عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-14, 02:37 AM   #1
سيف العدل
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-04
المشاركات: 3,110
افتراضي على هامش ملتقى القاهرة .. كتب/ د. احمد باحارثة

على هامش ملتقى القاهرة .. كتب/ د. احمد باحارثة




شبكة الجنوب العربي الاخبارية / المكلا اليوم / متابعات





لم أكن أحد المشاركين في ملتقى القاهرة ولا حتى من المدعوين إليه ، إنما جئته من باب الفضول لا غير ، استجابة لإلحاح بعض زملائي للحضور ، فكان أن حضرت منه الجلسة الأخيرة المنعقدة الأربعاء الماضي في فندق ( بيراميزا ) أحد الفنادق السياحية الفخمة وسط القاهرة .



عقد الملتقى باسم القضية الجنوبية ومناقشة رؤية لها ، وكنت محتارًا في نفسي بأي صفة أحضره هل بصفتي يمنيًا كما تقول هوية الجواز الذي أحمله في جيبي ، أو بصفتي حضرميًا كما يقول قلبي الذي بين جنبي ، وبين هذا وهذا فإني لا أستشعر لا رسميًا ولا نفسيًا أنني جنوبي ، لأن مصطلح الجنوب الذي تنسب إليه هذه القضية ما زال ، بصراحة ، غامض المدلول والهوية عندي .



لكن لو سلمنا واتفقنا أننا كلنا أننا جنوبيين فما الذي يجمعنا الآن غير الألم الآني من الظلم الشمالي ، لكن هذا الظلم هل هو مرتبط بالشمال كجهة أو بالنظام القائم المتوقع سقوطه ، فإذا ما سقط هل سيبقى شيء يجمعنا ، إن الملتقى كان مشددًا على أن القضية الجنوبية لا تسقط بسقوط النظام ؟



ولكن ماذا بعد ذلك ؟ سيقال أنه كانت تجمعنا دولة سابقة ، لكن هذه الدولة هي الأخرى أصبحت من غير هوية ظاهرة ، فهي قد اتخذت منذ ظهورها وخلال عشرين سنة من عمرها الصبغة اليمنية هوية لها ، فإذا آمنا بالقضية الجنوبية فما هي الهوية الجديدة لهذه الرابطة الجهوية سواء أكانت دولة مستقلة كما يطالب البعض أو إقليمًا فيدراليًا كما يرى البعض الآخر ؟ لم أجد جوابًا في ذلك الملتقى .



كما أن تجربتنا نحن الحضارم مع تلك الدولة لم تكن مريحة لنا كما أعتقد ، ولم يشر الملتقى رسميًا على الأقل إلى وضع حضرموت في الإقليم الجنوبي كما يراه أو يدعو إليه ، بل تجاهل الأمر تمامًا وكأننا لم نمر بتجربة سابقة ، تتوخى منا أن نكون أكثر حذرًا في خطواتنا سواء نحو الجنوب أو نحو الشمال ، ولا نسلم لحماس اللحظة الجامعة أو لحسن النوايا ، بل يجب أن نكون أكثر جدية في وضع احتياطاتنا إذا أردنا أن نسلم بوضعنا ضمن الجنوب .



كيف ستكون العلاقة بين حضرموت والجنوب في هكذا إقليم . هل ستكون علاقة تكامل وتنسيق أم علاقة تبعية وارتباط ؟ هل أنا كحضرمي محتاج أن أكون مع الجنوبي في كيان واحد إقليمي أو العكس هو الصحيح ؟ ، من الأكبر مساحة ؟ من الأغنى ؟ من الأرسخ هوية وثقافة ؟ إذن لماذا نرضى بالهمس بهواجسنا ولا نعلنها ولا نتكاشف مع إخواننا الجنوبيين حتى يعرف كل وضعه وحجمه ، ونعرف من هو محتاج مستقبلاً ، وليس آنيًا ، للآخر ، وإلا ما الذي يلزمني أنا الحضرمي أن أربط مصيري ومصير أرضي مع من لا يحب الصراحة والمكاشفة أو سيتهم مثيرها بشق الصف وما إلى ذلك .



نحن الآن في حاجة إلى بعض هذا صحيح ، لكن في سبيل مصلحة مشتركة أبعد مدى ، علينا أن نرسم صورة كاملة وصريحة وجادة لمستقبل علاقاتنا التي يجب بحكم التجربة ألا تقوم على الارتباط بل على التنسيق والتكامل ، أما الذهاب بعاطفة اللحظة إلى الارتباط وإلزامي به دون أن أعرف ما لي وما علي ودون توضيح لطبيعة العلاقة التي ستتم بين طرفي الإقليم المزمع فهو انتحار سياسي محض لمن يتبناه على تلك الشاكلة .



إن ما يجمعنا نحن الحضارم بإخواننا الجنوبيين أكثر من يحصى ، وإن العلاقة كانت قبل عام النكسة بين الجانبين شديدة الترابط والودية ، حتى إن السيد العطاس سكرتير السلطنة القعيطية المستقلة نسبيًا آنذاك قد صرح في تجرد تام بأن نفط حضرموت ليس لحضرموت وحدها بل لكل إمارات (الجنوب العربي) ، وفي لحظة حماس وحسن نية ارتبطت حضرموت اعتباطًا سياسيًا بعدن فكيف سارت الأمور ؟



عمومًا فإن الملتقى ما هو إلا لقاء تشاوري لا غير وغير ملزم لأي أحد أو أي طرف ، مع أنه قد ختم بقسم عجيب لا أدري من اخترع فكرته وصياغته وذكرني بشيء مضى ؟ وقد بشر بمؤتمر لاحق تتم فيه بلورة الأفكار المطروحة عن المسألة الجنوبية الحضرمية ، لذا ينبغي أن يكون أكثر مكاشفة وإضاءة لما يجول بخاطر كل حضرمي حتى يصبح لقاءنا مع الجنوب ، إذا كان ولابد ، أكثر نجاعة ولاسيما في تحديد نوع هويته أو طبيعة العلاقة بين أطرافه .
__________________
سيف العدل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس