[عمقيان]

للأسف أن اتجاه فك الارتباط بزعامة الرئيس البيض قد وجهت له ضربات مؤثرة خلال الفترة الماضية من قبل تيار الرئيس العطاس وعلي ناصر، و جاءت ثورة الشمال على حساب حراك الجنوب لتعزز المكاسب السياسية والميدانية للزعيم العطاس ومشروعه الفيدرالي ، وسيتكون في الظروف الراهنة تحالف سياسي عريض بزعامة السيد العطاس وعلي ناصر ومعهما محمد علي احمد وصالح عبيد والهيئة الوطنية ومجموعة القاهرة من القيادات القديمة ،والعديد من القيادات والكوادر الاشتراكية الأخرى والذي كان بعضهم من اتباع الرئيس البيض ، هذا التحالف العطاسي الذي يحظى بدعم السعودية ومباركة أمريكية أوروبية ، يتم بتنسيق وثيق مع المشترك في الداخل والعناصر الجنوبية الموجودة في السلطة ألان ، ولا يستبعد أن ينظم أليه لاحقا عبد ربه منصور واتباعه، وسيكون هذا التيار مدعوما بمجموعات الحراك المحسوبة على الهيئة الوطنية وقطاع لا بأس به من المجلس الأعلى للحراك ، المؤيدين لعلي ناصر والعطاس ومحمد علي . وكل مكونات النظام السياسي القائم وأطراف المعارضة في الشمال ، ولهذا فأن نشوء مثل هذا التحالف سيؤدي لا محالة إلى حل قضية الجنوب في إطار الوحدة ،وبأي صيغة يتفق عليها ،حدها الأعلى الفيدرالية بعدة أقاليم ، وموضوعيا نحن الآن إمام تيارين سيتنازعا تمثيل الجنوب ، ولن يكون هناك أي مجال للوصول إلى حل وسط بينهما ، طالما وان التيار الاستقلالي لم يتمكن من اتباع التكتيكات المناسبة التي تحقق في النهاية الهدف الاستراتيجي ، ومنح الطرف المتردد والمتمسك بالوحدة ،الفرصة للانقضاض عليه وعلى تضحيات شعب الجنوب المنكوب . ومن المؤكد أن الأقدام على مثل هذه الخطوات الانفرادية ، ستعمق من حالة الانقسام القائم وستؤدي إلى أضعاف موقف الجنوب وستصبح المشكلة جنوبية جنوبية ، وستولد بالنتيجة حالة من التجاذب والاستقطاب في الداخل بخبرات المدرسة التأمرية القديمة وتأثيراتها الواضحة في العديد من هيئات ومكونات الحراك . تحياتي