ماهي التوجهات الخطابية التي ينتظرها الشارع الإقليمي والعالمي من الرئيس البيض ؟
لم يكن لإنتظار كلمة الرئيس علي عبدالله صالح أهمية بقدر ما ستكون لكلمة الرئيس البيض غداً /
فـ كلمة الرئيس اليمني بالنسبة للشارع الدولي لاتمثل أكثر من أنه سيثبت أنه لازال متماسكا ومحافظا على كبرياءه ولازال حفاظه على مصالحه الشخصية هي كل مايستطيع أن يخبر به شعبه الثائر في رحلته الأخيرة نحو الانكماش .
لا يحاول البعض التلميح إلى أن الرئيس اليمني بخبثه ودهائه استطاع ان يستعطفكم وأنه تبواء مكانة حسنة في تطلعاتكم نحو قضيتكم ... بل وحاز في نظرتي وجود بوادر ميول واتفاق وأي رغبة في التعاطف معه من قِبل بعض السياسيين الجنوبيين ........... فالواجب التنبه إلى أنها سياسة استغلال السياسة فأنتم تعلمون جيداً انه آيلاً للسقوط وليس من الإنصاف لقضيتكم ان يميل إليه البعض إعجاباً أو تحالفاً في الحين الذي تعمد هو اثارة إعجابكم وتحالفكم بل يجب أن نعود لكلمة الرئيس البيض ولا أضنه أو أضنكم تحتاجون الى تذكير لـ كلمته في قناة سهيل حين رد على الأحمر عام 2009 الذي اعتبر نفسه وصيا على أبناء الجنوب , فقال له الرئيس يومها : لا أحد وصي على شعب الجنوب لكي يقرر مصيره و التاريخ لن يرحم الأوصياء الجدد الذين يقدمون كل يوم مشروعاً وينقضونه ويتناقضون معه في اليوم الثاني".
إن الرئيس اليمني ليس بذلك الذكاء الذي يرسمه له إعلامه بل لديه من البطانة الفكرية والسياسية من جعلت همها كيف تخرجه من هذه الأزمة بسيادة على جميع ماناله من سلطته وعلى حماية دولية لسيادته وأن يتم تنازله عن السلطة وليس خلعه منها فعلى الجميع أن يتعقل أنها أمور ستبقى شمالية ويبقى هدف الجميع هناك جركم اليه بكل الوسائل ... إن المنطق الذي اراه أن يصر الجنوب مجسدا في فخامة الرئيس البيض عدم الدخول الى اي حوارات يمنية قبل الإعتراف بحق القضية في الاستفتاء والاستقلال اذا مانتج عنه ذلك , وبأن الجنوب قد رسم ثورته بنفسه بما ملك من تاريخ وشهداء وجرحى وأسرى وتوق للحرية والاستقلال وأنه حين يمارس حين هذه اللغة السلمية لا يعني هذا انه يتجاهل أن اللغة العسكرية قد تكون في مرحلة ما مطلب يجب الأخذ به , وبالتالي فابالنسبة للوضع الداخلي لم يعد من المنطق إخفاء الحاجة الماسة للالتفاف جميعا حول الهدف والتكاتف على جميع الاصعدة والمنابر لوحدة الصف الجنوبي فكريا وثقافيا واجتماعيا أمام الأعاصير الضابية فيما يتعلق بالنهاية الحقيقية للثورة الجنوبية بعزلة تامة عما ستؤول اليه الأمور في الثورة الغاضبة في اليمن الشمالي ...
ولذلك فمن المنطقي جداً استغلال الوضع الدولي الراهن المؤيد لحق الشعوب في ثوراتهم واحداث تغييير في أراضيهم بما هم محتاجون اليه وان تكون هناك رسائل اعلامية مؤثرة للعالم على لسان الأطفال والنساء والرجال ومشاهد القتل والعنف ليستشعر العالم بحاجة الجنوب للدعم العربي والعالمي لمساعدته في نيل حقه الذي تتجاهله اليمن في تقرير مصيره .
_ إن المنتظَر من أولياء أمر الحراك والمتحدثين باسم الجنوب كدولة مطالبة بالاستقلال يجب أن توحي بأنها قادرة على مشاركة اليمن ( كجارة ) مستقبلاً ضد أي انقسام حوثي , والإقرار بأن هذا الإنقسام خطر مذهبي وسياسي يجب التنبه له والعمل على احتواءه سريعاً وأن القوة التي ستشكلها دولة مستقرة في الجنوب تعود فعلياً بالأمن في المنطقة .. وطوق يحاصر التوسع الشيعي والوجود القاعدي وسط الوجود السني وأن اليمن بإعترافها باستقلال الدولة الجنوبية وتسهيل اجراءات الاستفتاء الشعبي بصورة سريعة يساعد على السيطرة على الوضع وبالتالي ستتجه الجهود الجنوبية الى مساندة الثورة اليمنية ضد ي استغلال ينقص من أراضيها أو أي تواجد قاعدي أو حوثي وأي واضطراب يؤثر على أراضيها وعلى المنطقة ككل . فلا خوف اجتماعي أو مذهبي يمثله استقلال الجنوب وبالتالي يجب التعاون معها لتشكيل دولتها .
_ لا نتجاهل ان العالم قلق بشان عودة دولة الجنوب كدولة مستقلة سياسيا واجتماعيا ومن هنا يجب أن تنطلق الجهود لإكتساب الثقة الدولية والشعبية في دول الجوار ومن أولويات مايجب العمل به أن يعرض الجنوب بكل وضوح مواقفه من قضايا سياسية وأمنية تقلق دول الجوار ويريد العالم المترقب خاصة هذه الدول أن يطمئن على أن الجنوب قادر على تجاوز المرحلة بكل تفاصيلها بما قدمه سابقا من تضحية واصرار ولدول الجوار حق في أن تطمئن ويجب ان نعطيها ماتريد من اظهار ان الشعب الجنوبي وولاة امره بقدر القضية وأنه قادر على احتواء خلافاته وقادرون على تشكيل الدولة القادمة بما يدعم الوجود السني في المنطقة بالاضافة الى باقي الامور المهمة من أن الجنوب قادرة على تلافي اي احباط اقتصادي يجعل منها عالة على الامم في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء ...
_ إن الجنوب يثق في ان موقف المملكة العربية السعودية أو اي دولة اخرى سواء داخل النطاق الاقليمي او خارجه .. لن تقف أمام امن واستقرار المنطقة وهذا مايجسهده مواقفها في جميع المواقف المماثلة بل يجب الإعتراف أن الجنوب كشعب يثق تماما أنها لن تقف أمام الحق الشرعي الذي يناضل جميع الشعب الجنوبي للحصول عليه وفق منظومة عصرية سليمة ولديه ثقة أكبر في أنها ستتعاون لما فيه عودة حقوقه وممارستها على ارضه والتي تندرج تحت نظرية حق الجنوب في تقرير مصيره وباتالي يتطلع الجنوب الى وقفات مباشرة وصريحة مع هذا المطلب والذي يساعد الجميع في تكوين درع اسلامي وأمني متين في المنطقة مما يعني أيضاً ( إدراج ضمن الحوار ) أن ساسة الجنوب يؤيدون كافة مساعي الشعب اليمني الشمالي لنيل مطالبه وتحقيق تغيير إيجابي في جميع ما يمس رقيه وأمنه واستقراره عدى ان تتعدى على حقه الإنساني لتقرير مصيرنا .