساس انها "ازمة سياسية ستؤدي الى انفلات امني يهدد دول الجوار"، لا كـ"ثورة شعب".

وبالطبع الخليجيون لا يرحبون بالتعامل مع الثورات لانهم لا يحبونها اساساً، لذلك فضلوا التعامل مع الرئيس "رغم معرفتهم بانه مراوغ وكذاب" ـ كما قال لي مسؤول خليجي يشارك باجتماعات الوزراء الخليجيين لبحث الوساطة في اليمن ـ ومع قوى المعارضة السياسية والقبلية، ولانها ترى ان قوى المعارضة السياسية اليمنية "تحالف اللقاء المشترك" هي الاضعف في مواجهة النظام، لاحظنا ان الخطة الخليجية لتحقيق اتفاق يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن عدلت ثلاث مرات، لصالح الرئيس اليمني.

واستطاع الرئيس بـ"دهائه" ـ وأعرف انه يسر حين يوصف بالدهاء ويشعر بغرور عظيم ـ ان يجعل المشكله تبدو انها ازمة بين قوى المعارضه السياسية وبين حزب المؤتمر الحاكم، وليس معه.

لذلك لاحظنا انه حرص واصر على رفض التوقيع على الاتفاق الذي اقترحته الوساطة الخليجية كرئيس للجمهورية ولكن استعد ان يوقعها بصفته رئيساً لحزبه الحاكم.

ورغم هذه المماطلات والمراوغات للرئيس الا ان الوساطة الخليجيه سايرته وتسايره الى درجة جعلته يواصل مراوغاته ويطلب بمطالب تعجيزية مثل حل مشكلة الحوثيين وحل مشكلة مطالبة قوى الحراك الجنوبي بانفصال الجنوب!

واعتقد ان الرئيس علي عبد الله صالح ـ حتى ولو وقع الاتفاق المقترح خليجيا لتامين انتقال سلمي للسلطة ـ فانه لن يتنحى عن السلطة وان كل مايقوم به هو تضييع للوقت من اجل ان يمل ثوار اليمن او تقع بينهم خلافات تجهض ثورتهم، خصوصاً انه نجح في اجهاض تمرد العديد من سفراء اليمن في الخارج واعادهم الى منظومة نظامه الى حين ان تهدأ العاصفة ليقيلهم اذا ما استعاد سطوته.

لذلك اعتقد انه من المهم ان تتمسك قوى المعارضة بموقفها الرافض للمبادرة الخليجية بعد التعديلات التي ادخلت عليها والتي اجهضت الهدف الرئيس للثورة وهو اسقاط النظام وخلع الرئيس صالح.

ويجب ان تستند قوى المعارضة وتستقوي بالجماهير الثائرة في كل المدن اليمنية وان تسعى الى تصعيد انتفاضتها وثورتها لان الرئيس لن يرحل الا بقوة الجماهير.

سليمان نمر

http://www.middle-east-online.com/?id=110652
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس