عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-08, 11:58 PM   #1
حتاته
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2011-03-26
المشاركات: 142
افتراضي اليمن.. قصة الرحيل الطويلة (1من8) 12 الف سنة حرب

إعادة نشر حلقات اليمن.. قصة الرحيل الطويلة 28 الف سنة حرب للكاتب عبد المنعم الأعسم و الذي أعاد نشرها موقع صوت العراق في سلسلة حلقات


اليمن.. قصة الرحيل الطويلة (1من8) 12 الف سنة حرب
عبد المنعم الأعسم


يكرر حكام الدول الذين «اينعت رؤوسهم وحان قطافها» المسرحية الكوميدية نفسها: المتظاهرون الذين يطالبون بالحرية واسقاط النظام بضعة آلاف ونحن نزيد على ملايين، ومن لا يصدق فان موعدنا صباح غد في الشارع.
في اليمن ثمة خروج شكلي على هذا المشهد المسرحي المسلي: نعم نترك السلطة ونرحل ، لكن لن نسلمها الى الاقلية، وموعدنا الحرب. ورحيل حكام اليمن عن السلطة هو تاريخ اليمن الحقيقي، من بلقيس ملكة سبأ حتى علي عبدالله صالح الذي اعد نفسه ليكون ملكا واعد ابنه لكي يصبح وريثا له. ففي القرآن الكريم، كما في السير الشعبية أو انتباهات المؤرخين، لم تنعم اليمن باستقرار الا ونزلت عليها نازلة الفتن، ولم تنصرف الى البناء الا وأغارت عليها الفيضانات والاعاصير والدوامات، وكانت الدورات الكونية قد منت عليها بجنتين «فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم» ودفعت بهم بعد ذلك الى اقتحام القارات المجهولة، من أدنى الأرض الى أقصاها ليشقوا البحار والبراري في رحلات اسطورية «قالوا ربنا باعد بين اسفارنا فظلموا انفسهم وجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق» .
وفي كتابه رحلة اثرية الى اليمن رصد الدكتور أحمد فخري مسار صعود اليمنيين اذ فرضوا سيطرتهم على خط القوافل التجاري من الجوف الى الشام، كما انهم فرضوا ثقافتهم وابداعاتهم الصناعية والحياتية في زمن كانت الامم تغط في ظلام دامس الامر الذي عبرت عنه آثار مدن قرنو وقتبانو ووائل حتى القرن العاشر قبل الميلاد، حيث شيدت مملكة سبأ العريقة التي عرفت مجالس الشورى والجدل، وتمثل نقوشها الآن مفاتيح معارف للدخول الى مغاليق تاريخ الشرق وفصوله الأكثر مثاراً للجدل حيث انهارت المملكة اليمانية الاولى تحت سنابك خيول الممالك المجاورة.
كان ذلك قبل اثني عشر سنة من الآن. وليس مبالغة في اجماع المؤرخين على ان الظاهرة السبئية من حيث الصعود الى المجد والهبوط الى الخراب استمرت في حقب التاريخ اليمني باشكال مختلفة حتى تحولت هذه البلاد العريقة الى حكمة بالغة الدلالة، فثمة لديها جواب لأي سؤال.. ولديها دواء لكل داء، ولديها حرب لكل سبب.
هذا في الماضي.. أما في الحاضر.. غداة القرن العشرين.. فقد أخذت اليمن سلاحها الى اعالي الجبال، ومن هناك بدأت باطلاق النار كلما وجدت له مبررا، وفي عهد انشطارها الى الشمال والجنوب خاضت ثلاث حروب أهلية تحت شعار توحيد الأرض وانهاء التشطير.. وحربا رابعة بلا شعارات محددة، عناوينها الارهاب واختطاف السياح وحرية التعبير وانهاء الامبراطوريات القبائلية وترويض الغزال الجنوبي لضمه الى العائلة اليمنية التي طالما ارهقها الحنين الى مملكة سبأ المهيبة الجانب، وها هي تدخل حربها الخامسة.
في أيلول (سبتمبر)من عام 1972 اندلعت الحرب اليمنية(المعاصرة) الاولى بين الشمال والجنوب.. الشمال الذي انضم الى نادي الانقلابات الجمهورية منذ أقل من عقد من السنين، والجنوب الذي احرز استقلاله من الانتداب البريطاني قبل خمسة اعوام وأقام جمهورية كان قد لملم اجزاءها مما يزيد على عشرين من السلطنات والمشايخ المتناثرة والمتناحرة.

ولهذه الحرب قصة ونتائج.
وكلام مفيد.. «الايمان يمان، والحكمة يمانية».
حديث نبوي

التعديل الأخير تم بواسطة حتاته ; 2011-04-09 الساعة 12:10 AM
حتاته غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس