[بوعمر]

إلى كل أبناء حضرموت


بإمكانكم التمعن في تعقيبات من تعدونهم أخوانكم في الجنوب المزعوم ، تمعنوا في أقوالهم وما تحمله من استصغار لكم ، أبداً لا يعتبرونكم غير اتباع لهوية ليست موجودة أصلاً ، هم يمنيين يريدون الخلاص من واقعهم البائس ليبقوا حضرموت في إطار مؤامرة التاريخ الكبرى التي توجت في الثلاثين من نوفمبر 1967م بإلحاق حضرموت بالدولة المسخ المذبوحة بأيدي أخوانهم في شمال اليمن عام 1994م ..

لقد مارسنا على مدار سنوات طويلة كل الأدوار الممكنة لعل وعسى أن تأتي بشيء يفضي إلى خير ، يستطيع كل المتابعين لمقالاتنا أن يرصدوا حديثنا إلى ما يمكن أن نجتمع عليه ، حاولنا بكل الوسائل الفكرية أن نمد إليهم أيدينا برغم كل إدراكنا التام أن التجربة الأولى التي قادها المناضل الحضرمي شيخان الحبشي يرحمه الله لم تؤدي في النهاية إلى شيء صحيح بل كبدت حضرموت الوطن والتاريخ والإنسان معاناة لا يمكن أن تصنف في التاريخ البشري فقد تجاوزت احتلال الأرض إلى إلغاء الهوية الحضرمية وإضطهاد الحضارمة من علماء وقبائل وتجار ومفكرين ، وعلى الرغم من كل هذا التاريخ السقيم مع هؤلاء حاولنا وكتبنا لتأطير الدولة التي يمكن أن تفي بشيء من المصالحة بين الظالم والمظلوم ...

لا نخفي أبداً أننا وحتى في كل المراحل الماضية كانت رغبتنا في استعادة الدولة ( الجنوبية العربية ) على اعتبارات سياسية منها استعادة المشروع السياسي الحضرمي الذي تآمر عليه الجهلاء في ستينيات القرن العشرين المنصرم ، في استحقاق مازلنا نتمسك بحقنا فيه فنحن أصحاب المشروع المتآمر عليه ، ولا يمكن أن نرتضي تسويات مرفوضة شرعاً تحت بند ما أسموه بالتسامح والتصالح ، هم يتسامحون ويتصالحون على مجازرهم هذا هو شانهم ، بينما لنا حقنا المنتهك منذ 1967م لن نرتضي مسامحة فيه إطلاقاً ، نعم رغبتنا في استعادة الجنوب العربي وتحقيق الهدف الفيدرالي هو تهيئة لمرحلة أخرى لتحقيق الاستقلال الحضرمي التام على أرضنا ، نحن جيل آخر نسعى لتصحيح التاريخ الحضرمي ونرفض التبعية لأي جهة كانت ...

لقد حاربونا أشد الحرب وأقساها ونحن نطالبهم بالجنوب العربي ونرفض كل ما سبق 22 مايو 1990م لأننا نعرف مقصدهم ويعرفون رغبتنا ، على مدار سنوات استأسدوا في منتدياتهم طردونا وجمدوا عضوياتنا ليس لشيء غير أننا نرفض أن نكون اتباع لأهوائهم ، وفي التاريخ وحده عضة ما بعدها عضة لمن وعى ، فكما تآمروا على شيخان الحبشي ها هم اليوم يتآمرون بعد أكثر من أربعة عقود على حسن باعوم فمنّ ذا سلمه إلى قوات الأمن اليمنية في الضالع ؟؟؟ ، ويمكن أن يتطلع الحضارمة إلى تهكمهم في الأصول الحضرمية وطعنهم وازدرائهم لأنهم لا يعتبرون حضرموت غير تابعة لمشاريعهم الواهنة ...

حديثي هذا إلى أبناء حضرموت فهم المعنيين وحدهم بحال وطنهم ، هؤلاء اليمنيين في الشمال والجنوب لا يريدون حضرموت بقيمتها التاريخية والفكرية بل يريدونها بقرة حلوب ومرجعية جغرافية لطموحاتهم السياسية ، لقد انكشفت كل حقائقهم معاً ، وعلينا أن نختار وجهتنا بتحرير أرضنا وتخليصها من رجسهم الذي تجاوز كل حد من الحدود ...

أن أخلاقنا لا تفترض العداوة لأحد من كان ، كيف لا ونحن مشاعل النور المحمدي إلى أقاصي الشرق الآسيوي فبنا وبفضل الله وحده علينا ومنته دخل إلى الإسلام ملايين البشر ، غير أننا لا نرتضي استباحة حقوقنا بهذه الكيفية التي عاصرناها جيل يعقب آخر ، ونحن قادرين بعون الله على تحقيق حياة أفضل لأجيالنا الحضرمية اللاحقة في أرضنا ومن خيراتها التي وهبها الله لها ، ومن قبل ثروات الطبيعة في اليابسة والبحر ، وهبنا الله تعالى صفاتنا الحميدة وأفكارنا الخلاقة ، هذه هي الثروة التي أثريننا بها الدنيا والتي بها نفاخر الأمم ...