قلـــــم نشيـط جــــداً
تاريخ التسجيل: 2008-04-11
المشاركات: 154
|
دور المرأة الجنوبية في الثورة السلمية في حلقة نقاش بمركز قتبان للبحوث والدراسات الإست
مركز قتبان للبحوث والدراسات الإستراتيجية والتاريخية باعتباره متخصصا في دراسة تاريخ شعب الجنوب القديم والحديث والمعاصر, بين الفينة والأخرى يعقد ندوات وحلقات نقاش علمية حول موضوع معين يشترك فيها نخبة من الأساتذة والأكاديميين والمهتمين.
في يوم الأحد 10 أبريل 2011م عقدت بمقره الكائن في العاصمة عدن حلقة نقاش لتقيم دور المرأة الجنوبية في ثورة شعب الجنوب السلمية, وكان ذلك بحضور عدد من الأخوات المثقفات والناشطات الجنوبيات, وكانت محور النقاش الورقة البحثية الهامة التي تقدمت بها الأستاذة رشا العباس بعنوان (( تقييم موجز لمشاركة المرأة في الثورة السلمية الجنوبية)) وفيما يلي تلخيصا لأهم ما جاء في الورقة البحثية :
دور المرأة الجنوبية في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني:
في مقدمة الورقة البحثية استعرضت الباحثة الدور الذي اطلعت به المرأة الجنوبية في نضال شعبها ضد المستعمر البريطاني, وأوردت أمثلة حية كثيرة على مشاركة المرأة في النضال الوطني ومنها: انضمامهما إلى صفوف الحركة الوطنية الجنوبية بكل تياراتها السياسية المختلفة والنقابات المهنية , وقيامها بالمظاهرات السلمية في العاصمة عدن, ومدن الجنوب الرئيسية الأخرى, وتوزيع المنشورات, ونقل الرسائل , وإخفاء المناضلين, وتوفير لهم الغذاء والماء والإسعافات الأولية, ووصل دور المرأة الجنوبية ذروته بحملها للسلاح في المناطق الريفية. وقدمت نماذج من أسماء المناضلات الجنوبيات في فترة الكفاح المسلح 1963ـ 1967م.
مساهمة المرأة الجنوبية بعد الاستقلال:
تطرقت الباحثة إلى مساهمة المرأة الجنوبية بعد الاستقلال الوطني في مختلف مجالات الحياة, ونضالها المستمر من أجل ضمان حقوقها الدستورية والقانونية التي كفلت لها كثير من الحقوق لم تحصل عليها المرأة في أي دولة عربية, وفي مقدمة كل ذلك حقها في التعليم بمختلف مراحله. وحقها في العمل وتوليها للمناصب القيادية وعضويتها في مجلس الشعب الأعلى ( البرلمان).
تراجع دور المرأة الجنوبية بعد الوحدة المشئومة:
استعرضت الباحثة التراجع الكبير لمشاركة المرأة الجنوبية بعد الوحدة مع الجمهورية العربية عام 1990م, ولاسيما بعد احتلال الجنوب من قبل نظام صنعاء عام 1994م, وتنفيذ سياسة الخصخصة. بل التدمير لمرافق العمل والإنتاج في الجنوب, وتسريح العمالة الجنوبية بما فيها المرأة, واقتصر تواجد المرأة الجنوبية في أحسن الأحوال على مجال التعليم كمدرسة. كما أن تعليم الفتاة الجنوبية شهد تراجعا مخيفا حيث وصلت نسبة الفتيات خارج المدارس حسب الإحصائيات الرسمية تفوق 40% والحقيقة أن هذه النسبة تصل إلى 60% وكل ذلك بسبب سياسة الإفقار التي تعيشها الأسرة الجنوبية, مما جعل مواصلة دراسة الفتاة الجنوبية لمرحلتي الثانوية والجامعية أمر بالغ الصعوبة, أما مواصلة دراستها العليا ولاسيما خارج الوطن أصبح ضرب من الخيال. وكل هذه عوامل أثرت سلبا على نشاط المرأة الجنوبية.
مساهمة المرأة الجنوبية في ثورة شعبها السلمية:
أوضحت الباحثة رشا العباس, أنه بعد انطلاقة الثورة السلمية الجنوبية عام 2007م ساهمت المرأة الجنوبية فيها بدور ايجابي, حيث ظهرت على منصة ساحة الحرية بخور مكسر بعدن يوم 7/7/2007م وهي تلقي كلمة تأييد لمطالب المتقاعدين العسكريين الجنوبيين, ثم تواصلت مشاركتها في عدة أوجه ومنها حضور الفعاليات في مختلف مناطق الجنوب, والدفاع عن المعتقلين الجنوبيين, والدفع بأفراد الأسرة من الرجال للخروج إلى ساحات النضال السلمي, ورفع الروح المعنوية لهم ومساعدتهم على الاختفاء من بطش الاحتلال, وتقديم لهم الماء والغذاء وإسعاف الجرحى, ثم وصل الأمر إلى الخروج بمظاهرات نسائية في بعض المدن الرئيسية الجنوبية مثل الحوطة في لحج, وزنجبار في أبين والمكلا في حضرموت والغيظة في المهرة, وأقامت المرأة الجنوبية كثير من الاعتصامات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين, وتأتي في مقدمة ذلك أخواتنا المناضلات نساء المكلا والغيظة, اللواتي لا نستطيع إلا أن نقول عنهن أنهن كن ومازلن أشجع وأنشط نساء الجنوب في الثورة السلمية الجنوبية. ولهن منا التحية والتقدير . ومنذ انطلاقة الثورة السلمية استشهدن أربع نساء, وجرحن 17 امرأة. بفعل أعمال الاحتلال العسكرية والقمعية. وتم اعتقال العديد من الناشطات الجنوبيات.
