مصدر مسئول في مكتب رئاسة الجمهورية يحاول رأب ما أفسده علي صالح في خطابه أمام جماهيره!!
يبدو أن الرجل انزلق كثيراً في حديثه وشعر أنه تورط في تصريحاته التي أطلقها أمام أنصاره في ميدان السبعين وراح مصدره المسئول يحاول لملمة ما بعثره فخامته في ساعة رحمانية!!
والغريب أن خطابه كان واضحاً بأنه يرفض المبادرة أو أي مبادرة أخرى ولكن هذا التراجع يأتي بعد "العين الحمرا" من الجارة السعودية التي شعرت بما يشبه "الإهانة" لجهودها .. وهذه العين الحمراء من الواضح أنها صدرت بعد الحديث الجماهيري الساخن لأن التراجع السريع عن التصريحات النارية كانت أسوأ من التصريح نفسه ..
فالتبرير بالاعتراض على حديث وزير خارجية قطر أمر مضحك ومبكي في آن معاً .. فالمضحك أن وزير خارجية قطر تحدث بـ "فحوى" المبادرة الخليجية ولم يقل أن هذه وجهة نظر "قطر" .. والاعتراض على هذه الفحوى معناه الاعتراض على المبادرة نفسها ..
والمبكي في الأمر : أن الترحيب بالمبادرة جاء سريعاً .. و رفضها أيضاً جاء سريعاً .. وعلى لسان نائب وزير الإعلام حيث وصفها بأنها تؤدي إلى انتقال غير ديمقراطي حد زعمه.. فكيف يتم قبول ورفض نفس المبادرة ولنفس الأسباب!! ؟؟
يبدو أن الرئيس تفهم معنى أن يقف أمام دول الخليج بموقف الرافض ويضعف موقفه بشكل دراماتيكي ولمعرفة ذلك حاول أن ينحو باللائمة على كبش محرقة جديد هو "قطر" وإن كان في حديثها وضع البيض كله في سلة واحدة ولكنه هذا الأمر لن يشفع له أمام الخليجيين الذين أتوا بهذه المبادرة ولم تكن مبادرة مجزأة أبداً بل هي مبادرة واحدة، كما أن أي من دول الخليج لم تعترض على تصريحات وزير خارجية قطر التي أطلقها من يومين لطمأنة المعارضة اليمنية ..
يبدو أن الخليجيين لم يفهموا الرئيس كما فهمه شعبه الذي نزل إلى الشارع فاعتقدوا أن المشكلة كانت في "الخروج المشرف" لفخامته وهو الأمر الذي عملت دول الخليج على تحقيقه وهو الخروج المشرف لفخامته وعدم مساءلته مستقبلاً .. هكذا اعتقدوا - ولكن تبين لهم أن الرجل متشبث بالسلطة ولا يبحث أصلاً عن مخرج مشرف ولكنه يبحث عن مخرج لأزمته مع شعبه بما يكفل له البقاء في السلطة .