عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-09, 12:01 AM   #4
حتاته
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2011-03-26
المشاركات: 142
افتراضي

يتفاوضون ويذبحون بعضهم

قصة الرحيل.. رحيل الزعماء السياسيين عن السلطة في اليمن.. تكشف عن فنون في التنحية والقتل غاية في الابداع.
فبعد يومين من مقتل رئيس اليمن الشمالي احمد الغشمي في تلك الرسالة الغامضة التي حملها مبعوث من الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين) وانفجرت حال استلامها، وفي السادس والعشرين من حزيران (يونيو) عام 1978 هرع (سالمين) الى حتفه حين وجّه منافسوه في القيادة الجنوبية رشقة قذائف مخطط لها من منطقة التواهي في العاصمة الى اجتماع كان يحضره في جزيرة صيرة القريبة مع فريق من انصاره، وكان الهدف من هذه المذبحة من رأسين، الاول، التخلص من سالمين واحلال فريق قيادي منافس محله (عبدالفتاح اسماعيل) والثاني، تشييع السؤال عمن قتل الغشمي الى مثواه الاخير ودفنه في قبر الرئيس الجنوبي المذبوح.
اما عبد الفتاح اسماعيل القيادي البارز الصاعد فقد تحدث عن تلك “ملابسات” الحوادث التي ابتدأت (ولم تنته طبعا) باغتيال الغشمي قائلا: “ بعد ان شعرنا اننا أمام مؤامرة وحالة حرب بين الشمال والجنوب، لم يكن بمقدرونا في المكتب السياسي ان نتحمل المسؤولية لوحدنا، فدعونا اللجنة المركزية الي اجتماع استثنائي طارئ في اليوم التالي.. وقلنا بصراحة انه امام هذا العمل المشين (اغتيال الغشمي) من الافضل ان يتنحي (سالمين) عن المسؤولية، وهكذا تم تنفيذ الفصل الثاني من الرحيل بقرار سياسي وقذيفة هاون من صنع روسي .
كان يلزم ان تشتعل الحرب الثانية بين الشطرين غداة اغتيال الغشمي لولا التداعيات الغريبة في رحيل سالمين (أولاً) ودواعي ترتيب شؤون الرئاستين الجديدتين في عدن وصنعاء (ثانياً) والضغط الاقليمي الذي اتخذ شكلا رادعا للجنوب ودعوة لضبط النفس للشمال (ثالثا) وتراجع المزاج المتطرف (الانتقامي) في كل من المؤسستين العسكريتين في شطري اليمن تحت وطأة المرارة الناجمة عن الاحداث الاخيرة، وربما بسبب حالة الترقب للقرارات المتوقعة بشأن مصير القيادات العسكرية (رابعاً).
لم يستمرهذا الاسترخاء طويلا، إذ تعافت عدن بالدعم السوفيتي متعدد الوجوه، واستقوت صنعاء بانحياز زعامات قبلية جنوبية اليها، وهكذا، ففي شباط (فبراير) عام 1979 اندلعت الحرب على هيئة توترات حدودية، وكأن رؤوسا اينعت في مكان ما وحان قطافها لكن، وقبل الرحيل الجديد، دخل جيشا الشطرين في وحل حرب استنزاف مرهقة لشعبيهما وبلديهما معا، على الرغم من اجتياح طلائع الجيش الجنوبي اراض واسعة وبلدات كثيرة في الشمال وصارت على مشارف مدينة تعز في الطريق الى العاصمة صنعاء.
في غضون ذلك فاجأ الرئيس الجنوبي (الجديد) عبدالفتاح اسماعيل المتابعين بقرار وقف الحرب والدخول في مفاوضات كان الرئيس الشمالي (الجديد) علي عبدالله صالح ينتظرها على احر من الجمر لترسيخ عوده الغض وتأجيل تصفيات الحساب الى وقت آخر.
قرار اسماعيل المفاجئ ربما جاء بعد نصيحة سوفيتية بوجوب التهدئة لكنه بالمقابل اثث المسرح للاطاحة برؤوس قيادية كانت تلتف حول (علي عنتر) وتعارض خيار التفاوض وتدعو الى تحقيق الوحدة اليمنية عن طريق”الحرب الثورية”.

وكلام مفيد.. “يجب أن تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الذين نعرفهم”.
فلوبير

التعديل الأخير تم بواسطة حتاته ; 2011-04-09 الساعة 12:12 AM
حتاته غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس