عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-25, 05:34 PM   #2
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي مواصلة

على مستويات التغيير الرأسي الكرة الأرضية فإنك ستجد وحدة المحكمات الأصلية والأساسية في المخلوقات هم أنس وجن ودواب وأشياء جمادية وسائلة وغازية.. وستجد أيضاً وحدة المحكمات الأصلية والأساسية في القوانين الحسية والمعنوية والتي تحكم العلاقات بالنفي والإثبات والاتصال والانفصال والدخل والخرج والجمع والتفريق لهذه المخلوقات بتوافق وانسجام عجيب يتقرر بسببه حقيقة وحدة الصانع والفاعل والمؤثر دون ومن غير الحلول والاتحاد الذي وقع عند البعض بسبب هذه الوحدة التماثلية الكونية للخلق والأمر.
إن وحدة التماثل الكوني هذه تكشف لنا عن الحتميات الثابتة والمتماثلة في طبائع الناس واخلاقياتهم المجبولين عليها لا إرادياً والمجموعة في القلبيات والعقليات والنفسيات من حب وكره واستحسان واستقباح واشتهاء واستنفار، هذه الوحدة التماثلية بين المخلوقات والقوانين التي تسير عليها وبها وفيها والناشئة لوحدة الصانع والفاعل والمؤثر وهو الله سبحانه وتعالى تمكننا من تقرير قواعد القدرات الغير محدودة عندنا بفعل اجمال المفصلات المتشابهة إلى محكمات مجملة جامعة.
وحتماً سيترسخ مفهوم هذا الإجمال القولي السابق عند توضيحه بالأمثلة..

وحتماً سيترسخ مفهوم هذا الإجمال القولي السابق عند توضيحه بالأمثلة
المثال الأول - المحكمات المتماثلة في طبائع الناس الجبلية -
(الفراسة بالحتميات الكونية)
إن أكثر ما يشغل الذين يدرسون البرمجة اللغوية العصبية هو :
1 - الفراسة في التعامل مع البشر
2 - الوصول إلى القدرة الخارقة
وبتقريرنا لوحدة التماثل الكوني بين المخلوقات والقوانين التي تحكمها والمحققة لوحدة الصانع والخالق بعيداً عن الخلط والإلحاد والتعطيل بين ما ينبغي أن يكون لله وحده تعالى وبين ما يكون للمخلوق، سينكشف لنا أن الناس مهما أختلف المكان والزمان والحال الحاصل معهم فإن هناك حتميات تكاد تكون واحدة فيما بينهم، ونستطيع من خلال معرفتها معرفة جامعة وتقرير تقديرات وأحكام تساعدنا في فراسة العلاقة معهم.
ويجب أن تعرف بأن الجهات الأفقية التي ذكرناها سابقاً وكذلك المستويات الرأسية وهي:
1 - اليمين واليسار 1 - الأعلى
2 - الأمام والخلف 2 - الأوسط
3 - أمام اليمين وأمام اليسار 3 - الأسفل
4 - خلف اليمين وخلف اليسار
تحمل معاني تلك الحتميات الكونية للمخلوقات والقوانين بمثماثلاتها المتشابهة والمتعددة والمتنوعة.
أولاً جهة اليمين (اللين)
هل استطعت أن تكتشف بأن القاعدة الحركية المحكمة عند البشر تبين بأن اللين يغلب على الجهة اليمنى من أبدانهم فيكاد يكون كل البشر يتعاملون باليد اليمنى عند الكتابة والطعام والمناولة والسحب والدفع والإشارة ونحو ذلك، ودعك من الاستثناء الحاصل في الناس الذين يستعملون أيديهم اليسرى، إذ أن لكل قاعدة استثناء لا تلغي الحكم بالمحكمات المؤسسة عليها هذه القاعدة.
واللين ينقسم في طبائع البشر الحتمية إلى :
1 - لين حسي
2 - لين معنوي
ويكون إما
1 - لين محمود
2 - لين مذموم
وسنتناول لاحقاً الحديث حول الحسيات الظاهرية، لأننا معنيين هنا بالحديث حول المعنويات والمتمثلة بالقلبيات والعقليات والنفسيات وهي تكون كما يلي :
1 - لين قلبي محمود أو مذموم
2 - لين عقلي محمود أو مذموم
3 - لين نفسي محمود أو مذموم
1 - اللين القلبي المحمود
ويقصد به تحقيق العمل بركن اللين القلبي الحب من العطف والود والرحمة والمسامحة والعفو لمن يجب ويستحق هذا اللين الحبي كحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم وحب الوطن والوالدين والأصدقاء الصادقين والأصحاب الصالحين وحب المستضعفين والمساكين أياً كان جنسهم ودينهم ولونهم، فهذا لين حبي محمود.
2 - اللين القلبي المذموم
ويقصد به اللين الحبي في غير محله ومكانه وزمانه، كحب الفساد والخطأ وحب من لا يجب محبته من الناس والأشياء والأحوال.
