تحليل إخباري
فرصة كبيرة للمناورة أمام الرئيس اليمني قبل التنحي آخر تحديث:الثلاثاء ,26/04/2011
يعني قبول الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الشفهي للمبادرة الخليجية بشأن نقل السلطة في اليمن بدء العد التنازلي النهائي لحكمه الممتد منذ 33 عاما لكنه يترك له مجالا لا بأس به للمناورة .
وتقضي المبادرة الخليجية باستقالة صالح خلال 30 يوماً من توقيع المبادرة، لكنه لم يوقع عليها بعد كما لم يوافق عليها بشكل كامل قادة المعارضة الذين يخشون الحيل التكتيكية بعد انهيار ما كاد ان يكون اتفاقا الشهر الماضي .
وقال شادي حامد المحلل في مركز بروكينغز في قطر “صالح يجيد شق صف المعارضة وهناك خوف حقيقي من ان يحاول ويجد سبيلا للبقاء باستخدام أي عدد من الذرائع، وجود اتفاق لا يعني بالضرورة انه سيرحل بسهولة” .
ويعتقد عديد من المحللين بأن صالح مازال يفكر انه قادر على الاستمرار في الرئاسة حتى نهاية فترته في سبتمبر عام ،2013 كان أداء صالح بارعاً خلال الاسابيع الأخيرة بتنظيم المظاهرات الحاشدة المؤيدة له والتأكيد على انه لن يتنحى إلا وفقاً “للشرعية الدستورية” وهي عبارة توحي بأنه قد يبقى في الحكم لعامين قادمين وحتى انتهاء ولايته الرسمية .
وقال خالد الدخيل استاذ العلوم السياسية السعودي “صالح سياسي ذكي وهو يريد البقاء في السلطة حتى ،2013 هذه هي خطته . لاحظ إنه قبل المبادرة الخليجية في اطار الدستور . هذا يعني إنه يستسيغ فكرة انه دستورياً له الحق في البقاء حتى نهاية فترته . “وقال الدخيل ان السعودية وهي من كبار الدول الداعمة اقتصادياً لصالح يجب أن تواصل الضغط غير المعلن عليه اذا أرادت أن يسلم السلطة هذا العام .
وأضاف “نحن لا نعرف بالفعل مقدار الضغط الذي وضع على صالح لكن يبدو انه غير كاف” .
وقال المحلل السياسي اليمني عبدالغني الأرياني ان صالح يتعرض في الوقت الحالي لضغوط شديدة كي يوقع الاتفاق . واستطرد “اذا لم يلتزم بالتوقيع فلن يتمكن من الفرار من الضغط الدولي الذي قد يصل إلى الحظر الجوي والضغط الاقتصادي” .
ويتفق المحللون على ان توقيع صالح للاتفاق سيعني تجاوز عتبة مهمة لكن سيبقى هناك مجال للمناورة .
ولغة المبادرة الخليجية غير واضحة فيما يتعلق بما اذا كان على المحتجين المعتصمين بالآلاف قرب جامعة صنعاء منذ مطلع فبراير/ شباط انهاء اعتصامهم . ومن الممكن ان يستغل صالح استمرار الاحتجاجات لتفادي الاستقالة امام البرلمان الذي يهيمن عليه أنصاره . وهؤلاء سيخسرون كثيرا من خروج صالح وربما يرفضون استقالته ويطلبون منه البقاء . كما تتيح نافذة الأيام الثلاثين التي تبدأ بمجرد توقيع الاتفاق فرصة قوية لتصاعد العنف مع تنافس كل جانب على المناصب أو لسعي صالح إلى شق صف المعارضة .
وسوف تسمح له المبادرة الخليجية التي يبدو انه قبلها بتعيين رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الجديدة على الرغم من انه سيكون من حزب معارض كما ان حكومته ستتكون بشكل رئيسي من أحزاب المعارضة . ويضم ائتلاف المعارضة اشتراكيون جنوبيون لهم تاريخ طويل من المعارضة لصالح وإسلاميون كانوا حلفاء له لكنه يجب الا يغفل وجهات نظر الناشطين الشبان الذين ظهروا كقوة جديدة في السياسة اليمنية .
لكن شخصية عربية مقربة من صالح تحظى بثقته طلب عدم الكشف عن هويته قال إن صالح يستعد بصدق للتنحي لكنه يناور كي يضمن ان يخرج من المسرح وفقاً لشروطه .
وقال المصدر “هو يعرف ان وقته انتهى لكنه كائن سياسي وسوف يواصل المناورة حتى يشعر انه في المكان الذي يريد ان يكون فيه” .
وتلعب المكانة دوراً كبيراً في هذه الأزمة . فقد أشرف صالح على توحيد اليمن شمالاً وجنوباً عام ،1990 وكسب حرباً أهلية ضد الانفصاليين في الجنوب عام 1994 وقال من قبل إنه لن يرحل إلا بكرامته .
وعلى الرغم من تصعيد السعودية والولايات المتحدة من ضغوطهما على صالح خلال الاسابيع الأخيرة إلا انهما ابتعدتا عن اهانته بمطالبته علنا بالرحيل الفوري .
وقال المتخصص في الشأن اليمني جريجوري جونسن “لا تتصوروا ان هذا عد تنازلي بأي شكل . هناك حديث عن فترة 30 يوماً لكن لم يتضح حتى متى تبدأ هذه الفترة، الكثير يمكن ان يحدث في اليمن في 30 يوماً” . (رويترز)
http://www.alkhaleej.ae/portal/bd02c...28995956c.aspx