تركي العازمي / الولاء للقائد الصالح فقط!
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
تركي العازمي
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
تركي العازمي / تساؤلات محيّرة! 27/03/2011
تركي العازمي / استجواب الوزير الساير! 23/03/2011
تركي العازمي / طبيعة الفساد ومعالجته! 20/03/2011
تركي العازمي / انعكاسات جلسة «الميموني»! 17/03/2011
تركي العازمي / ارحمنا يا وزير الداخلية قبل فوات الأوان! 13/03/2011
جميع مقالات الكاتب
فهمنا و«جاك العلم»... فالدبابات، الطائرات، وجميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بما فيها «المطاعات» لا تصنع الولاء للقائد والدليل سقوط رموز عربية واخرى في الطريق!
إن أخطر جانبين لا يجوز للقائد العبث بهما مهما كانت الدوافع والمبررات هما: «لقمة العيش»/ الاستقرار الوظيفي والأمن. والأمن معلوم مفهومه وأثره يظهر لو بعد حين، أما «لقمة العيش» فتندرج تحتها مسببات كثيرة من شأنها العبث في سلامة توافرها على النحو المطلوب وعلى سبيل المثال لا الحصر: إذا كان مستوى الدخل مقابل تكلفة المعيشة غير متكافئ، عدم تكافؤ الفرص في الترقي والمكافآت، انتشار الفساد الإداري ولدينا أمثلة كثيرة كقضية مشرف، الفساد الإداري المستشري بين معظم قطاعات الدولة، المزاجية في إنهاء معاملة الوافد والمقيم، غياب الحوكمة، التعدي على المال العام من مناقصات وخلافه، وجوانب الكسب غير المشروع الذي يجعل الشريف محدود الدخل لا يستطيع البوح بمشاهداته لتلك الممارسات التي اعتاد المتنفذون العمل بها دون رادع!
والولاء للقائد الصالح فقط موضوع هذا المقال نوجهه لكل موظف شريف ومسؤول يتردد في أخذ القرار المناسب خشية تعكير صفو العلاقة بينه وبين مسؤوله الذي يرى أن الولاء يكمن في عدم مخالفته وهو مفهوم سائد في مؤسسات العالم العربي كون ثقافة «ربعنا» إزاء الولاء بنيت على مفاهيم خاطئة... إن البعض «يزخرف باطل الفعل» إعلامياً كي يبقى ضمن حاشية الرئيس القائد المرضي عنها!
ولأن الاستماع عادة يجهلها معظم قياديينا، فهم، أي القادة، حتى وإن استمعوا فإنهم لا يبحثون عن وجهات النظر الاخرى ويرغبون في سماع ما يتماشى مع توجهاتهم، وحتى لو توافرت فيهم خصلتا الاستماع والبحث فإنهم لا يستشيرون من يجب أن توكل إليهم مهنة مستشار: كيف؟
إننا لو نظرنا لأغلبية المستشارين، نجدهم إما مسؤولين فشلوا وحولوا إلى مستشارين، أو لأنهم منحوا وظيفة مستشار من باب الترضية، أو مستشارين كي «يربكوا الأمور» فقط!
من هذا المنطلق، تتولد لدينا قناعة إن مفهوم الولاء غير معمول به إلا في أضيق الحدود، ولذلك نرى إنه يجب علينا أن ندرك خطورة المضي في العمل وفق مفهوم الولاء الحالي الذي يرى في عبارة «كل شيء تمام... حاضر طال عمرك» مدلول على توافر الولاء في مطلقها!
علينا البحث أولاً في مدى فاعلية القياديين والمستشارين ممن دمروا البلد ومؤسساته باستشاراتهم «المعلبة» كما وصفها بعض النواب! وهذا التوجه يتطلب إنشاء هيئة خاصة بمكافحة الفساد أعضاؤها من خيرة الشباب الكويتي فلدينا أياد بيضاء وخبرات غير مستغلة وبعدئذ يسمح لكل فرد نقل مشاهداته من سلوكيات وقرارات خاطئة «عرجاء» لتلك الهيئة!
خلاصة القول، إن الولاء يبقى للقائد الصالح فمن غير قيادة جيدة واخلاقية لن نستطيع العبور إلى جانب الإصلاح الذي ينشده البسطاء ممن تأثر من حالتي «لقمة العيش»/الاستقرار الوظيفي، والأمن لديهم، ولنا فيما يدور من حولنا عبر. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=31032011