الأخ الكريم نسل الهلالي
أشكركم على تفضلكم بنقل هذا الموضوع القيم للأخ عبده النقيب ، وهو لاشك موضوع شائك ومعقد ، يحمل في ثناياه قضايا كثيرة ،يستحق كل منها بحث أو دراسة مستقلة ، وليعذرنا الأخ الكاتب لعدم الدخول في تحليل الموضوع ، إذ اعتدنا فيما نكتب على الوجبات الخفيفة والسريعة ، ولذلك وعلى سبيل الاجتهاد لا أظن أننا قراءنا تاريخنا بما يكفي ، فالتأصيل والتبرير للكاتبين، لا يتصلا بالمقدمات التاريخية والسياسية الحقيقة، الجغرافيا ثابتة أما الهوية والانتماء فقابلة للتبدل والتجدد ، في الجغرافيا وجدت العربية الجنوبية والجنوب العربي بمدلولات سياسية وتاريخية مختلفة ، الجنوب لم يكن جنوبا ولا الشمال شمالا ، ويمن اليوم ليست يمن الأمس ، وحضرموت اليوم بوضعها السياسي والجغرافي ليست هي حضرموت في حقبة الستينات من القرن الماضي ، بالنسبة للجنوبيين تكمن المشكلة بالهوية لا بالوجود ، حيث كان الوجود قائما لفترة تاريخية و لكن الهوية لم تتجذر بعد ، وفي ذلك سر التخبط والضياع . الوقائع التاريخية لا يمكن تركيبها أو تفصيلها من الناحية الموضوعية وفقا للمواقف السياسية ، وحتى اليوم لا توجد بين أيدينا أي محاكمة علمية للتاريخ السياسي والاجتماعي للجنوب ولليمن بشكل عام . ولذلك تبقى آرائنا وتصوراتنا مرتبطة بالمواقف السياسية ودرجة ونوعية الثقافة المكتسبة والوعي والخبرات والتجارب الشخصية . تحياتي
|