المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عهد الشعيبي
على مدى اكثر من 21 عام مضت كانت ولا تزال ملشيشيات حزب الاصلاح اليمني اخطر ما يمكن تصنيفها على الدرجة عالية الخطورة المستهدفة زعزعة السلم الاجتماعي والاهلي في عموم مدن الجنوب وبالذات في العاصمة عدن ,حيث دشنت وجودها العلني والفعلي على الارض بالتزامن مع توقيع اتفاقية الوحدة المنتهية لاحقا بين دولتي الجنوب والشمال , وكشفت بوضوح عن وجهها الاجرامي القبيح بوقت مبكر من خلال قيامها بتنفيذ سلسلة واسعة من الاغتيالات السياسية الارهابية ضد القيادات الجنوبية بالتوازي مع بث سموم الفرقة بين الناس , وممارسة الارهاب الفكري ضد النخبة, وشحن الواقع الاجتماعي باجواء الصراع العقائدي بين مختلف اوساط شرائح المجتمع الجنوبي وأطيافه , كل ذلك كان بغرض خلق حالة من عدم الاستقرار النفسي لدى عامة الجنوبيين لكي يتمكن القادم من مخططاتها انذاك من هزيمتهم نفسيا وعسكريا والقضاء عليهم تماما كما حصل لاحقا ..
بهذا السلوك المشين عمدت هذه المليشيات انذاك إلى تهيئة اجواء مشحونة بالفوضئ العامة كي تمكن فرق المكر السياسي من احتواء الواقع الجديد والسيطرة عليه , والذهاب بالوضع الوحدوي الجديد للجنوبين إلى حيث لا امان ولا سلامة ولا وحدة , وتمكنت من تحقيق تلك المآرب الشيطانية فعلياً وقتلت من قتلت, وجعلت من الجنوب ومن كل مكان عاش فيه الجنوبي على درجة من الخطورة , ولا مجال هنا لنعد ونحصي الضحايا حتى كانت الحرب ..
وفي الحرب الكارثة بصيف 94م كانت هذه المليشيات على راس الاعمال القتالية الضارية التي ضربت الجنوب في صميمه , حيث تقدم عناصرها الجبهات مزودين بكل خبرات سنواتهم التي قضوها في افغانستان في ثمانيات القرن الماضي ,اساليب وفتوى وفتك في كل شيئ , وعلى يدها وبخبرات عناصرها تمكن جيش الاحتلال من اجتياز اكثر المناطق صعوبة اثناء الحرب وانتهى بها الامر الى السيطرة على الجنوب ومن ثم تسليمه الى جيش الرئيس صالح ..
ما تقدم كان ضرورة لإستحضار شيئ من الصورة التي لا بد من تجسيدها كحقيقة مختصرة التفاصيل لدى القارئ الكريم عن ما يسمى اليوم ( بحزب التجمع اليمني للإصلاح ) ..
اما اليوم بل ومن سنوات مضت وبالتحديد مع بداية انطلاق الحراك السلمي الجنوبي فقد عادت وتعود تدريجيا هذه الفرق والمليشيات إلى نفس المربعات والمهام القذرة ولكنها تتماشا بتحركاتها بالتوافق مع الطموح وبما يتناسب مع حجم المهام ومتطلباتها العصرية ولكن بأكثر خبث ودهاء , فالزعيم الروحي لهذه العصابات الارهابي الدولي عبدالمجيد الزنداني ومن الى جانبه من الاعوان والموالين ومنهم الشاب المغمور حميد الاحمر جندوا ولا يزالون يجندوا كل امكاناتهم ووسائلهم واموالهم وعناصرهم لاحتواء عدن والسيطرة عليها بقبضه حديدية في لحظة يتوقع فيها هؤلاء سقوط مرتقب لشخص رئيسهم الشاويش علي وأنهيار مؤؤسات نظامة المفككة..
وبصدد ما يعتمل على الارض الان فأن معلوماتنا المؤكدة تقول بان مئات الملايين من الريالات قد صُرفت في عدن لتنفيذ هذه المخططات خلال ما يقارب الشهرين الماضيين وهي الفترة التي ابتدت فيها تحركات ساحاتهم بالشمال باسم ثورة الشباب والتغيير ,وفيها اتجهت جهود ومخططات الزنداني وصعتر وحميد غلى عدن وذلك لوضع ركائز واساسيات الانطلاق الجديد , والمعلومات تؤكد قيام هذه الفرق وباشراف الزنداني شخصياً بتوزيع ونشر المئات من عناصرها وتحديداً من شباب تعز وبعض المناطق الاخرى الشمالية في احياء العاصمة الجنوبية عدن لغرضين الاول الاشراف على سير تنفيذ المخططات التي لا تزال الكثير من فصولها مخفية ,والغرض الاخر هو تدريب الملتحقين الجدد بهذه المليشيات على اصناف السلاح ( أغلبهم جنوبيين من اصل شمالي ) ..
المعلومات ايضا تؤكد تحالف مليشيات الزنداني والاصلاحي المرحلي مع جماعة السلفيين التابعة لمحمد الحجوري ومحمد الامام وعبدالمجيد الريمي ومقر هذه الجماعات حاليا بمنطقة صبر الفيوش على بعد 20 كيلو شمال عدن فقط , وهناك معلومات تؤكد قيام هذه الجماعات خلال الفترات الماضية بتخزين اسلحة من مختلف الاصناف في احياء مختلفة من العاصمة عدن على ان توزع على عناصرها في اللحظة الحاسمة المرتقبة للسيطرة على عدن ,ولها مستودعات رئيسية في كل من الراهدة والبيضاء وتريم بحسب مصادر مؤكدة ايضا ..
الخلاصة : اعتقد ان قيادات الحراك ووجهاء ومفكري ومثقفي الجنوب وعدن على وجه الخصوص يدركون كل هذه المخاطر المحدقة بل وهناك من يملك تفاصيل أدق عن هذه الحقائق , وقد تكون بتصوري الشخصي وبناء على ما تقدم الاسابيع بل الايام القليلة القادمة مفصلية للكثير من المسائل الهامة, وستضع الحراك الجنوبي الاستقلالي بقياداته ونخبه بل ومصيره امام امتحان صعب وخطير للغاية , وعليه فان الإستعداد الحقيقي اللازم لدى الجنوبيين لا بد ان يكون كاف وحاضر وبقوة في الوصول بما لديهم إليه عدن حتى لا تذهب باتجاه يصعب السيطره عليها فيه , لا استطيع القول اكثر من ما تقدم , شكراً , والحمد لله
|