أطفال شهداء التغيير يرسمون اليمن الجديد بالألوان آخر تحديث:الجمعة ,15/04/2011
صنعاء - وهيب النصاري:
1/1
نظمت حركة “الوطن للجميع”، أول أمس الأربعاء، في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء، معرض رسوم لأطفال الثورة الشبابية السلمية، بمشاركة عدد من أبناء وأقارب الشهداء الذي قتلوا في بداية الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس عن الحكم .
وعرضت الحركة في خيمة المعارض بساحة التغيير، رسومات الأطفال المعبرة عن معاناتهم بعد فقدانهم آبائهم وأقاربهم في هذه الثورة الشعبية السلمية، حيث حاولوا رسم اليمن الجديد الذي يتخيلونه بعد سقوط النظام .
أوضح الفنان كمال شرف، رئيس لجنة التوعية المشرف العام على مشروع الورشة والمعرض، أن الهدف من المعرض توجيه رسائل عدة منها أن “هؤلاء الأطفال مشروعات حياة للمستقبل وليسوا مشروعات استشهاديين كما يروج البعض”، وقال شرف ل”الخليج”: “من خلال جعل الأطفال يرسمون نحاول أن نعطيهم فرصة الخروج من الصدمة التي تعرضوا لها بعد فقدانهم لآبائهم وأقاربهم” .
وأضاف رسام الكاريكاتير شرف، أن من خلال الرسم والألوان جاء الأطفال لكي يرسموا لنا تفاصيل اليمن الجديد، كونهم هم من يحق لهم أن يعبروا عن هذا الموضوع .
وعن مدلولات رسوماتهم التي عرضت في المعرض قال “إنها تعبر عن حالة من الرفض والصدمة الموجودة في داخلهم من خلال اهتزاز تلوينهم في بداية الورشة التي أعددناها الإثنين الماضي، وحاولنا بعدها رفع معنوياتهم ونتحاور معهم بأن آباءهم في الجنة، وأنهم ضحوا من أجلنا جميعاً لكي نعيش في بلد أحسن وأجمل، وبعدها بدأوا بالابتسام ومن ثم الرسم . ورأى أن هذا هدف عظيم وجميل أن ندخل الابتسامة إلى قلوبهم كونهم أكثر أناس يعانون وضحوا من أجل هذه الثورة، ثم بدأ الأطفال يتخيلون أباءهم الذين ضحوا من أجل اليمن الجديد، فمنهم من رسم العلم وفيه ألوان لماعة، وآخرون رسموا منازل ملونة ووروداً” .
وفي رأي الفنان كمال أن الفن من أرقى الوسائل لإخراج الإنسان من الصدمة أو الحالة النفسية التي يعيشها، لأن الألوان تخرجه منها وتجعله يتخيل أحلامه على الورق بشكل جميل ومتفائل، مشيراً إلى أن طفلة عندما شاهدت الألوان أمامها ابتسمت وقالت: “هذه الألوان كلها لي”، وهذا يعني أنها شعرت بالسعادة، وهو ما سعينا إلى تحقيقه في هذا المعرض، وأضاف قائلاً: “سنحاول عرض لوحات الأطفال التي رسموها للبيع ومردودها سيكون لأسرهم” .
خلق ابتسامة
وتحدثت رئيسة اللجنة التنظيمية للمعرض عبير إسحاق عن الأهداف التي سعت الحركة إلى تحقيقها لخلق الابتسامة على وجوه الأطفال، وقالت ل”الخليج”: “جعلنا أطفال الشهداء وأقاربهم يرسمون لوحات تعبيرية بسيطة بهدف إدخال السعادة إلى قلوبهم مع قيامنا بتوزيع ألعاب للأطفال” .
أضافت: “فتحنا حواراً مع الأطفال وحدثناهم عن مستقبل اليمن الجديد وأن دماء آبائهم وأقاربهم لن تذهب هدراً، بل إنها ذهبت من أجل الوطن وإثبات أن ثورتنا سلمية”، مشيرة إلى أن محتويات المعرض عبارة عن لوحات رسمها الأطفال وصورهم مع عرض فيلم للأطفال وهم يرسمون خلال الورشة التي أقيمت الإثنين الماضي .
من جهته قال الشاب محمد أحمد القباطي، العضو بإدارة المعرض، أن هدف المعرض هو كشف الجرائم التي يرتكبها النظام ورموزه من مجازر ضد أبناء الشعب . ويشير القباطي إلى أن المعرض الذي يستمر يومين ، يحكي عن الثورات العربية التي اندلعت في تونس ومصر وليبيا، وجزء منه يتحدث عن الشهداء اليمنيين، وقسم رسومات الأطفال وأعمال حرفية يدوية .
وكانت الحركة قد نظمت ورشة عمل الإثنين الماضي بمشاركة الأطفال من خلال جعلهم يرسمون ما يتخيلونه لإبراز معاناتهم بلوحات تعكس مدى حزنهم وفجيعتهم بفقدان آبائهم الشهداء، ويعبرون عن مفهومهم للحرية والوطن والثورة والحياة والمستقبل .
http://www.alkhaleej.ae/portal/9f96a...ff2818e9e.aspx