«ويكيليكس»: مخاوف خليجية من ازدياد نفوذ «القاعدة» في اليمن
علي صالح يجدد استعداده لحل أزمة تنحّيه «عبر الحوار»
مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومدنيين في تعز (أ ب)
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
| صنعاء - من طاهر حيدر |
جدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح امس، استعداده لحل الأزمة الراهنة المتعلقة بمسألة تنحيه عبر الحوار في الإطار السلمي وبعيدا عن أعمال «العنف والفوضى والتخريب»، في حين جددت المعارضة المتمثلة بـ»اللقاء المشترك» مطالبتها لعلي صالح بالتنحي عن الحكم فورا.
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) الى الرئيس قوله، خلال لقائه المستشار السياسي للأمين العام للأمم المتحدة جمال عمر، «نؤكد تمسك بلادنا بالنهج الديموقراطي التعددي واحترام حرية الرأي والتعبير وفي الإطار السلمي وبعيدا عن ارتكاب أعمال العنف والفوضى والتخريب».
وأشار علي صالح (وكالات) الى توجيهات مجلس الدفاع الوطني لكافة الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لجميع المعتصمين سواء من المؤيدين أو المعارضين.
وقال عمر إن «الأمم المتحدة تشجع على جلوس الأطراف اليمنية مع بعضها لحل هذه الأزمة في الإطار الداخلي وهم الأقدر على حل مشكلة وطنهم بأنفسهم وإزالة هذا الاحتقان الذي لا يخدم مصلحة الشعب اليمني».
وكانت المعارضة طالبت امس، من علي صالح «التنحي»، ودعت في بيان صحافي «الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه ومكوناته السياسية والاجتماعية الى مزيد من الصمود في مواجهة كل أساليب العنف والمراوغة».
وتوجهت المعارضة «بالشكر للأشقاء في دول مجلس التعاون وإلى المجتمع الدولي وإلى الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة، لوقوفهم إلى جانب الشعب اليمني وخياراته وباتخاذ خطوات أكثر جدية وحزم لحماية المجتمع المدني في اليمن الذي يتعرض للقتل والذبح والقمع».
وأشار «المشترك» إلى «ارتكاب النظام لجرائم القتل المتعمد وممارسة القمع والعنف تجاه المتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير في كل من تعز والمكلا والحديدة وعدن وصنعاء وسائر المدن، بالتزامن مع رفضه لمبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة».
في غضون ذلك، تظاهر عشرات الاف المناوئين للرئيس علي صالح، أمس، في صنعاء وفي كل من تعز واب (جنوب غرب) وكذلك في الحديدة. مطالبين المجتمع الدولي، «بالتحرك لوقف حمام الدم والعنف الذي تنتهجه الحكومة ضد المتظاهرين».
وقال أحد المتظاهرين منفعلا، «الرئيس علي عبد الله صالح لا يفهم إلا لغة الدم». وأضاف: «إذا ما كان المجتمع الدولي راغبا فعلا في وقف نزيف الدم فعليه التحرك».
وتأتي تظاهرات الأمس، بعدما أصيب المئات مساء اول من امس، عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغازات المسيلة للدموع والهراوات ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين.
وتحدثت الأنباء عن إصابة 400 على الأقل في أحداث الليلة قبل الماضية في صنعاء، كما أشارت إلى وجود أعمال عنف مشابهة في عدن في الشمال.
على صعيد آخر، قتل مسلحون من تنظيم «القاعدة» العقيد في الاستخبارات حسين غرامة. وقتل شخصان احدهما جندي واصيب اخرون بينهم ضابط في اشتباكات دارت ليل السبت - الاحد بين الجيش وعناصر مفترضة من «القاعدة» في بلدة جعار في المحافظة نفسها، حسب ما اعلن مسؤول امني محلي.
وكشفت منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة امس، ان 73 طفلا قتلوا خلال شهرين جراء تصاعد أعمال العنف، بمن فيهم ضحايا انفجار مصنع الذخيرة في محافظة أبين الجنوبية، الشهر الماضي.
وفي واشنطن، أظهرت برقيات أميركية كشفها موقع «ويكيليكس»، ان مسؤولين في قطر والكويت ومصر والسعودية، أعربوا عن مخاوفهم من ازدياد نفوذ تنظيم «القاعدة» في اليمن.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان التقييم الأكثر تشاؤماً جاء من ديبلوماسيين سعوديين قالوا ان «اليمن قد يشكّل بيئة أكثر جذباً للقاعدة حتى من أفغانستان وأنه تعرض لغزوة من التنظيم إلى درجة يمكن اعتباره المقر الرئيسي للقاعدة». ووصفت برقيات أرسلت عامي 2009 و2010، اليمن بأنه «بلد على وشك أن يصبح دولة فاشلة حتى قبل التظاهرات الأخيرة، وبأن الرئيس يستغل تهديد القاعدة للحصول على مساعدة خارجية لمكافحة الإرهاب يستخدمها أحياناً ضد أعدائه الداخليين، وبأن القاعدة تزدهر فيه خصوصاً في المناطق القبلية».
وحذرت البرقيات من تدفق متواصل لمقاتلي «القاعدة» إلى اليمن. واعتبرت ان مركز الجذب لـ «القاعدة» انتقل من باكستان.
كما قتل أربعة امس، في مواجهات بين «القاعدة» والجيش في محافظة أبين بينهم قيادي في التنظيم.
http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=11042011