حوار جنوبي مفتوح لم ينتهي بعد
لا زال الكثير يشتكي ويتساءل في السبب عن عدم قدرة ابناء الجنوب في الخروج بقياده موحده للثورة الجنوبية سوى في الداخل او في الخارج كان هذا الامر ولازال يؤرقني ويؤرق الكثير لأسباب وتخوفات كثيرة تراودني اقلها الخوف من فتنة جنوبية جنوبيه في حال لم يدرك البعض اهمية هذا الجانب وتقديم الوطن والثورة فوق المصالح الفردية والحزبية والمنطاقية المقيتة ، حاولت بمبادرة شخصية فتح حوار عسى ان اجد مخرج ما والتعرف عن قرب حول تحفظات الاطراف المختلفة وسبب تمترسها حول مواقفها ....؟ والبحث عن نقاط التقاء معينه قد تكون وسيله لبناء اساس لاصطفاف وطني على اساس ان هناك قيم ومسلمات كثيره قد نتفق عليها من باب ان الاخفاقات المتعددة التي راودت الثورة الجنوبية قبل الاستقلال من الاحتلال البريطاني وما بعده والى هذه اللحظة كفيله في أدراك اسباب ومسببات نكسات الجنوب المتتالية وبالتالي الحوار واستحضار الماضي للتدليل في قراءة مواقفنا ونقاط الضعف والقوة كفيلة بالاتفاق والخروج بأسس وخطوط حمراء توافقية مرضية وتلبي طموحاتنا ولا يحق لأي طرف تجاوزها باعتبار ان الاختلاف في الفروع امر ايجابي يقوي مواقف الاطراف المختلفة وقد يساعد في تحقيق الهدف ويؤسس ثقافه جديدة يعتمد عليها كل الطيف الجنوبي في صناعة الحاضر والمستقبل .
ان اشكاليتنا كجنوبين هي اشكاليات تراكمية خلقت عدم ثقة بين اطراف الطيف الجنوبي المختلفة وقد تكون هناك من التحفظات ما يمكن استيعابها وهناك ما لا يمكن استيعابه على اساس ان بعض هذه التحفظات والعقبات بنيت على تحليل غير دقيق ولا يمت للحقيقة بصلة وبالتالي الحوار والنوافذ المفتوحة والوقت وبذل الجهود كفيل بتجاوزها نعم بعد حوار مستفيض وهادا اتفقنا على الآتي .
اتفقنا على ان ما يحدث في الجنوب هوا احتلال بكل ما يعنيه من كلمة وأن الماضي هوا سبب في ما نحن فيه من نكسه حقيقية وبالتالي ان المستقبل مبني على اساس الاعتراف بأخطاء الماضي وقدرتنا على القراءة الدقيقة في كل الجوانب على اساس معالجة عدم الانفتاح وفتح الابواب المسدودة لحوار جنوبي جنوبي وبالتالي اشراك الجميع في الحوار والعمل ، والقرار ، والبناء ، لإعطاء الصورة الحقيقية لما هو قادم وتجاوز بالفعل والعمل الإشكاليات الموجودة وبما يلبي طموحات الكل .
اتفقنا على ان التسامح والتصالح هوا امر مقدس وركن رئيسي لتحقيق ما يحلم به ابناء الجنوب وركان اساسي لانتصارنا على من يصادر حقوقنا وبالتالي أن الترويج لهذا المشروع اعلامياً أو أدعاء الالتزام به لا يكفي ولا يحقق القرض من التصالح والتسامح اذا لم يتم تحويله من شعار الى ممارسة حقيقية ملموسة للكل ، وأن استخدام هذا الشعار من قبل طرف معين لتحقيق اهداف سياسية هو جريمة لا يمكن قبولها باعتبار ان هذا العمل يضر ويضعف وينهي ثورتنا ويؤسس ارضية غير صحيحة تشكل عقبه جديدة وحقيقية لكل الطيف الجنوبي ويضاعف تراكمات وجب تجاوزها كأسس وركيزة لتحقيق الهدف .
