عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-09, 12:01 AM   #3
حتاته
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2011-03-26
المشاركات: 142
افتراضي

ماذا قال انجلز، وماذا فعل صدام؟


تنطلق الازمات اليمنية الدورية من نقطة غامضة ثم لا تلبث ان تشغل العالم بوصفها قدرا أو كابوسا، لكأن الهدهد لا يزال يخاطب سليمان حتى اليوم بالآية الكريمة من سورة النمل “أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بخبر يقين” بل ان فريدريك انجلز سجل ــ عن اليمن ــ منذ أكثر من مائة عام في رسالة الي كارل ماركس انه كان يكفي ان تنشب حرب مدمرة واحدة حتي يتم اخلاء البلد من سكانه، ووصف ما يحدث من اضطرابات غامضة هناك بالقول ان تدميرا مباشرا وعنيفا يجري الى درجة لا يمكن تفسيره الا بالغزو الحبشي.
لم تندلع الحرب اليمنية الاولى بالنيابة عن أحد، فقد كان الاستقطاب السياسي في كل من صنعاء وعدن، وتناحر الخيارات والطموحات ومصالح الشرائح، والتداخل القبائلي، وارث الماضي السياسي، كلها وراء غواية الحرب، غير ان العالم العربي كان منصرفا عما يحدث هنا الى جروحه والتباساته عشية حرب تشرين الاول (اكتوبر) ولم يبادر الى تطييب الخواطر حتى حلت الحرب بعد حادث اغتيال مشايخ ملكيين في ظروف غامضة.
من الحرب الى الحوار.. تلك هي العلامة اليمنية الفارقة في سفر الأحداث.. تقول الاعلامية اليمنية د. رؤوفة حسن بهذا الصدد” تتميز الثقافة الشعبية والسياسية المترسخة في اليمن بأنها ثقافة المفاوضات والصلح، اذ نجد ان التفاوض وجلسات المصالحة وحلول الوسط وهي صلب الاعراف القبلية التي سادت السياسة اليمنية القديمة ما زالت تمارس حاليا ولها اثارها على سلوكيتنا حتى الآن” .
ووسط ذهول المتابعين للاحداث اليمنية توجه رئيسا الحكومتين المتحاربتين، الشمالية محسن العيني والجنوبية علي ناصر محمد للتوقيع (هكذا دفعة واحدة) على “اتفاق الوحدة” وهو أول وثيقة وحدوية تمثل القاسم المشترك لمشروعين باسم القيادتين السياسيتين في صنعاء وعدن، وقضت بـ”قيام دولة يمنية واحدة يكون لها علم واحد وشعار واحد وعاصمة واحدة ورئاسة وسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة” غير ان مجلس الشوري في الشمال لم يصادق على الاتفاقية واضعا شروطاً جديدة ومقترحات بديلة لاحراج المتفاوضين في حين تخندقت الجماعة الثورية في قيادة الجنوب بخيارها العسكري وراحت تشكك بجدوي الوثيقة داعية الى اقامة وحدة “بين القوى الراغبة في تصفية الاقطاع”.
علينا ان نعرف ان كلا من العيني وناصر محمد كانا يمثلان الاعتدال في قيادتي الشمال والجنوب، وانهما نجحا في فتح مسار آخر في جدار الحوار المستحيل بين الطرفين، وهذه المرة في طرابلس الليبية، حيث تكللت جهودهما باصدار بيان وحدوي آخر، لكنه لم يحقق خطوات على الارض بالرغم من نجاحه في تهدئة الخواطر السياسية، ربما مؤقتا بانتظار ان تنكسر حلقة من حلقات الشد والجذب، وقد انكسرت فعلا.
ففي الشمال تحركت القوات المسلحة في حزيران (يونيو) عام 1974 من ثكناتها في اطراف العاصمة صنعاء صوب قصر الرئاسة المعروف باسم “قصرالبشائر” في قلب المدينة لتعلن سيطرتها على السلطة السياسية ووضع الرئاسة بيد المقدم ابراهيم الحمدي ومجموعة من قادة الألوية والاسلحة، وقد قطعت هذه الحركة الطريق على محاولة انقلابية اخرى كان ضباط صغار يعدون لها لصالح نظام البعث في العراق.
منذ ذلك الوقت بدأت اصابع صدام حسين (المالية) تجد طريقها السالك الى بلاد اليمن.

وكلام مفيد..
“التاريخ عبارة عن حروب ومزبلة”.
شابلن

التعديل الأخير تم بواسطة حتاته ; 2011-04-09 الساعة 12:11 AM
حتاته غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس