عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-21, 12:24 PM   #21
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

أحمد علي عبد الله صالح...
آخر مشاريع التوريث السياسي في اليمن

يشير اليمنيون إلى العميد أحمد علي عبد الله صالح (40 سنة) قائد قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص على أنه واحد من الأسباب المباشرة لانتفاضة الشارع اليمني الذي انخرط في ثورة شبابية مناهضة للتوريث ومطالبته بإصلاحات سياسية، سرعان ما تحولت نتيجة العنف الذي جبهت به إلى المطالبة بإسقاط النظام المستمر منذ 33 سنة.
بدأت أزمة التوريث في اليمن قبل سنوات لكنها تحولت تحديا كبيرا أمام القوى السياسية في المعارضة مع اتجاه الرئيس علي صالح إلى إقرار تعديلات دستورية من طريق مجلس النواب استهدفت بصورة مباشرة ما درج المسؤولون في حزب المؤتمر الحاكم على اعتباره "تصفير العداد" في لغة بالية تشير إلى إلغاء المادة الدستورية، التي تحدد فترة ولاية الرئيس وتركها مفتوحة ضمن تعديلات أخرى كانت على صلة وثيقة بمشروع التوريث.
هذه الخطوة لم تكن سوى الحلقة الأخيرة في سلسلة بدأت مع خوض العميد أحمد غمار السياسة بفوزه الكاسح في انتخابات مجلس النواب ما قبل الأخيرة عن الدائرة 11 في أمانة العاصمة صنعاء، والذي عدّه البعض جزءا من سيناريو التوريث استهدف إيجاد أرضيه مدنية لوريث العرش القادم.
وعلى نقيض التجارب في الجمهوريات والملكيات العربية الأخرى، كان مشروع التوريث في اليمن مختلفا لأنه واجه منافسة قوية من داخل الأسرة الحاكمة وخصوصا من أبناء العم الراحل محمد عبد الله صالح وكذلك من اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية، بلغت ذروتها خلال الحروب الأخيرة التي خاضها الجيش مع المسلحين الحوثيين.
وخاض الرئيس اليمني سلسلة مواجهات مع قادة الجيش المنافسين في سلسلة أزمات لم تكن بعيدة من حملات تصفية القادة العسكريين أو إضعافهم لمصلحة تمهيد الطريق أمام نجله، وتخللتها عمليات إزاحة لكثير من القادة الذين كانوا يشكلون مصدر تهديد لمشروع التوريث بالتوازي مع فرض توسيع نفوذ نجله على المفاصل المؤثرة في المؤسسة العسكرية والأجنحة الموالية في المؤسسة الأمنية والمؤسسات المدنية. وإذ شهدت السنوات الأخيرة إقصاء قسريا للعديد من مراكز القوى العسكرية المناهضة لمبدأ التوريث، فقد سجلت صعودا لافتا لعدد من الوجوه المعروفة بولائها للعميد أحمد في رأس المؤسسة العسكرية والأمنية، ناهيك بالمواقع المدنية الرفيعة في الحكومة والبعثات الديبلوماسية.
حظي العميد أحمد، بمكانة عسكرية رفيعة بعيد حصوله على شهادة عليا في علوم الإدارة من الولايات المتحدة ثم الماجستير من المملكة الأردنية الهاشمية في العلوم العسكرية، وبدأ حياته العسكرية في قيادة القوات الخاصة ثم قاد قوات الحرس الجمهوري، ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى كان قد وضع يده على 27 لواء عسكريا تنضوي تحت مظلة قوات الحرس الجمهوري فضلا عن القوات الخاصة المعنية بملف الحرب على الإرهاب انسجاما مع رؤية والده بسهولة كرسي الحكم للطرف الممسك بزمام القوة العسكرية.
لم يقتصر الإعداد لمشروع التوريث على الحضور العسكري، بل شمل كذلك بناء قاعدة من المؤيدين في مراكز القرار، وحظي المقربون من الابن بتعيينات في الكثير من الوزارات والسفارات، حيث تولوا مناصب رفيعة وكان لهم دور فاعل في التأثير على الأداء السياسي وخصوصا في قطاع الإعلام والسلك الديبلوماسي.
وطوال سنوات، ساعدت شخصية العميد أحمد التي عرفت بالهدوء والحزم والرؤية الجديدة المختلفة عن رؤية والده في السياسة والاقتصاد، وفي بناء شبكة علاقات واسعة مع العديد من الشخصيات العسكرية والمدنية وخصوصا الذين ساعدهم في تولي مناصب قيادية في مؤسسة الجيش والأمن وفي الحكومة، وزاد ذلك نشاطاته الإنسانية ضمن مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية التي طغى نشاطها في سنوات قليلة على كل مؤسسات العمل الخيري في اليمن إلى دعمه بعض النوادي الرياضية كنادي التلال، ورعايته الكثير من النشاطات الثقافية والاجتماعية والشبابية.
وعلى رغم النفوذ الكبير الذي تمتع به في السنوات الأخيرة والذي وصل إلى حد تعيين وزراء ووكلاء من الدائرة المحيطة به، فان حاله اليوم لا يختلف عن حال غيره من ورثة الحكم في مصر وليبيا إذ يرى كثيرون أن مستقبله السياسي سقط كليا.

صنعاء - أبو بكر عبدالله
([email protected])
http://www.annahar.com/content.php?p...main&day=Th u
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس