تنحي صالح ونقل صلاحياته إلى نائبه وتشكيل حكومة برئاسة المعارضة
الحكومة اليمنية تنتقد والمعارضة تقبل المبادرة الخليجية
المصدر: صنعاء - محمد الغباريالتاريخ: 08 أبريل 2011
انتقدت الحكومة اليمنية المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، والتي تتضمن تنحي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم وتكليف نائبه القيام بمهام رئيس الدولة، ورأت فيها «شروطاً غير ديمقراطية».. في حين رحبت المعارضة بها.. في وقت برز في المشهد عودة مظاهرات الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال.
ووجهت الحكومة اليمنية انتقادات مبطّنة، على لسان مسؤول طلب عدم الإفصاح عن اسمه، للمبادرة قائلة: إنها تتضمّن شروطاً غير ديمقراطية.
على الضفة المقابلة، قال رئيس المجلس الأعلى لتكتل اللقاء المشترك المعارض ياسين سعيد نعمان: إن المبادرة الخليجية «إزاء الثورة المطالبة بإسقاط النظام إيجابية. ويجب ضرورة مناقشة المبادرة مع بقية الأطراف، وهي شباب الثورة اليمنية، والحراك الجنوبي، والحوثيين، ومعارضة الخارج».
وأضاف نعمان: إن المبادرة «لبّت إلى حد كبير طموح الشعب اليمني، وعكست حرص الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي على تدارك الانهيار في اليمن»، بحسب تعبيره.
وقال القيادي في أحزاب اللقاء المشترك محمد عبدالمتوكل: إن المعارضة عقدت اجتماعاً استثنائياً بعد اللقاء بسفراء دول الخليج الذين عرضوا عليهم مبادرة مجلس التعاون لحل الأزمة.. لكنه أوضح أن المعارضة لم تحدد بعد قائمة ممثليها في الاجتماع المقرر عقده في العاصمة السعودية الرياض، ولفت إلى المعارضة ستعقد اجتماعاً لاحقاً لمناقشة ذلك.
وأضاف اللقاء الذي عقد في مبنى السفارة السعودية ضم أمناء عموم أحزاب اللقاء المشترك، ورئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد باسندوه، وأمين عام اللجنة حميد الأحمر.
وبحسب ما تسرّب من مصادر المعارضة فان المبادرة تنص على تنحي صالح، ونقل صلاحياته الرئاسية إلى نائبه منصور هادي بشكل سلس وسلمي، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من مختلف الأطياف الوطنية، وتكون رئاستها للمعارضة، مع توفير ضمانات للرئيس وعائلته بعدم الملاحقة.
وقال مصدر من المعارضة مقرب من المفاوضات: إن «الرؤية الخليجية تقوم أيضاً على مقترح للرئيس صالح بان يغادر معه اليمن قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر»، والذي أعلن مساندته للمطالبين بسقوط النظام.
في الغضون، قال مصدر خليجي: إن دول الخليج بدأت في ترديد أسماء أشخاص يمكنهم تشكيل المجلس الانتقالي. ومن بين هؤلاء شيخ حميد الأحمر وهو شخصية بارزة بين القبائل القوية في اليمن، ورئيس الوزراء الأسبق عبدالكريم الارياني (الذي يعمل حاليا مستشارا لصالح)، ورئيس الوزراء الأسبق عبدالعزيز عبدالغني.
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مطلع أن «المحادثات في السعودية ستبحث الأنماط والآليات لنقل السلطة».
«الحراك» يستأنف تحركه
في هذه الأثناء، استأنف الحراك الجنوبي تظاهراته الداعية إلى انفصال الجنوب عن شمال اليمن لمناسبة «يوم المعتقل».
وفي أعقاب شهرين من المشاركة في مسيرات تطالب برحيل الرئيس صالح.. جاب أنصار الحراك شوارع مدينة الضالع مطالبين بالإفراج عن المعتقلين الجنوبيين، وأبرزهم رئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم، والعشرات من الناشطين السياسيين الجنوبيين، من بينهم سفراء سابقون.
وعاد المتظاهرون إلى رفع أعلام دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990 عندما توحدت مع الشمال، وذلك في إصرار على مطالب الحراك بالانفصال عن الشمال، التي كانت خفتت أمام مطالب الحركة الشعبية برحيل صالح. كما رفعوا صور الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، الذي دعا الأسبوع الماضي إلى إحياء ما يسمى بدولة الجنوب العربي. وردد المتظاهرون هتافات تطالب بحل القضية الجنوبية.
مسيرات ومظاهرات
إلى ذلك، تواصلت المظاهرات والمسيرات المطالبة برحيل صالح في مختلف المحافظات؛ حيث تظاهر عشرات الآلاف في صنعاء، ومثلهم في الحديدة وتعز وإب وذمار وحجة والبيضاء، وشاركت أعداد كبيرة من النساء في هذه التظاهرات، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها استجابة لدعوة العصيان المدني، في حين توقفت الدراسة في مدينة الحديدة، واختفى محافظ المحافظة.
المتظاهرون أعادوا التأكيد على مطلبهم الوحيد وهو التنحي الفوري للرئيس صالح، وقالوا: إن كل المبادرات التي لا تطرح تنحي الرئيس لا تعني الثورة الشبابية في شيء. وقالوا: انه لا يمكن إجراء أي حوار أو وساطة إلا بعد تحقيق هذا المطلب.
http://www.albayan.ae/one-world/arab...4-08-1.1416874