اتفقنا على ان تحقيق مكاسب سياسية سوى على مستوى الداخل او الخارج وبما يخدم تطلعاتنا مشروط في مدى قدرة الجنوبين على البسط على الأرض وكسب الرائي العام الجنوبي وتعاطفه وايمانه بقضيته العادلة ولن يتم هذا الا عبر استقطاب كل الاطراف في المشاركة الفاعلة في العمل والقرارات والتمثيل العادل والفاعل وبالتالي ان نقاط قوت المطبخ السياسي الجنوبي ونجاحه مشروطه في مدى قدرة الجنوبيين على ادراك ابعاد قضيتنا وتعقيداتها والعمل المنضم المؤسساتي على كل المستويات وهوا الضامن الحقيقي والوحيد لتحقيق مكاسب سياسية على كل المستويات .
اتفقنا على ان التشكيك والتخوين المتبادل بين الاطراف المختلفة هوا امر غير صحي وله سلبياته الكارثية على القضية وعلى ثقافة الجنوبيين في التعامل مع الخلافات الجنوبية ومع الرائي والرائي الأخر على اساس ان بناء الثقة المطلوبة بين القوى الجنوبية المختلفة يعتمد على كيفية استيعاب الاختلافات واعتبارها امر اعتيادي سببه تراكمات متتالية ، وهوا بنفس الوقت مؤشر خطير لما هوا قادم وعامل اعاقه حقيقية لمستقبل الجنوب والقضية الجنوبية وأن قفل ابواب الحوار وعدم الانفتاح على الأخرين قد يكون سبب رئيسي في تبني البعض لمشاريع قد لا تتواكب مع سقف مطالب الشارع ويزيد ويؤكد تخوفات البعض ، وبالتالي التخلص والقضاء على هذه السلبيات هوا مسئولية ابناء الجنوب عامة على اساس ان الوطن للجميع وهناك من الامور الكثيرة ألأنجع والأكفأ فعل لتجاوز الاختلاف والتباينات.
اتفقنا على أن نظام صنعاء وثقافة غالبية القوى السياسية المختلفة في الشمال تنضر للجنوب على اعتباره مكسب حقيقي للشمال وان الجنوب جزء لا يتجزأ من الوطن الام أي "اليمن" ويتم تعبئة الشارع الشمالي على هذا الاساس وبالتالي وجب الحفاض على الوحدة لما لها من ابعاد جيوسياسية واقتصادية ومتنفس للشمال يصعب تعويضه ومن غير المقبول التفريط بهذا المكسب من وجهت نضرهم مهما كانت فداحة التضحيات ، وأن مطالب الجنوبيين في استعادة دولتهم هوا امر مرفوض قطعا وأن تقديم التنازلات على اساس اعادة رسم الوحدة كطرفين معادلة جنوب وشمال هوا امر كذلك لا يمكن قبوله لأنه قد يكون مقدمه لمحاذير تراود الطرف الشمالي وبالتالي ان القاعدة تقول ان الطرف الشمالي يعتمد على المناورة ومحاولة تقزيم قضيتنا والالتفاف عليها بكل الطرق وتفريق أو افشال أي مشروع يوحد الصف الجنوبي وسوف يستخدم كل الطرق لتحقيق مكاسب على حساب الجنوب والجنوبيين ووئد القضية الجنوبية او أي مطالب قد تكون مقدمه لاستعادة مكتسبات تحققت لهم في ضل الوحدة وسوف يتم الاستفادة من أي ظواهر لنقاط ضعف معينة تصيب الجنوبيين .
نعم هناك الكثير من الجوانب العامة الأخرى الكثيرة التي توافقنا عليها وهي كثيره ولا يسعني كتابتها الأن حتى لا يطول الموضوع على القارء العزيز اما النقاط التي لم نستطع الاتفاق عليها نوجزها في التالي :
بما اننا ندرك جميعنا ان ثقافة التسامح والتصالح هوا ضمن استراتيجيتنا ومتفقين عليها جميعا كأساس وركيزة حقيقية لتحقيق ما نصبو اليه اذا ماهي الوسيلة لتحويله من قول الى فعل وعمل ملموس في ضل ان هناك اطراف تتهم قوى في استخدام هذا المشروع الكبير بما يتواكب مع استراتيجيتها فقط وبما يخدم مصالحها وكمشروع سياسي لتحقيق مشروع سياسي اخر في اطار ضيق وبما يتواكب مع توجهات فريقها او فصيلها وقراءتها لكيفية تحقيق الهدف الجنوبي ..... ؟؟ وبالتالي ان افراق المشروع من محتواه رقم اهميته كركيزة اساسية لتحقيق المصالحة الوطنية الجنوبية الكاملة هوا امر يستحق التوقف امامه لما له من تداعيات تعطل أنجاز مشروع وطني متكامل وبما يلبي طموحاتنا وعليه وحتى نكون صادقين مع بعضنا نحن لم نلمس أي توجه حقيقي او فعل يثبت لنا حقيقة التصالح والتسامح واننا أي قوى الاستقلال ندرك ونؤمن ان ابداء حسن النية من قبل الطرف الأخر تبدى في اشراك الاخرين بالفعل وحق الرفض او القبول على اساس تمثيل فاعل ومتوازن في اتخاذ القرار .
الجانب الأخر بما ان كل الأطراف تدرك خطورة التخوين والتخوين المتبادل ونتائجه السلبية على تحقيق الهدف وبالتالي المستقبل فما هي الجوانب العملية للقضاء على هذه الظاهرة ؟ وبما اننا ندرك ان تسلسل العمل واولوياته ( كخريطة طريق ) هي امور حتمية تحقق وتؤسس لما بعدها من نقاط وتعالجها فما هوا سبب تهرب البعض على العمل لإنجاز وثيقة ثوابت وطنية يوقع ويلتزم بها الجميع وتكون اساس لحل الاختلافات وتفتح وتشرع حق الاجتهاد في الوسائل لتحقيق الهدف بما لا يتعارض مع هذه الثوابت لذا معرفة سبب التهرب والتنصل من ذلك هوا امر يستدعي الوقوقوف امامه لمعرفة سبب هذا التهرب المستمر.
كذلك نحن ندرك جميعا تعقيدات المرحلة والتناقضات الموجودة وتباعد الاطراف الجنوبية المختلفة مع تراكمات الماضي الجنوبي وانعدام الثقة ، وعدم حلها وتجاوزها كذلك طريقة فهم الشماليين لقضيتنا وتعاملهم مع الاطراف الجنوبية المختلفة ومحاولة اضعاف قدرة الجنوبيين على تحقيق الهدف عبر الترقيب والتهريب وهام جرا من الطرق ........وعليه ومن باب الانصاف لبعضنا اليس من حق الجنوبيين طرح رؤيه ملزمه تؤمن لهم تخوفاتهم وشكوكهم في ضل عجز أي طرف في الاستحواذ الكامل على الشارع الجنوبي وبما ان الجنوب لكل الجنوبيين وحت ندحض أي اتهامات او تخوفات او شكوك من هنا وهناك لذا ان اتفاقنا جميعا على ان أي طرف لا يملك حق ادعاء انه من يملك الحقيقة او التمثيل لذا وجب اعتراف الجميع ان الشعب الجنوبي هوا فقط الممثل الوحيد وصاحب الشرعية الوحيدة وبالتالي ان أي مشروع يتبناه أي طرف لا يأخذ بعين الاعتبار وكشرط اساسي اولوية استفتاء الشارع الجنوبي الواضح والصريح منفردا ودون التفاف بالقول نعم او لا لأي مشروع سياسي يتناول القضية الجنوبية أو يكون جزء منها وعلى اساس ان نعم هوا القبول ولا هوا الرفض قبل اقراره ويكون ملزما للطرف الشمالي بخيار الشعب الجنوبي وبضمانات واشراف دولي دون ذلك أي مشروع او اجتهاد يستبعد موافقت او رفظ الجنوبيين هو جريمة جديده تضاف للجرائم السابقة التي حلة بالجنوب ويحاسب مرتكبوها على اساس انهم تجاوزوا كل الخطوط وبالتالي يتم محاسبتهم لخيانتهم لشعبهم ووطنهم الجنوبي .
هناك من النقاط الاخرى التي تم الخلاف عليها قد نسردها لكم لاحقاً
وللبقية حديث
محمد السعيدي