عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-14, 06:12 PM   #43
لشري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-15
المشاركات: 2,488
افتراضي

وفي الوقت الذي كبلت فيه الإدارة البريطانية الحركة الوطنية ( حركة الرابطة ) بكافة القيود
التي يمكن لمستعمر أن يفرضها على حركة وطنية ، سمحت بحرية واسعة لأصحاب هذه الدعوة الجديدة المفتعلة ، واستهدفت بريطانيا من دعوتها هذه ما يأتي :

1- أيجاد البلبلة في أذهان الشعب ونفوس المناضلين بتعدد الاتجاهات والمطالب .
2- إدخال اليأس في قلوب جمهرة الشعب الغالبة عندما ترى أهدافا ترسم لها لا ترغب
في تحقيقها ولا تؤمن بها .
3- ينتج عن ذلك ارتماء الكثيرين من أفراد الشعب في أحضان عملاؤها الذين ظهروا
بمظهر الحماة للبلاد من الوقوع في براثن المملكة اليمنية .
4- تلغيم الطريق في المجال العربي وبالتالي في المجال الدولي أمام الحركة الوطنية في
الجنوب حيث كفت الحكومة اليمنية بريطانيا مؤنه تحطيم الحركة الوطنية وعرقلة خططها في هذين المجالين .

ولقد نجحت بريطانيا في ذلك الى ابعد الحدود لولا أن رجال الحركة الوطنية في الجنوب لم ييأسوا ، وقاوموا هذا المخطط بمخطط جديد يعتمد على :

1- إعادة تنظيم الحركة الوطنية على أساس جديد ، وتقدير الموقف في كل من الداخل
والمجال العربي سواء بالنسبة للجامعة العربية او بالنسبة للدول العربية على أسس
علمية ودراسة دقيقة .
2- الدعوة التي وجهتها الرابطة الى كافة الهيئات والشخصيات في الجنوب ، وذلك في
مايو سنة 1962 بترك خلافات الغد للغد إن كانت هناك خلافات جوهرية ، وتركيز
أهداف نضالنا اليوم في المرحلة الحالية من النضال في :

(أ‌) إنهاء الوجود الاستعماري
(ب‌) تحقيق وحدة الجنوب العربي ( عدن والمحميات )
(ج) انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب

2- كان قرار هيئة الأمم المتحدة في دورتها السادسة عشر بتكوين لجنة تصفية الاستعمار
المنفذ الذي اغتنمته الرابطة وبحذق ووعي للزج بالقضية في هيئة الأمم المتحدة .
ورغم هذه الخطوات الثلاث التي حققتها الحركة الوطنية في الجنوب إلا أن الاستعمار
والانتهازية لم يقفا مكتوفي الأيدي أمام الموقف الجديد الذي تسببت فيه رابطة الجنوب
العربي ووضعت به الحكومة البريطانية من جهة والحكومة اليمنية السابقة من جهة أخرى في حرج دولي بالغ .


عودة الانفصالية التقليدية

في هذا الجو الجديد وفي صيف سنة 62 قررت بريطانيا إدخال مستعمرة عدن في
الاتحاد ألسلاطيني الذي أقامته في الجنوب , وفي هذا الجو المحموم وجهت أجهزة الدعاية الاستعمارية كل جهودها لتحويل المعركة من تحرر الجنوب بكامل أجزائه وتحقيق وحدته
وسيادة شعبه الى معركة حول دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها الاتحاد , وبهذا تكون بريطانيا قد رسمت وخططت لتحقيق هذا الاتجاه وانضمام عدن إليه , وفي نفس الوقت رسمت خط المعارضة لهذا المشروع .

فبدلا من أن يكون خط المعارضة هو الخط الذي رسمته الحركة الوطنية في الجنوب بعلاج القضية من أساسها أي بزوال الاستعمار من المنطقة كلها وتحقيق وحدتها وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى شعبها العربي ، إذا بالمعركة تبدو أنها معركة دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها مع أن دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها في الاتحاد بشكله الاستعماري ألسلاطيني الحالي لا يغير شيئا من جوهر القضية , قضية الاستعمار في الجنوب كله وقضية وحدته وقضية السيطرة البريطانية السلاطينية .ومما يؤسف له أن أجهزة الدعاية في سائر البلاد العربية كانت أسيرة هذا المخطط البريطاني لمعارضة مشروع بريطانيا نفسها ، حتى بدا في وقت من الأوقات خلال العام الماضي أن المعركة التي يخوضها الشعب العربي في الجنوب ، وأن القضية الوطنية في الجنوب او النضال الوطني فيه يتركز حول هل تدخل عدن الاتحاد او لا تدخله .

الانفصالية الجديدة

ومع الانفصالية القديمة التقليدية جنبا الى جنب سارت الانفصالية الجديدة ، مع الجمعية العدنية التي تحولت الى حزب هزيل هو ( حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .....سار ( حزب الشعب الاشتراكي ) الذي تأسس صيف سنة 1962 وجر وراءه المؤتمر العمالي المجني عليه .وقامت المظاهرات ضد المشروع ، الشعب يتظاهر بكل كتله ضد الاستعمار وفي سبيل الوحدة والديمقراطية , والحزبان المشار إليهما يستغلان ذلك لترسيخ المعني الانفصالي
ذاك بفلسفة الانفصالية التقليدية وهذا بفلسفته الانفصالية الجديدة رافعا شعار يمنية المنطقة وهو يعلم علم اليقين استحالة ذلك نظريا وعقائديا وعمليا ،
لشري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس