عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-17, 08:43 PM   #7
احمد عمر بن فريد
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-05
المشاركات: 212
افتراضي

الأخ العزيز الاستاذ / بائع المسك
مداخلة كما قلت رائعة وغنية بالأفكار , وهي تنم عن وعي حقيقي وايضا حرص مطلوب على " قضية الجنوب " وعلى اللحمة الوطنية الجنوبية .
المشكلة يا عزيزي تكمن في اختلاف تصور لكيفية التعامل مع قضية الجنوب . فضية الوطن مابين مختلف الأطراف الجنوبية , فهناك من يرى ان الاعتماد على ( الخارج ) الاقليمي والدولي في الكيفية التي يرى فيها " حلا ممكنا " لقضية الجنوب هو لب الموضوع واساسه , وبالتالي فانه بموجب هذا النهج يجب على الجنوب ان يوكل امره بعد الله سبحانه وتعالى لرؤية هذه القوى . هذه النظرة او التصور او النهج وضعنا امام مفترق طرق في الداخل وفي الخارج وقسمنا بالتالي الى فريقين او قسمين :
1 ) فريق " الواقعيين " وهم الذين يؤمنون بهذا النهج . وهذا الفريق يطوع قضية الجنوب بحسب الرؤية الإقليمية والدولية والمتغيرات السياسية التي تطرأ على " قوى الاحتلال " والأمر من ذلك هي اشراك " قوى الاحتلال " في تصورات حل قضية الجنوب وهي قوى انتجت الاحتلال كحاجة وطنية مصلحية لا يمكن ان تفرط بها نهائيا كما راهن البعض للأسف الشديد .
2 ) فريق لا يؤمن الا بأن قضية الجنوب هي قضية وطنية جنوبية صرفة , لا يجب إخضاعها لتلك الحسابات الإقليمية والدولية لأنها لا تتفق مع " الحق الجنوبي " بموجب نظرتها لمصالحها في المنطقة , ويؤمن هذا الفريق ايمانا كبيرا ان " القوة السحرية " للجنوبيين تتمثل في اعتمادهم على شعبهم المؤمن بعدالة قضيته , وان زيادة قوة الجنوب كقضية سياسية تعتمد في الأساس على تحشيد هذا الشعب خلف قضيته الوطنية على الأرض .
هذا الانقسام الثنائي – ان صح التعبير – جعل قوى الاحتلال تجد لها مدخلا مفتوحا تجاه قضية الجنوب , باعتبارها بموجب نظرة المحتل " قضية وطنية " معترف بها ضمن القضايا التي يجب حلها (( على طاولة مستديرة )) كقضية صعدة مثلا .. وهي قضية " تؤلم " و" تؤرق " حميد الأحمر تماما كما تؤلم وتؤرق حسن باعوم على سبيل المثال .
هذا التباين والاختلاف كما قلت " اضعف " الحراك الجنوبي في الداخل وشتت قوى الخارج ولازال .. وآثاره لم تنتهي بعد . وهو المسؤل بدرجة رئيسية على طغيان صوت " اسقاط النظام " على صوت تحرير الجنوب في بعض الساحات الجنوبية تحت مبررات من هذا القبيل .
الآن ... يمكن اقتباس بعض ما كتبت بشكل عام تجاه الأنظمة العربية واسقاطه على الطرف الجنوبي المراهن على الأجندة الاقليمية والدولية وسياسة الأمر الواقع :

،
اقتباس:
أن تلك الأنظمة اتخذت من رصيد درجاتها العالية في الخضوع والانبطاح للغرب ومن قدراتها وإمكانياتها، وسيلة للعب دور مشابه للدور الغربي في المنطقة، على غيرها من الأنظمة الأقل حظوة لدى الغرب والأقل قدرات وإمكانيات، فصارت في قضايا كثيرة ممثل الغرب في مواجهة تلك الأنظمة.. بينما جميع الشعوب خارج نطاق الحسابات والرهانات .
وسيكون الأمر اكثر وضوحا باقتباس اعتراف (( الخارج )) الاقليمي والدولي بحقيقة ان (( الداخل )) هو اساس الحدث وصانع التاريخ وهو أمر نتفق معك فيه ايضا .


اقتباس:
استنفرت مراكز الرصد والتحليل والاستخبارات لإعطاء تفسير منطقي وعلمي لما يحدث ونتائجه وكيفية التعامل معه ومع نتائجه..الخ، كا ن ا لرد مختصراً وبسيطاً: ((الشعوب العربية تستعيد مكانتها ودورها وحقها الطبيعي الذي تتمتع فيه شعوبكم.. والحل هو تصحيح مفاهيمكم وأخطائكم السابقة، والوضع في حسابكم لاعب جديد في معادلة سياستكم الخارجية وأجندتها، والإسراع في الاعتراف به والتعامل معه ومحاولة تطويعه وترويضه من الآن وسحب غطاءكم عن أصنامكم السابقة..)) انتهى الرد
اذا نتفق معا – وياليت ان الجميع يؤمن بهذا – وفي حقيقة ما قلت :


ولكنني لا اعتبره خطأ فادح بحسب ما ذكرت ان نوظف مستجدات تداعيات اللحظة التاريخية لاثبات صواب المواقف السابقة لاتجاه معين !!وعدم صواب موقف الاتجاه المخالف له ..
في تقديري الشخصي ام هذه المسألة تعتبر مسألة هامة , ولا يجوز اهمالها .. والتطرق لها بتذكير الطرف الآخر بخطأ حساباته السابقة امر هام جدا , وهو في اطار " الحوار " العقلاني والمحاججة وبالتي هي احسن , وليس من باب " الاحراج " او " الحشر في الزاوية " .
احمد عمر بن فريد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس