عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-10-21, 07:14 AM   #1
ابو مشعل السعدي
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2008-10-06
المشاركات: 42
افتراضي حـــــــــلاق فخامه الرئيس!!!


(وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)
اللهم من جاء مشاركا أو زائرا إلى هذا ( الموضوع) نيته خالصة لوجهك فتقبل منه ومن كان غير ذلك فاجعل هدايته على يدي فيهذه الساعة المباركة. أو أكفناه بما شئت وكيف شئت. فبطشك قوي شديد ورحمتك وسعت كل شيء وعدلك يظلل كل شيء لا يظلم أحد منك ولا عندك ابدا .
حلاق فخامة الرئيس!!
كان وزير خارجية قطر الملك حمد بن جاسم على شاشات التلفزة يصارح الأمة بكلماته الفطرية النابعة من القلب العربي البدوي الحزين بان السباق بين زعماء ووزراء الأمة ألان نحو من يبلغ إسرائيل أولا ويحظى برضاها عبر واشنطن وقال كلمته كلنا - يقصد الزعماء والقادة العرب - نتسّول لدى باب البيت الأبيض وليس بيدنا شيء سوى ان نتسوّل!!
في نفس هذه الفترة تفوه الرئيس اليمني بكلماته الفطرية النابعة من القلب الحزين والتي نقلتها أجهزة الإعلام واهتمت بها وشغلت بها إلى حين وهو يشاهد ما حل بالرئيس العراقي صدام العرب فقال : ( علينا ان نحلق لأنفسنا قبل ان يحلقوا لنا !).
تذكرت حينها اني لازلت احتفظ بين أوراقي القديمة ملاحظات ونصوص لمقابلة أجراها التلفزيون الأمريكي قبل أكثر من 20 سنة تقريبا مع الحلاق الإيطالي الشهير ( ستيفن مارتيني) ليس اهتماما من التلفزيون الرأسمالي الأمريكي بالمهن والحرف الشعبية مثل الحلاقين والسواقين والسقائيين والزبالين والطباخين والخياطين وغيرها ولكن لان ( ستيف مارتيني ) كان حلاق الرؤساء في البيت الأبيض لمدة تزيد على 20 سنة مرت تحت مقصه رقاب أربعة من الرؤساء الأمريكان هم ( رأس الرئيس إيزنهاور) وهو بالمناسبة ( أصلع) وكان لديه وزير مالية ( أصلع) أيضا ولان ( الرئيس الامريكي ) كان يتمتع بروح المرح والدعابة فقد قال له مرة: ( إنني لا اعرف لماذا تقلدني دائما في الطريقة التي أصفف بها شعري!!). ومرة اخبر وزير المالية الرئيس ان ديون الولايات المتحدة قد ترتفع عن الحد القانوني المقرر لها فقال له الرئيس : ( من الذي سيذهب إلى السجن إذا حدث ذلك ؟ فرد عليه الوزير: لا سيدي الرئيس سنذهب إلى الكونجرس هنا صاح الرئيس بأعلى صوته : ( سنذهب إلى الكونجرس ماذا تقول؟؟؟ السجن أهون !.) ومرت عليه أي – الحلاق- ( رأس الرئيس كيندي) و ( رأس الرئيس جونسون) و( رأس الرئيس نيكسون ).
والحلاق اقرب الناس إلى إذن الرئيس!!
واستطاع ان يوصل كثير من رسائل الناس إلى اذنه أكثر من - الكاتب السكرتير وأكثر من رئيس تحرير الصحيفة الرسمية- كما ان الحلاق اقصد ( حلاق الرئيس) أقرب الناس إلى ( رأس الرئيس) والى ( عنق الرئيس ) من الخلف ومن الأمام , والمسألة هنا سهلة لو يعرف أخواننا في الله ......................
صحيح ان الاختيار أي اختيار ( حلاق الرئيس) يمر عبر البنتاغون والمخابرات المركزية والمباحث الفيدرالية وتجرى عن الحلاق قبل استخدامه التحريات والتحقيقات الأمنية والاجتماعية والاختبارات المتعددة قبل ان تسلم إليه ( رقبة الرئيس).
ولكن !!!نعم ولكن !!
نسورناء التي اخترقت كل هذا في 11 سبتمبر سيكون من الهين عليها اختراقها للوصول إلى ( رقبة الرئيس الأمريكي ) وغير ( الأمريكي) .
على اية حال هذا مجرد هامش على هامش الموضوع وربما يعتبره البعض تحريضا على الارهاب .
نعود الى قصة ( حلاق الرئيس ) !!
الطريف ان مارتيني قال في تلك المقابلة التلفزيونية ( انه عندما قدم إلى واشنطن مع زوجته لأول مرة عام 1941م أخذها في نزهة أمام حدائق البيت الأبيض مازحها قائلا: ( سوف احلق هنا في يوم من الأيام ! )
وتحقق حلمه
ولكن بعد 11 سنة!
وظل يتباهى بالهدايا والأوسمة التي نالها من الرؤساء الذين ( حلق لهم)!
