عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-08, 10:59 PM   #4
جمهورية الجنوب العربي
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-12
المشاركات: 247
افتراضي

اللغم القادم
بقلم خالد سلمان..كاتب وصحفي
صحافي يمني مبدع كتب ذات مرة ما معناه: إذا تعرضت لخديعة من أحدهم فقل: الله لا رحمه... أما إذا تعرضت من ذات الشخص للخديعة للمرة الثانية، فقل: الله لا رحمنا. لماذا؟ لأنك لم تتعلم الدرس جيداً، ويبدو أن الأمر مدعاة للسخرية، ونحن نتعاطى مع نظام خبرناه كل هذه السنين. ومع ذلك لا نكف عن إختبار صدق نواياه، ووضعه أمام مجسات كشف الكذب، التي سبق وأن جربناها معه كثيراً، وكانت النتيجة دوماً: إنه مخادع ماهر، وكاذب بامتياز.
المبادرة الخليجية تأتي في هذا السياق، بقبول احزاب المشترك لبنود وآليات هذه الإتفاقية، ترى فيها إجبار النطام على الإنكشاف، وحرمانه من خيمة الحماية الإقليمية، فيما ترى السلطة في المبادرة ساحة لعب ومناورة، تمدها بعمر إضافي للخروج من حالة الإنحشار، ولملمة أوراقها المبعثرة والتخطيط للنقلة التالية.
السلطة المعجونة بدماء شعبها، المجبولة على إرث طويل من الغدر، لن تمضي مع الاتفاقية حتى المنتهى، على الرغم من أنها طوق نجاتها الأخير. عدم موافقة المشترك يشد من عضدها خليجياً، ويرسل برسالة خاطئة تمنح النظام جدية مزعومة للحل، وتحشد من حوله الأصدقاء الداعمين لخطوته التالية، حتى وإن كانت عنفية دموية.
وفي حال قبول المشترك بمضامين مبادرة مجلس التعاون، فإن ذلك سيقود إلى دق إسفين بين طرفي الخصم: المعارضة وشباب ساحات الاعتصام، وهو أمل ما انفك يراود مطبخ السلطة الآفل نجمها، أن تكون المعارضة شريكاً رديفاً لغضب الشباب.
ندرك بثقة أن مكونات شباب الثورة اقدر على تخطي هذا الكمين، وإبقاء لحمة التماسك بين المشترك والشارع، على أشدها، واعتبار أن للسياسة منطقها وادواتها، وأن للثورة لغتها وقوانين فعلها الحاسم، دون أن يؤدي ذلك التقاطع الجزئي بين حسابات الطرفين إلى قطيعة وإفتراق كليين، وإلى خصم من رصيد وقوة الثورة.
النقلات بالسياسة أو بمنطق ثورة التغيير الجذري للنظام، ستتلازمان وصولاً إلى نقطة الحسم النهائية، وبهكذا إدارة متعددة الوسائل موحدة الهدف، يمكن إجهاض مخطط السلطة لصناعة أدوات متصادمة محتربة في ساحات الاعتصام السلمي.
نحن خبرنا آلاعيب السلطة، وجربنا ميلها الدموي ومنزعها القائم على المغامرة وفق قاعدة: إما كل شيء أولا شيء، من هنا يمكن الاكتشاف المسبق لأوراق مناوراتها المتتالية:
الصيغة الملتبسة لبند فض الاعتصامات، سيضاعف من دمويتها في التصدي المجنون وبالقوة لشباب الثورة، وسترهن التزامها في تنفيذ سائر بنود الإتفاق، بإنهاء تجمع الحشود الثائرة، وبتصفية فاعلية هذا العامل الضاغط، وفي حال تحققه فليس هناك ما يجبر الحكم على التنحي.
هاجس الثورة الشعبية، لا يقلق النظام وحده، هو هاجس مشترك يؤرق الأنظمة الاستبدادية المتماثلة، وبالتالي (فإن) الخلاص من موضوعة التغيير بقوة الدفع الثوري الشعبي يلبي مخاوف الحكام الخليجيين. من هنا ربما جاءت هذه المبادرة منحازة شكلاً وموضوعاً إما لبقاء الرئيس، وإما لإعادة إنتاج نظام الرئيس لذاته باسماء ولبوس مختلفة، ولم تكن ثورة الشعب حاضرة إلا لجهة إحتواء مفاعليها وتأثيراتها، داخل الوطن وخارج حدود الوطن، ولعل ذلك القلق المشترك بين النظام اليمني وصائغي المبادرة هو ما جعل إنهاء الاعتصام بنداً ثابتاً، لم تنجح أسئلة اللقاء المشترك سوى انتزاع تطمينات، وهي قطعاً أقل من الضمانات المدرجة بنداً في نصوص الإتفاق.
إجمالاً المناورات الدموية للسلطة جلية للعيان، من تكثيف غاراتها المسلحة على ساحات الإعتصام، وحتى تصويت البرلمان بـــ«لا» فوق على إستقالة الرئيس. أما الأهم من إنكشاف السلطة، فهو إبداع الثورة السلمية لأدواتها، والحفاظ على وحدة وتراص صفوفها، والتفكير في كيفية ابتكار هبتها العظيمة القادمة والحاسمه.
المعارضة تلعبها سياسة، والشباب يصوغون حلمهم خطاب ثورة، وبين الاثنين نتمنى أن تبقى العلاقة حارة، غير حارقه لجسور الإمتداد والتواصل، ويبقى للاثنين الانتصار هدفاً مستحق الإنجاز، وإسقاط النظام غير قابل للإرجاء، أو التقطيع أو الإجتزاء.
مالم فلن نلعن النظام لخديعتنا، بل سنلعن أنفسنا للوقوع ثانية ضحايا لخديعة ذات النظام، لسنوات طويلة، ولمرات متعاقبه
__________________
ثوره
ثوره
ياجنوب
جمهورية الجنوب العربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس