[أبو غريب الصبيحي]

عبده سالم
11/25/2008


إذا كانت مجمل التحليلات والتوقعات قد أشارت إلى خطر التواجد العسكري الدولي في خليج عدن على سيادة اليمن وأمنها الوطني، فإن هذا التقرير قد ذهب على نحو من الجدلية إلى ما هو أبعد من ذلك. وهو خطورة الأوضاع في اليمن المنهار، وانعكاساتها السلبية على الأمن الإقليمي والأمن الجماعي الدولي، وحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يعني أن اليمن بأوضاعها الحالية تشكل خطراً وتهديداً للسلم العالمي. وهذا في حد ذاته مبرر كاف لحشد الأساطيل الدولية في خليج عدن لمواجهة آثار هذا الانهيار.. إضافة إلى ما يحمله التقرير من ربط ضمني بين الأوضاع في اليمن وعملية القرصنة الدولية. وفي ذلك إشارة إما لدعم اليمن للقراصنة، أو استفادة القراصنة من أوضاع اليمن سلمي للمعارضة اليمنية، وعدم قدرة هذه السلطة على تأسيس نظام ديمقراطي تعددي مستقر لم يكن لها من مفر إزاء هذا الضغط النضالي باستحقاقاته الديمقراطية سوى إلى الدفع بأوضاع اليمن نحو مواصفات الدولة المنهارة باعتبارها الكفيلة بتعويم مطالب المعارضة اليمنية، وتعويم وقائع النضال السلمي.
وكذا تعويم مطالب المجتمع الدولي الحريصة على انتشال اليمن من مواصفات الدولة غير المستقرة إلى مصاف الدول المستقرة.
التقرير كونه صادراً عن مؤسسة التاج الملكي البريطاني الخاصة، لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره تهيئة للدور البريطاني القادم في المنطقة، وقيادتها للقوات الدولية المرابطة في خليج عدن ابتداءً من يناير القادم.

عن صحيفة الأهالي