بسم الله الرحمن الرحيم
بلاغ صحفي حول بيان أبناء الجنوب في صنعاء
أصدر أخواننا الجنوبيين في صنعاء بيانا أوليا ,وضحوا فيه تبنيهم للقضية الجنوبية انطلاقا من رؤيتهم المتقدمة إليها ,وشعورا منهم أن محاولاتهم في ردع الظالمين قد نفد ...وهم بذلك يجسدون ما ناضلوا من أجله طوال فترة وجودهم في صنعاء ,وهم يرون بألم كيف يقتل شعبهم بدم بارد وتنهب ثروته ,وكيف يساق رجاله ونساءه وأطفاله إلى السجون ,وكيف تحرق أسر بأكملها بفارات جوية وبصواريخ حديثة ,وكم حاولوا توصيل رسائلهم إلى نظام الاحتلال بالتي هي أحسن وبعد أن يأسوا من الوعود الكاذبة سواء كانت من السلطة هناك أم من المعارضة هناك ,واليوم يطالبون الجناة وأصحاب الضمائر الحية الاعتراف بوطنهم وهويتهم وفق المبادئ العصرية والإنسانية.
فقد حمل بيانهم ألفاظا تحمل مدلولا محددا "أبناء الجنوب" "القضية الجنوبية" "الشراكة" "الأرض والثروة".ثم أن البيان تبنى قضية لا يوجد في الوجود هذا أعدل منها ,قضية تمثل هوية شعب ونصير وطن...وهم بهذا البيان التاريخي لم يوصلوا رسالتهم إلى نظام هو أصلا في حكم المنتهي ,ولكنهم يوصلونها إلى المعارضة اليمنية التي تعمل جاهدتا إلى تجاهل القضية الجنوبية في خطاباتها وفي كافة وسائل أعلامها المنتشية مثل نشوة نظامها عام 1994م....وقد تكون محقه في نواياها لأنها معارضة لا تنتمي إلى الأرض الجنوبية.
وقد حدد البيان موقف أبناء الجنوب في صنعاء كامتداد للحراك الجنوبي السلمي وثقافته الرفيعة وأهدافه النبيلة ,وهذه كانت أول رغبة من رغبات شعبنا في الجنوب..فهذه الكوكبة من الكفاءات الوطنية سيكون لها أثر كبير في خدمة القضية الجنوبية والسير بها قدما نحو الاستقلال التام والسيادة غير المنقوصة.
وأنكم أخواني أبناء الجنوب في صنعاء تعلمون وكل علماء الإسلام والقانون الدولي والإنساني يعلمون ويقرون أن الوحدة لا تنتج إلا من عقد بين شعبين ,ولا يطلب من أحد الشعبين أن يكون تحت الاحتلال أو يقبل أن يعيش بدون وطن ولا هوية.ولم يحصل من الشعب الجنوبي ولن يحصل منه مثل هذا العقد أصلا.لذا كانت حرب 1994م وإعلان نظام صنعاء احتلاله للجنوب ,وهو احتلال باطل لا وجود له قانونا ,بل هو كان نتيجة من نتائج نظام صنعاء ينتهي بنهايته ,ولا يمكن أن يقبل شعب الجنوب عصابة احتلال أخرى.وأحزاب المشترك لم يكفيها أن يمنعوا نشر الحقائق عن نضال وتضحيات الجنوب الحقيقية بل تجاوزوا ذلك – من خلال خطابهم ووسائلهم الإعلامية التي تقودها قناة سهيل ,إلى تشويه تلك التضحيات.ونحن على يقين كامل أن هناك شر جديد مبيت للجنوب وبعون الله ستعد العدة له "وأن عادوا عدنا"...ولكننا نقول لهم ,لا تحلموا أن شعار "إسقاط النظام" الذي ساندناكم فيه سيكبت القضية الجنوبية.
واسمحوا لي أذا قلت أنه لا يزال "البيان"في حاجة إلى زيادة طرح الحقيقة فيما يتعلق بأهدافنا الوطنية.وإذا كانت الحملة الإعلامية والسياسية والتعبئة في الشمال ضد الجنوب ,قد جعلت الشعب في الشمال تحت سلطانها الآن ,كما جعلت أبناء الجنوب الذين لا يمتلكون إلا صحيفة واحدة"الطريق"عاجزين عن أسماع الرأي العام هناك صوت شعبنا الأبي والمكافح منذ سلبت أرضه عام 1994م...لأننا نريد أن نحدث شعب الشمال ونقول له:أن مطالبتنا بالاستقلال التام هو مطلب طاهر وشريف لا يشوبه تعصب ولا عداوة لأحد بأي وجه من الوجوه....ولو لا مشروعية هذا المطلب العظيم لما إرساء الحراك الجنوبي اللبنة الأولى للانتفاضة العربية الشاملة ضد أنظمتها الاستبدادية ,وأنتم تعلمون أن الحراك الجنوبي قدم أكثر من ألفي شهيد وجريح منهم نساء وأطفال ,وما يقارب من أربعين ألف سجين ,وهذه التضحيات ليس فيها شيء من العداوة للشماليين أنفسهم كشعب ,وإنما مصدره هو الإحساس الطبيعي لكل شعب في السيادة والحرية....أنها 17 عام من الظلم والقتل ,ولا نعرف هل ستكون مقدمة لأعوام قادمة كذلك ,ولكن على الكل أن يراجع حساباته ,فالجنوب قد رسم في تلك السنوات الدموية أسمه بأحرف من دماء وشرف وكرامة ,أعطاء لشعبنا الصابر ,المنتصر لا محالة سببا للشموخ والعزة.
ختاما:نحيي هذه الكوكبة الوطنية والتاريخية من أبناء الجنوب في صنعاء ,وعبرهم نقول لقناة "سهيل": إذا كان التكرار يعلم حتى غير الآدميين ,فمن المستهجن أن يكون البعض عاد ليكرر أوهام نظام صنعاء بالانتصار وتصفية القضية الجنوبية.فالنظام القديم قد تورط وغدا سيحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية على مئات الآلاف من الجرائم التي أرتكبها ضد الجنوبيين ,ولا نعرف من سيورط النظام الجديد؟ {أن من جرب المجرب كان عقله مخرب}...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي هيثم الغريب/عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي –مستشار رئيس المجلس الأعلى
14 أبريل 2011م