* اللين العقلي
1 - اللين العقلي المحمود
وهو استحسان الأشياء التي ينبغي استحسانها عقلياً كالشرف والمروءة والرجولة والفتوة والعفة والنخوة... إلخ، بحيث يكون هذا الاستحسان العقلي مبني على أساس الاحترام باللين المحمود لعقليات الناس المتفاوتة والمتفاضلة بين النقص والكمال، فيلين صبغة الخطاب على قدر العقول المخاطبة ولا يستقبح هذا اللين المحمود، بل يحسبه عنده من المستحسنات العقلية في مخاطبة عقول الناس.
ويمكنك أن تقيس مدى لينك العقلي المحمود عند مخاطبة الأطفال ومدى احتمالك لأسئلتهم السطحية وتفاعلك للإجابة عليها دون ملل أو تضجر، ذلك أن كثير من الناس يستثقل مخاطبة الأطفال والإجابة على أسئلتهم السطحية والتي تميز عقلياتهم البسيطة، كما يمكنك أن تقيس مدى لينك العقلي المحمود عند مخاطبة العقليات من الناس ما هم دونك وإحتمال سطحياتهم وقشورياتهم العقلية دون تضجر.
إن النجاح يتحقق بعدة عوامل حسية ومعنوية قلبياً وعقلياً ونفسياً، وأئمة الناجحين كانوا يتميزون بتلك المقدرات الغير محدودة قلبياً وعقلياً ونفسياً بحيث استطاعوا قيادة الجماهير بمختلف تفاوتاتهم وتفاضلاتهم القلبية والعقلية والنفسية، والناس الذين لا يستطيعون سوى مخاطبة الناس بصبغة واحدة، ويرون أن الخروج عن هذه الصبغة في مخاطبة الناس هو انحراف عن جادة الرشد والصواب هؤلاء تغلب عليهم حرفية الفهم العقلي والقلبي والنفسي المقيدة بتلك الصبغة والتي يرون أنها صبغة محتكرة على اناس معينين ويجب على الناس فهم الحقائق فقط بهذه الصبغة وعن طريقها وهؤلاء عليهم أن يدركوا أن حرفيتهم هذه في الفهم والمعرفة ستقود إلى التقوقع والانقراض.
2 - اللين العقلي المذموم
وهو الاسترسال العقلي مع الناس في تفاهات السخف والقبح والوقاحة باسم اللين والملاطفة، ذلك أن الاسترسال في تفاهات السخف والقبح والوقاحة يستدرج صاحبه إلى الوقوع في الإزدراء من الناس والشماتة على وجه المسارقه والتدريج الخفي، فيصبح محل السخرية والاستهزاء والإزدراء والشماتة من قبل الناس وهو يحسب أنه على شيء من العقل واللطف.

* اللين النفسي
1 - اللين النفسي المحمود
أن تكون أحاسيسك ومشاعرك النفسية ترغب في الطيبات القولية والعملية والاشيائية كالنظافة والترتيب والتنظيم والتهذيب والتأديب والتزكية... إلخ, ولذا فأنك تجد أصحاب اللين النفسي المحمود على ذوق من الحسيات والمشاعر الذوقية في أقوالهم وأعمالهم وأذواقهم، فيعرفون بأثر الألوان وتمازجاتها على نفسيات الناس، فيختارون الألوان التي ترتاح إليها الأنفس ويصنعون الترتيبات المنسجمة في بيوتهم ومكاتب أعمالهم بتنظيم يبعث على الاستئناس والراحة النفسية، فيعرفون أين يضعوا هذه القطعة من الأثاث وأين يجعلون هذا النوع من الزينة، كل ذلك لتعزيز بواعث السعادة النفسية والهدوء النفسي.
2 - اللين النفسي المذموم
وهو لين يجعل الأحاسيس والمشاعر ترتاح بالمتناقضات العشوائية والمتعارضات المتعاكسة في الأقوال والأعمال والأشياء والترتيبات والألوان... إلخ، فتجد أصحاب هذا النوع المذموم من اللين ترتاح نفسياتهم للمخالفات في اللبس والذوق، فيختارون ألوان شاذة وترتيبات مزعجة وتهذيبات مقززة، باسم اللين النفسي والهدوء النفسي والراحة النفسية...واستغرب كثيرا حينما ارى من الرجال والنساء ممن يتذوقون الوان معينه وحلقات وقصات لشعورهم بشكل يبعث على التقزز وهم يحسبون انهم على حال ذوقي من الجمال....واستغرب من تلك المرأة التي تنجذب لرجل اشبه بالخنثى في ملبسه وقصات شعره..الخ.. واستغرب من الرجل الذي ينجذب للمرأة السافرة الوقحة في لبسها ومشيها و..الخ
ثانياً جهة اليسار (الشدة)
والشدة تنقسم في الطبائع الحتمية للبشر إلى :
1 - شدة حسية
وسيكون لنا لاحقاً حديث حول هذا الأمر.
2 - شدة معنوية
وتنقسم إلى :
1 - شدة محمودة
2 - شدة مذمومة
وهذه الشدة تكون في القلبيات والعقليات والنفسيات :
1 - شدة قلبية محمودة أو مذمومة
2 - شدة عقلية محمودة أو مذمومة
3 - شدة نفسية محمودة أو مذمومة
1 - الشدة القلبية
1 - الشدة القلبية المحمودة
ذلك أن من الناس ما تكون قلبياته شديدة كالحجارة، كما قال صلى الله عليه وسلم (إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة).
وهذه الشدة المحمودة في الرشد والحق والصواب مطلوبة في الإنسان ومنها ما هو جبلي ومنها ما هو مكتسب، وكذلك الحال لكل صفات المعاني المتعلقة بالجهات والمستويات المذكورة سابقاً، والإنسان عليه أن يحلل شاكلته الشخصوية الحسية والمعنوية ويكتشف جوانب القوة والضعف والنقص والكمال والزيادة والنقصان عنده، فيعمل على معالجة ومكاملة وزيادة الضعف والقصور والنقص حتى يصل إلى حسن القدرات الحسية والمعنوية الخارقة.
2 - الشدة القلبية المذمومة
وهي القساوة في الحب والكره وتنقسم إلى :
1 - الجمود العاطفي
بحيث تجد أن الإنسان لا يحب ولا يكره فلا يرحم ولا يعطف ولا يشتاق ولا يكون... إلخ.
2 - الشدة العاطفية القاتلة
أو كما يقولوا - ومن الحب ما قتل - فتجد أن من الناس ما تكون عاطفته قاتله في الحب والكره لنفسه أو للآخرين، فعندما يحبك بقتلك بحبه بالغيرة والاهتمام... إلخ.
3 - الشدة العقلية
1- الشدة العقلية المحمودة
2- وهي التمسك بالإستحسانات والاستقباحات العقلية المحمودة بشدة كالشرف والحقوق المشروعة والغيرة والمحكمات العرفية والأخلاقية والإنسانية والتي هي محل إتفاق بين العقلاء، وتجد الناس في هذا المقام طرائق شتى... ولعل الزعيم العربي صدام حسين والذي توفى وهو يرد الشهادتين احد ابرز ائمة هذا النوع من الشدة العقليه المحموده..رحمه الله تعالى
2 - الشدة العقلية المذمومة
وهي التمسك بالاجتهادات المبنية على أساس الاستقراء والاستنباط العقلي من النقليات كالكتب السماوية بشدة مذمومة تقود إلى التطرف والغلو والتتطع والتكلف، وأنت تجد من الناس من لا يقبل من النظر والسمع والحس إلا ما قلت به طائفته أو أحد أفراد طائفته وكأن العلم والفهم محتكر على طائفته مطلقاً.
3 - الشدة النفسية
1 - الشدة النفسية المحمودة
ذلك أن النفسيات لها سعة محددة عند البشر متفاوتة من حيث القدرة على تكلف المهام، والشدة النفسية المحمودة هي تكلف المهام ضمن سعة وحدود القدرة والطاقة والاستطاعة النفسية للفرد.
2 - الشدة النفسية المذمومة
وهي تكلف المهام في غير سعة وحدود الاستطاعة والقدرة والطاقة النفسية للفرد، وهي ما يسمى بظلم النفس.
ولعل في هذا الإجمال البسيط لجهتي اليمين واليسار ما يغني اللبيب على تشكيل نوع من الاحاطة بالمعاني الرائعة لوحدة التماثل الكوني لهاتين الجهتين، لننتقل إلى جهة الأمام والخلف وما تعلق بهما من معان أخرى.
3
جهة الأمام (الإقدام)
والاماميات تكون أيضاً حسية ومعنوية قلبياً وعقلياً ونفسياً وتكون:
1 - إقدام محمود
كالمسارعة والجراءة والسبق والنهضة والنجدة، حيث تجد من الناس من يغلب عليه أحوال مقام هذا الركن المحمود فتجده سباقاً ومسارعاً ومقداماً... إلخ.
2 - إقدام مذموم
كالتعجل والتهور والاندفاع، حيث تجد من الناس ما يغلب عليه العجلة والتهور والاندفاع المستعجل حسياً ومعنوياً وفي قلبياته وعقلياته ونفسياته.
4 - جهة الخلف (الأناة)
وهي تكون إما :
1 - أناة محمودة
كالتأني والتريث والحلم والمصابرة.
2 - أناة مذمومة
كالتراجع والفرار والتثبط والتخاذل حيث تجد بعض الناس من يغلب عليه أحوال هذا المقام الحسية والمعنوية والقلبية والنفسية.
5 - جهة أمام اليمين (الإقدام اللين)
وهو :
1 - إقدام لين محمود
والمتمثل بالمسارعة والسبق والجراءة والنهضة والنجدة اللينة واللطيفة والهادئة والمؤدبة... إلخ.
2 - إقدام لين مذموم
والمتمثل بالإندفاع والتعجل والتهور اللين بالخداع والمكر والكيد.
6 - جهة أمام اليسار (الإقدام بشدة)
وهو أيضاً
1 - محمود
كالمسارعة والمسابقة والنهضة والنجدة بقوة ورجولة ووضوح.
2 - مذموم
كالتعجل والتهور والاندفاع بوحشية وسبعية غوغائية.
7 - جهة خلف اليمين (الإناة بلين)
وهو ايضاً :
1 - محمود
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس