المعارضة اليمنية تنفي علمها بمبادرة أمريكية وتتمسك ب “الخليجية” آخر تحديث:الأحد ,17/04/2011
صنعاء - صادق ناشر وأبوبكر عبدالله:
1/1
طغت قضية انتقال السلطة من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى نائبه على النخبة السياسية والشعبية على حد سواء، حيث أكدت دوائر سياسية يمنية استئناف جهود الوساطة الخليجية لحل الأزمة في اليمن بعد الجمود الذي واكبها خلال الأيام الماضية وفقاً لمقاربة خليجية أمريكية استوعبت ملاحظات سائر الفرقاء السياسيين حيال المبادرة الخليجية، بخاصة ما يتصل بالبند الذي اقترح تسليم الرئيس سلطاته لنائبه الحالي عبدربه منصور هادي، أو نائب جديد يصدر بشأنه قرار جمهوري تمهيداً لتنحيه خلال فترة تراوح بين أسبوعين وشهرين .
لكن قياديين في أحزاب المعارضة المنضوية في تكتل اللقاء المشترك نفوا تسلم أي أفكار جديدة من أي طرف، خاصة ما تردد عن تدخل أمريكي وأوروبي فاعل في الأزمة، وأكدوا أن البحث لا يزال يدور حول المبادرة الخليجية التي تسلمتها في 3 إبريل/نيسان الجاري .
وقال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني ل”الخليج” إنه ليس لدى المعارضة أية فكرة عن أية مبادرة مطروحة، سواء أمريكية أو غيرها .
وأوضح العتواني قائلاً: “لم نستلم أية مبادرات من أي طرف، وما لدينا حتى الآن هي المبادرة الخليجية .
وجدد العتواني تماسك المعارضة حيال الموقف السياسي بشكل عام وليس هناك أي انقسام، بحسب ما تردده السلطة، وقال ل”الخليج”: “موقفنا في اللقاء المشترك واضح من خلال الرد على المقترحات المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي في الثالث من شهر إبريل/نيسان، وهذه الرؤية كانت محل اتفاق الجميع” .
من جانبه استبعد الدكتور عيدروس النقيب رئيس الكتلة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني في البرلمان ل”الخليج” قبول نظام الرئيس صالح المبادرة الخليجية في إشارة إلى تصريحات الرئيس صالح الجمعة الماضي التي أكد فيها تمسكه بالسلطة، معتبراً أن “مؤيديه الذين احتشدوا في العاصمة صنعاء جاءوا لتجديد البيعة ومثلوا استفتاء شعبياً للشرعية الدستورية” .
في الأثناء قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبدالحفيظ النهاري إن ما يتردد اليوم بشأن المقاربة الأمريكية الخليجية لحل الأزمة في اليمن ليس ببعيد عن الإطار العام للمبادرة الخليجية التي أعلن عنها في الرياض في ختام الاجتماع الوزاري الخليجي، وأشار في تصريح ل”الخليج” إلى أن “الجزئية التي تتحدث عن نقل الرئيس سلطاته إلى نائبه أو تعيين نائب آخر في فترة زمنية معينة تستهدف استهلاك الوقت لأنها جزء من كل ينبغي أن يطرح على طاولة الحوار وليس قبل الحوار” .
وعن أفق الحل السياسي للأزمة في ضوء التصريحات الأخيرة للرئيس صالح التي أكد فيها تمسكه بالشرعية الدستورية ومطالب مؤيديه في البقاء حتى انتهاء فترة ولايته، يقول النهاري إن “التمسك بالشرعية الدستورية والانتخابية هو مطلب غالبية الجماهير اليمنية وهي كذلك مطالب المؤتمر الشعبي العام الذي يتمسك بهذه المرجعية، لكن ذلك لا يمنع أن يتوافق الجميع حول أجندة زمنية لتداول سلمي للسلطة عبر أداء مؤسسي وانتخابي يتم التوافق عليه ونحن لا نسد الأفق أمام الحوار أو إننا عدميون كما هي الأطراف الأخرى في عدم التفاعل مع مبادرات الحل السياسي، بل ندعو الجميع للحوار وكل شيء قابل للنقاش ولكن البداية ينبغي أن تكون صحيحة من طريق الأخذ بالخيار الديمقراطي والمؤسسي والانتخابي المبني على التوافق” .
ويقول سياسيون يمنيون إن الأيام الماضية شهدت تحركات أمنية على صلة بالتزامات اليمن في الحرب على تنظيم “القاعدة” أثرت إلى حد ما في الموقف الأمريكي من قضية بقاء الرئيس صالح أو تنحيه الفوري، ومنها تعليق الرئيس اليمني عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة منذ سنوات في إطار تنسيق يمني أمريكي، وهو ما انعكس على الأرض في التحركات التي شنها مسلحون من تنظيم القاعدة في محافظة أبين الجنوبية التي كانت مسرحاً لمواجهات بين الجيش ومسلحي التنظيم بعدما سيطروا على سلاح وذخائر من مواقع عسكرية أخلاها الجيش اليمني في مناطق عدة .
وكانت معلومات قد تم تداولها في الساعات القليلة الماضية عن وجود جدولة أمريكية للمبادرة التي قدمت من مدن دول مجلس التعاون الخليجي تقضي بحل الأزمة في البلاد خلال 30 يوماً، وأشارت إلى أن الاتفاق الذي أبرم بين الرئيس صالح وممثلين عن المعارضة المتمثلة في أحزاب اللقاء المشترك برعاية واشنطن يتضمن أن ينقل الرئيس صالح صلاحياته خلال الأسبوع بعد إصدار قرار بتعيين الدكتور علي مجور نائباً له، ومن ثم يعلن خلال فترة أكثرها شهر التنحي عن منصب رئيس الجمهورية مع تمتعه بضمان عدم ملاحقته قضائياً، كما تتضمن الجدولة مغادرة نجل الرئيس أحمد علي، قائد الحرس الجمهوري، البلاد برفقة ابن عمه عمار محمد عبدالله صالح رئيس جهاز الأمن القومي إلى جانب اللواء المنشق عن الجيش علي محسن الأحمر قبل إعلان الرئيس صالح تنحيه عن السلطة .
http://www.alkhaleej.ae/portal/89d68...c85c91792.aspx