عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-29, 09:30 PM   #1
عبدالسلام بن عاطف جابر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-14
المشاركات: 896
افتراضي أيها الشعب أفق إنهم يتآمرون عليك في القاهرة و صنعاء

أيها الشعب ألا تستفيق ؟

كما هي طبيعة الخلق , إذا أخطأ المرء ألزمه ذلك الأعتذار أو تحمل عاقبة خطأه . لكن إذا تكرم الطرف المجني عليه , فعفى قبل الأعتذار , كان ذلك منتهى الكرم عملاً بقوله تعالى ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) . و في هذه الحالة يلزم الجاني أن يعترف بالجرم أو الخطأ , و أقل الأعتذار عدم العودة إليه .

فإذا أصر الجاني في غيه و ظلمه , فيجب على المجني عليه , الأخذ على يد الظالم , و عدم العفو عنه , فالأخذ على يد الظالم المتمادي المنكر للحقيقة واجبٌ شرعي , قبل أن يكون واجباً أخلاقياً , و كما يقال في المثل ( من أمن العقوبة أساء الأدب ).
ولا يختلف إثنان على طول الجنوب و عرضه , في أن الحزب الأشتراكي كان لعنةً على الشعب الجنوبي على مدى سنيين , فأهلك الشعب الجنوبي , ثم أهلك نفسه , فهو كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ماتأكله . لكن الطامة الكبرى ليست في الحزب كتنظيم فقط , بل كأيدلوجية فكرية زرعت في عقول البعض , فهم بها يعيشون أكانوا في الحزب أو خارجه .

و هاهم بقايا قطيع الحزب الاشتراكي المنظوين تحت إللغاء مشترك ( اللقاء ) , قد تحالفوا مع سلطة صنعاء فألقوا القضية الجنوبية , بموافقتهم على بنود المبادرة الخليجية التي تفننت في اللغة لتحتال على قضية الجنوب , و تجعل التحالف بين السلطة و المعارضة نهجاً ضد الجنوب و إن لم يذكروا ذلك . و يعتقدون أننا لا نفهم ما في السطور و مابين السطور و ما تحت الطاولة . و الأسوء من ذلك أن بقايا القطيع الحزبي لا تستحي من قول مالا تفعل , فصدق فيهم الله تعالى ( إِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) . و من يسمعهم في المنابر الأعلامية سيصدقهم و لكن إذا راقب ما يفعلون سقطت الأقنعة و انكشف له الغطاء .

إن الحد الأدنى من الأعتذار للشعب الجنوبي يا بقايا القطيع , أن تتمسكوا بمطلب حل القضية الجنوبية حل عادل بما يرضي أبناء الجنوب , في السر و العلن , فإذا لم تمتلكوا الجرأة أن تقولوها أمام الوسيط العربي فكيف نثق فيكم و متى ستقولونها ؟ , لكنكم لم تتمسكوا بالحد الأدنى .

أما الرؤساء الورق , فقد كانوا أقبح و أسوء , فقد صمتوا سنييناً على الآلام الشعب , و كأنهم ليسوا السبب في ذلك , لا بل لا يعنيهم . فإذا لملم الشعب شتاته , و نفض عنه غبار العاصفة , و شفيت جراحة , و عاد إلى الساحة يقول لبيك الله ثم لبيك يا وطني , و بدأ بثورته السلمية . ظهر علينا الرؤساء الورقية من جحورهم , يتكالبون على قضيتنا كما تتكالب الأكلة على قصعتها .

و هم جميعاً في الخارج تتوفر لهم الحماية الدولية و القانونية التي لا تتوفر لكل الناشطين الجنوبيين , و الحد الأدنى المطلوب من مثلهم أن يطالبوا بمطالب الشعب و المحددة بتقرير المصير و الأستقلال بموجب القوانيين الدولية . لكن مع الأسف نجد أن الطبع غلب التطبع فهم علي حالهم من المؤامرات للوصول إلى السلطة و لو كان ذلك على حساب الشعب .
فالأول ركب موجة الاستقلال دون أن يقدم لها شيء , سوى بيانات هزيلة و مقابلات أكثر هزالة , و لا يقبل الحوار معهم إلا إذا وقعوا له أنه رئيس الجنوب , و الثاني يرد على أحد سلاطين الجنوب قبل سنتين فيقول له بكل صفاقة ( هل تستطيع أن توفر لي الراتب الذي يوفره لي علي عبدالله صالح و أنا مستعد للخروج و أعلان موقف ) , لكن الرئيس اليمني كان أكثر منه خدمة للقضية الجنوبية فقطع عنه الراتب , و لسان حاله يقول , بأمثالك سأسقط القضية الجنوبية , فأخرج و قل ماتشاء لا ردك الله . أما الثالث و هو أكثرهم دهاءً , فأقل ما نصفه به أنه من أصحاب المذاهب الباطينة (درزي) التي تقدس بعض أجزاء الجسد إلى درجة العبودية , فهو يسعى إلى أفشال الحراك الجنوبي , للوصول إلى دولته المنشودة في جزء من الجنوب و ليس الجنوب كاملاً , بل يسعى إلى إبقاء الجنوب على حاله .


لكن المحزن أن تسمع هتافات من بعض الأبواق في المهرجانات الجنوبية من يقول ( البيض و العطاس بايرجع حتماً , وبايرجع علي ناصر ) عجباً لأمرك أيها الشعب , ماذا قدموا لك بالسابق و ما الذي تتوقعه منهم , و قد قال الشعراء الكثير مما معناته ( إذا كان الغراب دليل قومٍ .... فإين الخير من وجه الغراب )

إن مايجب أن تهتف به أيها الشعب المجاهد و نسيته أو أنسوك هؤلاء , أن تقول ( هذا وطنا ورب العرش بايرجع , حتماً , و بايخرج حسن باعوم )



ناب بن عاطف جابر
عبدالسلام بن عاطف جابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس