إشارة الى الرسالة التي وجهها الإخوة الأكاديميون الى السيد / علي سالم البيض أود الإحاطة الى النقاط التالية :
1 – نعم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت دولة ذات سيادة معترف بها دوليا ولكن ليس لها مقعد تمثيلي
في مجلس الأمن وإنما مقعدها التمثيلي كان في الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد لاحظت ان العديد لا يفرقون
بين العضوية في الجمعية العامة والعضوية في مجلس الأمن الدولي .
2 - ذكر موجهو الرسالة في البند ( رابعا ) من ان الجنوب العربي لم يكن يوما من الأيام دولة ذات سيادة لها
عضويتها في مجلس الأمن ؟؟؟ ( لاحظوا تكرار العضوية في مجلس الأمن ؟؟؟) وإنما كانت مستعمرة
بريطانية ,
فانني اقول نعم بان ذلك صحيح ومن قال ان الجنوب العربي كان دولة مستقلة وذات سيادة وعضوا في المحافل
الدولية ؟!!!!!
في الواقع كان هناك مشروع سياسي لتأسيس دولة الجنوب العربي والذي بداء التبشير به
منذ النصف الثاني من القرن الماضي وقد بذلت جهودا عظيمة في سبيل تحقيق ذلك وعلى رأس تلك الجهود نقل قضية استقلال الجنوب العربي الى لجنة تصفية الاستعمار من قبل القيادة التاريخية لرابطة ابناء الجنوب العربي , لكن التواطؤ البريطاني مع الجبهة القومية وقف حائلا ومانعا لتحقيق ذلك ( واعني قيام دولة باسم الجنوب العربي ) وحل بدلا عنه مشروع يمننة الجنوب العربي مع قيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ودون الرجوع الى الشعب واستفتاؤه .( تواطؤ بريطانيا في تسليم السلطة الى الجبهة القومية منفردة مخالفة بذلك لقرارات لجنة تصفية الاستعمار واللجان الفرعية والتابعة للأمم المتحدة .)
3 – وردت في الرسالة العبارات التالية ( الحقيقة ان مفهوم الجنوب العربي اصطلاحا سياسيا ذو صلة مباشرة
بالاستعمار البريطاني وفترة وجوده وسياساته ) انتهى الاقتباس .
وأود ان أوضح هنا الى ان مشروع الجنوب العربي مشروعا وطنيا برز الى الوجود كمشروع سياسي الهدف منه تحرير ما كان يعرف بمستعمرة عدن والسلطنات والإمارات والمشيخات من الاستعمار وتوحيدها في دولة واحدة بمسمى الجنوب العربي وقد كان ذلك في أربعينيات القرن الماضي من خلال تبني رابطة أبناء الجنوب العربي للمشروع والذي يشهد التاريخ لها ( أي الرابطة ) بأنها الرائدة والمؤسسة للحركة الوطنية الجنوبية حيث تأسست كحزب سياسي في ابريل 1951 وقد كان للفضل في تأسيسها شخصيات وطنية هم في الحقيقة يعتبرون حقا رواد الحركة الوطنية الجنوبية .
4 – من الواضح من خلال متابعاتي للحوارات والنقاشات والكتابات ان هناك خلطا قد يكون عفويا أو ربما
مقصودا بين مشروع الجنوب العربي كهوية سياسية معاصرة جامعة لعشرات السلطنات والامارات والمشيخات والمشروع البريطاني السياسي واقصد هنا الكيان السياسي ( اتحاد امارات الجنوب العربي ثم اتحاد الجنوب العربي والذي تأسس بقرار بريطاني في نهاية خمسينيات القرن الماضي )
__________________