الأسباب الرئيسية لضعف نشاط المرأة الجنوبية في الثورة السلمية:
مع أنه لا يستطيع احد أن ينكر مشاركة المرأة الجنوبية في ثورة شعبها السلمية الحضارية التحررية, غير أن دورها لم يكون بالمستوى المقارن بإرثها النضالي التاريخي المذكور أنفاً ومستوى وعيها التعليمي والثقافي ونسبتها السكانية كنصف لسكان شعبها, والاهم من ذلك عدالة قضية شعبها. وفي اعتقادنا أن هذا الضعف يعود إلى عدة أسباب أهمها:
1. طبيعة الهجمة الشرسة القذرة التي شنتها سلطات صنعاء والقوى الدينية الظلامية المتحالفة معها 1990 ـ 1994م بغرض تشويه سمعة وطهارة المرأة الجنوبية. وكل ذلك احدث ارتداد غير مبرر لدى الأسرة الجنوبية تجاه حرية المرأة الجنوبية.
2. تخلي الحزب الاشتراكي اليمني كممثل للجنوب في دولة الوحدة عن حقوق المرأة الجنوبية في دستور وقوانين دولة الوحدة. وتخليه عن قواعده الحزبية وجماهير شعبه بشكل عام في الجنوب وقواعده الحزبية النسائية بشكل خاص. وبالمقابل عملت الأحزاب المنطلقة من صنعاء على تشكيل وتوسيع قادتها الحزبية في الجنوب, وفي المقدمة في أوساط النساء الجنوبيات تحت ستار الدين أو للحصول على المصلحة المادية.
3. عملت سلطات الاحتلال منذ عام 1994م على تدمير أهم المرافق والمنشات الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي, وكلها مجالات كانت تساعد المرأة الجنوبية لتكون فاعلة في أسرتها ومجتمعها.
4. عشرون عاما من الاحتلال هي عمر الجيل الجديد في الجنوب, خلال هذه السنوات عملت سلطات الاحتلال على نشر الأمية في أوساط هذا الجيل, وسخرت وسائل إعلامها لنشر الروح الانهزامية والاحتقار لشعب الجنوب, ومحو تاريخه وهويته الوطنية, وإتباع سياسة إفقار منهجية جعلت الجيل الجديد من النساء كل أملهن الحصول على القوت الضروري, وانتظار ابن الحلال ليعزهن.
5. نقل كل العادات السيئة السائدة في محافظات الجمهورية العربية اليمنية التي يتم التعامل بها مع المرأة إلى الجنوب. فأصبحت وكأنها عادات جنوبية أو فرائض دينية.
6. انتقال مؤسسات دولة الجنوب من العاصمة عدن إلى صنعاء أصبحت مدينة عدن ذاتها كحاضرة للجنوب مدينة ثانوية أما عواصم بقية محافظات الجنوب أصبحت مناطق نائية. وهذا الأمر اثر على المرأة الجنوبية.
7. انطلاقة الثورة السلمية الجنوبية عام 2007م بدأت باسم جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين, ولم تمثل فيها كل فئات المجتمع بما فيها المرأة .
8. بعد تحول جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين إلى حراك سلمي شعبي جنوبي, حاول البعض تحويله إلى كيان سياسي أشبه ما يكون بحزب سياسي, وهذا ما يفقده القاعدة الشعبية العريضة, كما أنه لم يهتم ببناء منظمات المجتمع المدني الجنوبي بما فيها الكيان النسائي الجنوبي.
9. الحراك الجنوبي رغم انه سلمي تركزت معظم أنشطته النضالية في المناطق الريفية, ولم يستطع بشكل سليم التواجد في المدن الجنوبية الرئيسية وفي المقدمة العاصمة عدن, وكذا في الجامعات والمعاهد والمدارس, فالجيل النسائي الجديد موجود في هذه المواقع. لهذا دون أن تكون العاصمة عدن هي المركز الرئيسي لقيادة الثورة السلمية الجنوبية, وعواصم المحافظات هي مراكز قيادات الثورة السلمية. سيظل هناك خلل معيب, فثورة شعبنا حتى وإن كانت سلمية ليس بالضرورة أن تعلن هذه القيادات عن نفسها حتى لا تكون سهلة الاعتقال.
10. عملت سلطات الاحتلال على نشر روح التفرقة بين مواطني شعب الجنوب, ومع الأسف يتم الترويج لهذه الروح من قبل بعض مواطني شعبنا عن قصد أو عن غير قصد, ولاسيما تجاه بعض مواطني شعبنا في العاصمة عدن الذين تعود أصولهم الجهوية إلى الجمهورية العربية اليمنية بأنهم مسئولين عن صراعات الجنوب السابقة, وأنهم موالون لسلطات الاحتلال, وهذا عار عن الصحة المطلقة, وله تأثير سلبي كبير على مشاركة المرأة الجنوبية في نضال شعبها.
بعد أن انتهت الباحثة رشا العباس من تقديم ورقتها البحثية دار نقاش مستفيض بين الحاضرين, ثم قامت الباحثة بالرد على بعض التساؤلات, ولأنه من الصعب استعراض ما دار في ذلك النقاش اكتفينا بسرد موجز لمضمون الورقة البحثية, وعلى العموم كانت هذه الورقة محل تقدير الحضور جميعا. وقد أدار الندوة الأستاذ/ صالح شيخ مصهب, نيابة عن الأستاذ/ محمد الحميدي رئيس المركز.
|