والاكثر طرافة ان الحلاق مارتيني قد ظهر في هذه المقابلة التلفزيونية بلا حلاقة ( كث الشعر) وكأن مقص الحلاق لم يمر عليه منذ أكثر من 20 سنة !!
وخلاصة ( تــجــربــة ) ستيف مارتيني التي وصلت إليها تلك المقابلة التلفزيونية القديمة ( ان الحلاق هو من اقرب الناس إلى اذن وعقل الرئيس).!
فقد قال ان ( الرئيس ) كان يحرص على اخذ رأي حلاقه وخاصة أثناء الأزمات باعتباره واحدا من عامة الشعب ولذلك كان ( الرئيس) ودودا في الحديث أثناء الحلاقة حول الطقس وكرة القدم وأخر النكات والأفلام وقد يتمادى أحيانا في الحديث معه حتى عن النساء !!
وهذا الحديث بالذات بين ( حلاق ورئيس عربي) أوصل ( الحلاق) إلى ( وزير) ثم إلى ( سفير) !!
طبعا لم يحدث هذا في الولايات المتحدة آنذاك أيام ( مارتيني) الذي قال في تلك المقابلة أيضا " ان بعض الرؤساء يحبون الحلاقة في العاشرة صباحا وبعضهم بعد الثانية عشرة ظهرا وبعضهم في السابعة صباحا والبعض كان يفضل الحلاقة عند الفجر"ي تلك المقابلة أيضا " ل انذاك ! انذاك !صل الحلاق الى وزير ثم الى سفير!! !
وفي إطار تلك الخلاصة لتجربة ستيف مارتيني أشار: انه بعد انتهاء مدة ولاية الرئيس جونسون أراد ان يستقيل يقصد - يستقيل الحلاق - وليس يستقيل الرئيس لأن ( الرئيس) أصلا قد انتهت مدة ولايته الدستورية الشرعية ولكنهم اتصلوا به أي ( الحلاق) من البيت الأبيض وقالوا له ان الرئيس الجديد يريد ان يستمر في عمله كحلاق خاص للرئيس الجديد فتوجه إليه المذيع بشوق بالغ ماذا كان جوابك ؟ قــال : ( لا احد يرفض العمل مع الرئيس!).
وفي نفس الإطار قال حلاق الرئيس : انه لم يكن ( يخاف ) ان يخطئ في قص شعر الرئيس من الرئيس ولكنه كان ( يخاف ) من زوجة الرئيس إذا أخطاء فهي تتدخل في كل شيء يتعلق بمظهر وزينة الرئيس فهي اشد الناس حرصا على أناقته ومظهره ولو كان على فراش المرض ودلل على هذا الحرص ان الرئيس جونسون في بعض المؤتمرات الدولية كان يقطع الجلسة كل ساعة ليصعد إلى غرفته ليقوم هو ( حلاق الرئيس) بإعادة تصفيف شعر( الرئيس) وإذا كان الرئيس سيظهر على الشاشة أو سيعقد مؤتمرا صحفيا فيتطلب الأمر بالإضافة إلى تصفيف الشعر بعض الرتوش والماكياج وتكون ضرورة ملحة تقليم أظافر الرئيس في بعض الأحيان !
والحقيقة الكبرى التي أوضحها مارتيني في تلك المقابلة التلفزيونية التي تشكل خلاصة تجربته في الحلاقة للرؤساء هي قوله في رده على أسئلة المذيع عن رؤيته للرئيس كإنسان فقال الحلاق في الواقع الرئيس أي رئيس هو إنسان ( تعيس) لأنه معزول انه يعيش وحيدا وبعض الأحيان يسمح له ان يكون مع زوجته أو كلبته أو قطته ! وكل شيء يقوم به يحسب له ألف حساب) وكل الرؤساء الذين عاصرهم ( مار تيني) يعتبرهم ( تعساء) بسبب ( العزلة ) و( كثرة الحسابات)!- اتوقع بدون أي شك ان تكون تعاسة الرئيس زادت وكثرت الحسابات بعد احداث 11 سبتمبر - وهذا ما يكشف سر ( مونيكا والرئيس كلينتون)! فلقد روى التاريخ المعاصر انه في خضم الصراع بين " هيلاري" و" ومونيكا" اجتهد رجال الأمن الخاص لإبعاد المرأتين عن بعضهما البعض وأحيانا إبعاد الرئيس عن زوجته وأحيانا عن عشيقته لتفادي إثارة المشاكل للرئيس ولذلك كان محقا حلاق الرئيس في قوله أيضا : انه يعتبرها حياة ( مأساوية) لأنها لا تصيب الرئيس وحده بل تتعدى ذلك إلى أفراد أسرته فتفرض عليهم كثير من الأشياء فرضا فضلا عن ان الرئيس لا يعيش مع عائلته نفس الحياة التي يعيشها معهم في غير هذا الوضع وأصعب ما تكون هذه الحياة في أثناء الأزمات والمصائب عندما ينشغل الرئيس انشغالا كاملا عن ( بيته وزوجته) إذ يظل أكثر الأوقات ملازما ( لمكتبه وسكرتيرته!!)- لم يكن في وقت مارتيني وزيرات خارجية مثل المدلكة السوداء كونزاليزا رايس والحربة الرقطاء وزيرة خارجية اليهود وغيرهن !
ولهذا السبب يرى بعض علماء النفس ان روح المرح والدعابة التي ترتسم علنا على الرئيس تخفي وراءها أكوام من الأحزان والمتاعب مهما كانت درجة ونوع الابتسامة التلفزيونية التي يرسمها الرئيس على محياه ,
وهذه واقعة ارويها كما قرأتها تعطي الدلالة على هذا وأكثر فعندما أفاق الرئيس الأمريكي ريجان من العملية الجراحية التي أجريت له بعد محاولة اغتياله أراد احد الزائرين ان يطمئن الرئيس فقال له ( ان كل شيء يسير على ما يرام – بلهجتنا المحلية المعتادة – ( كل شيء تمام يافندم )رد عليه الرئيس فورا( أتعتقد ان ما قلته ألان يسعدني على العكس انه يحزنني فألان لم تعد لي وظيفة !) في البيت الأبيض ذلك المكان الذي وصفه الرئيس نيكسون( بأنه خلية نحل مليئة بالعسل ولكن لا ينجو من دخله من لسعها!!).
وعلى ذكر الوظيفة هنا أتذكر اني قرأت قبل أيام رسالة شكر بعثت بها هيلاري زوجة الرئيس كلينتون إلى الأمين العام للأمم المتحدة السابق لقبوله توصية الرئيس بوش الأصغر بشأن الحصول على وظيفة لزوجها العاطل عن العمل منذ انتهاء مدة ولايته السابقة وقد تم تعيينه جامعا للأموال العربية لإغاثة إسرائيل و الأمريكان من متضرري تسونامي! ومكنته هذه الوظيفة أيضا من العمل الإضافي كمحاضر يروي تجربته في البيت الأبيض لدى العديد من البيوت والأسر العربية الحاكمة !!
وبالمناسبة هنا يمكن ان نذكر ان الرئيس بوش لا يستشير الحلاقين فلاول مرة بوش يستشير فقد اراد ان يذهب للحمام وهو يرأس وفد الولايات المتحدة في الامم المتحدة فخشي ان يفسر نهوضه من مقعده انه موقف سياسي من المتحدث فكتب ورقة يستشير وزيرة خارجيته هل يمكن ان اذهب للحمام ؟ فاومأت اليه براسها نعم والتقط الصحفيون الورقة التي كتبها وعلقوا بانها بادرة جيدة فهذه اول مرة يستشير الرئيس الامريكي وزيرة خارجيته وهو الذي لم يستشر احدا في طاقمه السياسي منذ صعوده الى السلطة!! [1] (http://www.al-faloja.org/vb/newthrea...read&f=2#_ftn1) وماخاب من استشار
وأعود إلى صلب موضوعنا فالأكثر إثارة في تلك المقابلة القديمة جدا التي ثرثر الحلاق بكل هذا و بفصاحة تفوق فصاحة المذيع ان مارتيني قال ( ان سر بقائه أكثر من عشرين عاما هو التزامه بحكمة حفظها وطبقها (بان الحلاق حلاق والرئيس رئيس !) ورغم المعروف والشائع عالميا ان الحلاق ثرثار فقد استطاع مارتيني ان يصمت كل تلك السنين ذلك الصمت الذي يفرضه ( منصب حلاق الرئيس !) .
" المشكلة" " كل المشكلة" بل و" أم المشاكل" عندنا بالذات في العالم العربي هي عندما لا يتصرف " الحلاق" في حدود ( منصب حلاق الرئيس) ويتصرف وكأنه ( هو الرئيس!!) وهكذا كاتب الرئيس وسكرتير الرئيس وسائق الرئيس وساقي الرئيس وخياط الرئيس وزبال الرئيس وطباخ الرئيس وطبال الرئيس ومرافق الرئيس وحارس الرئيس وصياد الرئيس كل واحد يعتقد ويتصرف كأنه هو الرئيس !! ومن هنا كان الرئيس اليمني مصيبا وهو يتفوه بأم الحقائق وهي ان الرئيس لم يعد بحاجه إلى من يحلق له وان عليه ان يحلق لنفسه !
ولكن ربما لن يتمكن الرئيس من تحقيق هذه الوصية الخالدة في عصر العولمة وأحدث صالونا ت بيريز لقصات الشعر العالمية المتطورة! والمبهرة! التي يديرها أشهر الحلاقين العالميين أيهود أولمرت وزملائه ! للرئيس وسيدة الرئيس الأولى! للرجال والنساء بأسعار مخفضة بعملة النظام العالمي الجديد الشيكل!!!!!!!
ختاما
إن الله جل جلاله يبسط يده الشريفة بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده الشريفة بالليل ليتوب مسيء النهار فلنغتنم فرص العمل اليسير بالأجر العظيم ولتعلم كل العلم إنهم  ( بسم الله الرحمن الرحيم " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت وأستغفرك وأتوب إليك وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
ًأخوكم الواثق بنصر الله .ابو مشعل السعدي
ابو مشعل السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس