روتا قصة توقيف أربع طبيبات في مسيرة ليلة الثلاثاء
طبيبتان لـ "الخليج": اعتقلنا في معسكر الأمن المركزي وهددنا بالقتل آخر تحديث:الخميس ,21/04/2011
صنعاء - وهيب النصاري:
1/1
أفرجت القوات الحكومية اليمنية في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء عن أربع طبيبات يمنيات بعد ساعات من اعتقالهن في معسكر الأمن المركزي خلال المظاهرة التي شهدتها العاصمة صنعاء مساء الثلاثاء راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى .
وقد قامت قوات أمنية تابعة لكلية الطيران الحربي بحجز الطبيبات اللواتي كن يقمن بمهامهن الإنسانية لإسعاف المصابين إثر القنابل الغازية والاعيرة النارية التي استخدمتها قوات الأمن المركزي ضد المتظاهرين، ومن ثم نقلن إلى معسكر الأمن المركزي للتحقيق معهن دون مبرر قانوني .
وتحدثت الطبيبتان تسنيم علي الوافي ولميس محمد سعيد ظافر ل”الخليج” عن تفاصيل ساعات الاعتقال بمعسكر الأمن المركزي بعد حجزهن قرب كلية الطيران والتحقيق معهن . قالت نسيم: “خرجنا من ساحة التغيير مع أدواتنا الطبية الخاصة بالإسعافات الأولية لمصابي الغازات السامة مع المسيرة السلمية التي توجهت صوب شارع الستين وكنا أربع طبيبات وتراجعنا للخلف بعد قيام قوات الأمن المركزي بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الغازية وخراطيم المياه صوب المتظاهرين” .
أضافت إن استخدام القنابل الغازية المفرط صوب المتظاهرين أثر عليهن مما جعلهن يدخلن شارعاً فرعياً لكثافة وقوة الغازات، مشيرة إلى أنها وجدت مع زميلتها لميس العشرات من الشباب والجنود المصابين، واشارت إلى انهن قدمن المساعدة الضرورية للمصابين إلا أن البعض منهم كانت حالته خطيرة ويحتاج للنقل إلى المستشفى الميداني . وقالت: “وجدنا شخصاً يمتلك سيارة عرض علينا المساعدة، فنقلنا الجرحى إلى سيارة ذلك الشاب الذي يدعى خليل، لكن الطرق إلى المستشفى الميداني كانت كلها مغلقة ومحاصرة من قبل القوات الأمنية والبلطجية” . واشارت إلى ان حراسة كلية الطيران الحربي اوقفت السيارة ووجه الجنود أسلحتهم باتجاهها بغرض إدخالها إلى المعسكر باعتبار ان السيارة اختطفت أحد جنود الأمن المركزي، وقالت “رفضنا دخول الكلية مما جعلهم يقومون بمحاصرة السيارة وتهديدنا بالقتل بتهمة أننا نريد اختطاف الجندي” .
وأوضحت تسنيم أنهن قمن بعملهن الإنساني بمعالجة المصابين كافة ومن بينهم بلطجية وجندي من الأمن المركزي أحضره زملاؤه إليهن . قالت: “حاولنا أن نشرح لهم أن عملنا إنساني وإننا نقوم بإنقاذ المصابين والجرحى من دون جدوى، بل أنهم وجهوا صوبنا أسلحتهم وتلفظوا علينا ألفاظاً سيئة” .
وبعد رفضهن دخول الكلية قام عشرات الجنود بأخذ بعض الشباب المصابين واعتقالهم في الكلية وسحب الجندي المصاب ومحاصرة السيارة حتى جاءت الشرطة النسائية وأخذت الطبيبات إلى معسكر الأمن المركزي مع الشاب مالك السيارة وتم التحقيق معهن لعدة ساعات محاولين اتهامهن أنهن مع المعتصمين، وقالت : “أخذوا كل واحدة في غرفة وحققوا معها بتوجيه أسئلة مستفزة، مثل كيف يتم تنظيم المظاهرات؟ ومن ينظمها؟ وماذا تعملون بالمستشفى الميداني؟ وغيرها من الأسئلة المستفزة غير المبررة”، مبينة أنه أثناء التحقيق معهن كانوا يرعبوهن من خلال تحريك أسلحتهم صوبهن، وقالت “لقد خفنا عندما أخذونا إلى معسكر الأمن المركزي ولكن هذا سيزيدنا إصراراً على الاستمرار بأداء مهامنا الإنسانية هنا بساحة التغيير” .
وتضيف الطبيبة لميس ظافر: “لقد وضعونا تحت الإقامة الجبرية وأرعبنا جنود كلية الطيران عندما حاصروا واعتقلوا بقية الشباب وتعرضنا لتهديدات ومضايقات، وبعد ساعات من حجزنا أخذونا إلى معسكر الأمن المركزي وكانوا يوجهون لنا أسئلة مستفزة منها اتهامنا بأننا نريد قتل الجندي”، مشيرة إلى أنه أثناء التحقيق تم التفريق بين الطبيبات .
وزادت قائلة إن القوات الأمنية أخذوا منهن أجهزة الهاتف النقال والمعدات الطبية وكافة المستلزمات الشخصية ومنعن من الاتصال بأسرهن لتطمينها . وبعد ساعات من التحقيق حتى ما يقارب الحادية عشرة ليلاً وبعد تهديد شباب الثورة بساحة التغيير بالزحف إلى الأمن المركزي في حال لم يتم الإفراج عن الطبيبات اخلى سبيلهن بعد التوقيع على الأقوال واخذ تعهدات . وقالت: “عدنا إلى ساحة التغيير لنفاجأ بمئات المصابين” .
وختمت الطبيبة لميس “لقد عاملونا معاملة سيئة في بوابة كلية الطيران حينما وجهت صوبنا الأسلحة وتهديدنا، ووجهت لنا أسئلة أثناء التحقيق معنا بمعسكر الأمن المركزي أسئلة غير أخلاقية”، مؤكدة أنهن سيواصلن عملهن الإنساني في المستشفى الميداني بساحة التغيير دون خوف من أحد على حد قولها .
http://www.alkhaleej.ae/portal/73198...785cbca60.aspx